"أنا أيضا" أو "Mee Too" : العربيات بصوت واحد ضد التحرش

لم يعد التحرش من التابوهات والمواضيع المسكوت عنها والسم الصامت الذي ينهش كيان المرأة العربية دون أن يكون لها حق رفضه أو الدفاع عن نفسها منه خاصة بعد الحملة التي جابت العالم وانخرطت فيها عربيات قررن كشف تجاربهن المريرة مع التحرش.

وفي خطوة غير معتادة نشرت نساء على صفحات فيسبوك وتويتر قصصا كن قد أخفينها طويلا عن حالات تحرش تعرضن لها، بعضها يعود إلى أكثر من 10سنوات.

وجاءت الحملة في العالم العربي كجزء من حملة التوعية التي أطلقتها الممثلة الأمريكية الشهيرة أليسا ميلانو التي دعت نساء العالم لاستخدام هاشتاغ "MeToo" أو "أنا أيضا" بعد فضيحة منتج هوليوود الكبير هارفي واينستين الذي يواجه اتهامات بالاعتداء والتحرش.

وخلقت هذه الحملة نوعا من التضامن والدعم "الافتراضي" على صفحات التواصل الاجتماعي بين أشخاص، معظمهم من النساء، تحدثوا عن حوادث تحرش مروا بها في مجتمعات تحكمها ثقافة "العيب" وتغيب عنها قوانين تجرم التحرش.
وكتبت روى سابا وهي صحفية ومعدة برامج تلفزيونية من لبنان والتي كانت واحدة من بين نساء كثر تعرضن للتحرش وخيرن الصمت تدوينة  عن أول حادثة تحرش تعرضت لها في عمر الـ 14 وعن حوادث أخرى تبعتها، وقالت": "هذه هي المرة الأولى التي أشعر فيها أن يدي كانت تسبق أفكاري وأنا أكتب البوست (...) كنت أرجف.. هناك تفاصيل نسيتها أو بالأحرى تناسيتها .. وعندما بدأت الكتابة، عادت التفاصيل كلها إلى مخيلتي".

#MeToo pic.twitter.com/ZsOKPUWJxT

— رُوى سابا (@Rouwa_Saba) 17 octobre 2017

وقالت "ميس " وهي صحفية استقصائية من سورية مقيمة في هولندا في تصريح لبي بي سي" إنها "خافت من حكم الآخرين" ومن "العيب ومن كل شيء يمكن أن تخاف منه أي امرأة بسيطة" أثناء كتابتها عما مرت به على صفحتها على فيسبوك.
وقد تفاعل العشرات مع ما كتبته "ميس" حتى أن شابة مصرية تواصلت معها على فيسبوك وكتبت لها: "حسيت كأني أنا اللي بحكي.. أنا كتبت على نفس الهاشتاغ لكن ما أتحملتش أحكي التفاصيل". ورغم "شجاعة" هذه الخطوة من نساء نشأن في بلاد تحكمها عادات اجتماعية مقيدة للمرأة، قالت كثير من النساء لبي بي سي إنهن حتى الآن لا يجرؤن على نشر ما مررن به.
وشاركت عدد من النساء العربيات قصصهن فقط مع الأصدقاء على صفحات التواصل الاجتماعي، بدلا من المشاركة العامة، كما أن كثيرات كتبن باللغة الانجليزية بدلا من العربية. وكان مركز البحوث والدراسات والتوثيق والإعلام حول المرأة "الكريديف" (منظمة مجتمع مدني) قد أطلق حملة تستهدف مكافحة التحرش في وسائل النقل العام تحت شعار "المتحرش مايركبش معانا".
وأشارت أحدث دراسة أجريت في تونس حول العنف الموّجه ضد النساء، نشرت نتائجها سنة 2016، إلى تعرض 53.5 بالمئة من النساء إلى أحد أشكال العنف بجميع أنواعه النفسي أو الجنسي أو الجسدي في الأماكن العامة.
وكان مجلس نواب الشعب قد أقر قانونا يعاقب بخطية مالية من 500 إلى 1000 دينار كل من يعمد إلى مضايقة امرأة في فضاء عمومي بكل فعل أو قول أو إشارة من شأنها أن تنال من كرامتها أو اعتبارها أو تخدش من حيائها.