منيرة الكيلاني: من جمع البلاستيك إلى "بوطبيلة" في رمضان.. قصّة كفاح بحثًا عن لقمة العيش (فيديو)
منيرة الكيلاني هي سيّدة أصيلة مُعتمدية النفيضة من ولاية سوسة، دفعتها ظروفها المادية والإجتماعية الصّعبة إلى إمتهان عمل "بوطبيلة"، مهنة بدأت بالتلاشي والاندثار شيئا فشيئا مع تطور نسق الحياة وسرعتها واعتماد وسائل أخرى بديلة عنها.
فمُنذ بداية شهر رمضان المبارك، تخلّت منيرة عن النوم واختارت التجوّل بين أنهج حيّها في ساعة متأخرة من الليل، وقبل موعد آذان الفجر بسويعات، لتُوقظ الصائمين وتُذكرهم بموعد السحور.
وقالت منيرة، خلال مداخلتها في برنامج "رمضان المدينة" على إذاعة الجوهرة أف أم، أنّ ظروفها الصعبة أجبرتها على القيام بذلك، لكنّها لم تبخلْ ولو لليلة واحدة عن النّهوض في نفس الموعد ومُناداة جيرانها للسّحور "قوموا تسحّروا"، مُشيرة إلى أنّها تُناديهم بأسمائهم "يا سي الهادي يا سي مُحمّد قوموا تسحّروا".
ولفتت منيرة الكناني إلى أنّ هذه المهنة، التي ورثتها عن والدها، ليست مُربحة ولا تجني منها الكثير بل فقط 500 مليمًا لا أكثر، وهذه الملاليم "لا تكفيها لإعالة أمّها وابنها المريض"، حسب قولها.
ثلاثون يومًا بالتمام والكمال يُؤدي فيها "بوطبيلة" دوره في تذكير الناس بموعد تناول وجبة السّحور، مهنة قد لا تحتاج لمؤهلات كبيرة لكنّها في المقابل تتطلّب صبرًا طويلًا ورغبةً أكبر في المحافظة على تُراثنا وعلى عاداتنا التّونسية الأصيلة.
سلمى فرادي
