للراحل الطيب الوحيشي : "همس الماء" جاهز للعرض

تم مساء الجمعة تقديم العرض ما قبل الأول لآخر أفلام المخرج الراحل الطيب الوحيشي "همس الماء" بحضور عدد من أفراد عائلته وثلة من أصدقائه وفريق الفيلم.

العرض الذي أقيم بقاعة الكوليزي بالعاصمة كان مناسبة لتكريم هذا المخرج القدير الذي فقدته الساحة الثقافية في تونس يوم 21 فيفري 2018 من خلال عرض مقتطفات من خزينة الأفلام الخاصة به وما تؤكده من عشق لهذا المخرج تجاه الموسيقى والفضاءات المفتوحة (صحراء- بحار- شواطئ...).
حادث مرور أقعده 
منتج فيلم "همس الماء" وصديقه لطفي العيوني، قال إن "الطيب الوحيشي كان يحلم بأفلامه قبل أن ينجزها". وبين أن عملية تصوير الفيلم الأخير، أنهكت قواه حيث كان يشرف على التصوير بمعدل 11 و12 ساعة يوميا حتى يضمن نجاح حلمه الأخير.
وشدد العيوني على أن الطيب الوحيشي يظل رمزا للمقاومة والإرادة ومثلا للجيل الجديد من المخرجين التونسيين مستدلا على ذلك بأنه منذ تعرضه الى حادث مرور أقعده سنة 2006 فإنه واصل العمل وتمكن منذ 2009 من إخراج ثلاثة أفلام سينمائية .
في فيلم "همس الماء" يؤدي الشخصية الرئيسية مخرج "أوبرا" وهو "أنس"، عائد من نوع مختلف، يعيش آلام وهموم، ماض مثقل وحاضر مضطرب وكان المخرج الراحل قال كلمته التقديمية لهذا العمل إنه لا يحكم على مخرج الأوبرا بل صور عزلته، و"ذلك بتطويع جمال فضاء سيدي بوسعيد لإبراز هذه الوحدة الموحشة إلى جانب مشاكل الأوبرا وكواليسها وذلك بالتوازي مع المعيش اليومي لشباب يحبون الحياة لكن يعرفون صعوبات وعوائق تمنعهم من التمتع بأيامهم".
مسيرة المخرج
ولد المخرج التونسي الطيب الوحيشي في 16 جوان سنة 1948 بمارث، وبعد تخصصه في الأدب وحصوله على الدكتوراه في علم الاجتماع ، تحول إلى دراسة السينما في معهد التكوين السينمائي ومدرسة "فوجيرارد" (المدرسة الوطنية العليا لويس لوميار) بباريس.
أخرج عددا من الأفلام القصيرة منها فيلم "قريتي، قرية من بين القرى"، الحائز على جائزة التانيت الذهبي في مهرجان قرطاج السينمائي لسنة 1972، وفيلم "الخماس" المتحصل على عدد من الجوائز في مهرجانات سنة 1976 .
حصد فيلمه الطويل الأول "ظل الأرض" سنة 1982 عديد التتويجات منها جائزة أفضل سيناريو وجائزة الذهبية لمهرجان "فيسباكو" بواغادوغو كما توج في أسبوع النقاد بمهرجان كان السينمائي. في سنة 1987 ، أخرج الطيب الوحيشي "غوري، جزيرة الجد" ثم "مجنون ليلى" سنة 1989 الذي تم اختياره في مسابقة رسمية في مهرجان البندقية السينمائي، وتحصل سنة 1991 على جائزة الجمهور في المهرجان الأول للسينما الإفريقية بميلانو.
وفي سنة 1998، أخرج فيلمه الطويل الثالث "عرس القمر" ثم شريط "رقصة الريح" في سنة 2003 ومنذ عودته سنة 2009 إلى تونس بعد أن قضى سنوات في العلاج بفرنسا على إثر حادث مرور أليم جد في الإمارات العربية سنة 2006 وتسبب في إقعاده، تمكن بفضل عزيمته الكبيرة وعشقه اللامتناهي للسينما من إنتاج الفيلم الوثائقي "أهل الشرارة" عن أبطال ثورة سنة 2011 وفيلم "طفل الشمس" الذي عرض في قاعات السينما في سنة 2014 إلى جانب فيلمه الأخير "همس الماء" الذي أنتج سنة 2017 وقدم في عرض أول خاص في الدورة 28 لأيام قرطاج السينمائية (نوفمبر 2017 ).