Français|

الاستقبال >أخبار >مقال رأي

مقال رأي2014/08/15 17:38

إشارة حياتيّة : لا تنم فقد يغتالك حرّاس النوايا

إشارة حياتيّة : لا تنم فقد يغتالك حرّاس النوايا

بقلم سعد  برغل


رأيت في ما يرى النائم، وأنا أتصبّب عرقا، في يوم من أقسى أيام صيفنا حرارة وطرطرة، بمعنى فرقعة عجلات، على الطريق الرمضاء نحو الجنوب، وقد انشغلت صاحبتي عن إلفتي بنزول ضيف مفاجئ،

وأخذتني سنة من النوم، ورجعت عجلة الزمن إلى ما قبل هذا اليوم القائظ، قبل هذا الصيف الذي شهد تحطيم الرقم القياسي في عدد المترشحين لرئاسة البلد، في سنة عجفاء انتشر فيها الإرهاب حتى بلغ العروق، وفي سنوات سيعرفها أحفادنا في كتب التاريخ  بسنوات " الرئيس المضياف لكل منكوبي الكرة الأرضية ". رأيتني:

أنا الذي، منذ سنوات، كنت قد كتبت كثيرا في مراتب العشق وأوحال العشّاق، وما يعتري الواحد منهم من وَجْدٍ وهبل وعَتَهٍ وخبل واضطراب وارتباك وتلعثم واحمرار وعِيٍّ، كنت قد قرأت ما كتب السلف الصالح، الذي تحوّل في هذا الزمن الداعشيّ سلفا غير صالح، بفضل قراءات  المتخرجين من مدارس الوعظ الخليجية الذين لا تتجاوز ثقافتهم مزج أنواع الدهن، كما حال البعض بتونس، أو أسماء قطع الغيار كما حال أخوي الحركة الإسلامية بليبيا، أو معرفة القراءات أسبعٌ هي أم عشرُ بمصر المحروسة، قلت كنت أنتشي إذ أكتب، وأنا أتخيل العشاق الصّعاليك ينتظرون في لهفة حبيباتهم، يحلمون بليلة عشق سريالية على شواطئ قليبية، (لماذا قليبية بالذّات ) يقضون الليل ملتحفين السّماء، يعدّون الشهب المندفعة ويتضاحكون لمرآى الأمواج تتكسّر في هدوء صيفيّ على صخور تتناثر حولها دفعات الرذاذ البحري المنعشة، كنت أستغرق في الكتابة، أتماهى مع دراويش، أستجلِبُ بعضهم من ربض من أرباض الأندلس زمن المعتصم، أو أتنسّم وقفات عيّار من عيّاري سلطنة المملوكية، أو أقتفي أثر شاطر من شطّار بغداد، كنت وكثيرا من كتّاب تونس، لمّا كنّا وكانت  تونس ولاّدة  لسفر العشّاق بلا مغفّلين، كنّا نستمتع بتحبير قصائد من وحي حجّة الإسلام الغزالي قبل أن يغتاله غلمان ابن تيمية، كنّا نتبارى مع ابن خلدون ورسالته في التصوّف  قبل أن يقيم عليه غلمان السيد قطب الحدّ ويفتوا بتحريم ما كتب في رسالة التصوّف، كنّا نحفظ درويشا والبياتي ونزارا، وننام على لعنات مظفر النواب " أولاد .....المؤقّتة" ، كان الواحد منّا يحتمي من برد العشق بشاطئ المرسى، يخاطب شاعرا بشاطئ بنزرت، ويتناصّ مع شاعر ببوجعفر، فترتدّ إليه صدى أشعار تحملها النسمات من  الشفّار عبر البغدادي، ويلفت انتباهه ابنُ الجزيرة أنّه صنع ذاتَ ربيع، قصيدةَ حبّ في أبهى بنات جربة.

لم يتصوّر شاعر الجزيرة، وهو يتغزّل بستّ الصبايا من ميدون، أّنّ يوما سيحلّ ببرّ تونس ويُهدر دمه بتهمة الاعتداء على المقدّسات والمسّ من عقيدة التوحيد ونشر أخبار الملل والنّحل والفرق السبعين غير الفرقة الناجية التي يُمثّلها سماحة الخليفة البغدادي، سيقرأ كاتب محاكم التفتيش الإسلامية نصّ القرار المتعلّق بإعدام شاعر الجزيرة بالساحة العامة بحومة السوق جربة قبالة المتحف البحري من جهة الشاطئ، وهو ما كان مستشفى  جهويا، وتحوّل بفضل قرارات المجلس الشرعي إلى مدرسة نموذجية  لتخريج أصحاب الكفاءة في ختن التونسيات، وقد نرسل بعض اليد العاملة التونسية المختصة لمدّ يد العون لتطبيق شريعة مولانا البغدادي بكل من سويسرا وألمانيا.

أنا لا أعرف شاعرَ الجزيرة معرفة عميقة، لكني أرثي لحاله، إذ يقول نصّ البلاغ، أو ما علق بذاكرتي

من معانيه: باسم المجلس الشرعيّ لإمارة جربة، وبعد سلسلة التحريات التي أمّنتها "فرقة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" وبعد سلسلة الاعتصامات المنّددة بما اقترف  المتّهم في حق عقيدة التوحيد ومن اعتداء على المقدسات الإسلامية ومن مسّ لما رسخ من أصول الإسلام، ونظرا لما عرّض إليه المتَّهمُ الإسلام  من خطر بارتكاب فعل مشابه للزّنى وما قرب من نتائجه مثل الغزل غير الشّرعي، وهو ما يعتبره علماؤنا في كثير من مصنفاتهم الشرعية  أمرا لايقلّ خطورة عن فعل الزّنى، فقد تقرّر تنفيذ حكم  الثمانين جلدة اليومَ، على أن يقع تنفيذ الحكم بحضور أهل جربة حتى يكون عبرة لمن يعتبر من الجرابة، وحتى لا يعود جربيّ في غزله إلى التغنّي بامرأة يشكّ  مجلس الشورى أنّ جدّ جدّها إباضيٌّ، وحتى تحمل النوقُ الخبرَ في رحلة الشتاء إلى المهدية فلا يرتدّ أهلها إلى التشيع ويحلمون بزمن المعزّ، وحتى يتناهى الخبر إلى الغزي محمد بالقيروان ويبلِّغه الوهايبي منصف الذي يسرّه بدوره إلى السّيد السّالك حتى يهاتف السيدة جميلة الماجري حتى تنبّه حسونة المصباحي وزمرة الغاوين حفدة سحنون والبهلول من مغبّة التغزّل بامرأة دون كشف النقاب عن هويّتها الدينيّة فقد تكون من الرّوافض الذين أحلّ الله قتلهم، وقد تكون من الزيدية الذين عصَوْا الخليفة البغدادي، أو يمكن أن تكون المُتغزَل بها من فرقة الأزيدية عبدة الشيطان الذين بفضل من الله وتوفيقه، حصرناهم وحاصرناهم ، وقد تكون المرأة من الصفرية  أو من غلاة الشيعة الموالين لبشّار المانع الإخوةَ من ثمار البترودولار ونِعم البيع والشراء بما أحلّ الله من سبايا  وملك يمين وجَوارٍ بسوق ادلب.

اهتزّت السيارة اهتزازا عنيفا، فتّحت عينيّ، ألفيتني بالطريق الموغل في القيظ ، حمدت الله أنّها كانت كوابيس ممّا يتهيّأ لسالك الصحراء من وعْر، حمدت الله حمدا كبيرا لسلامة مؤقتة لشاعر الجزيرة ولنساء تونس وللوهايبي حبيبا، وعزمت أن أغالب نومي خوف نومة، قد أجد بعدها  الكابوس واقعا، وإنّ سرعة اكتساح داعش لأرض الرافدين، وانقلاب الإسلاميين دمويين وسياحةَ زعماءِ عصاباتهم بتونس يجعلني على قناعة أنّ بلادنا قد يغتصبونها في غفلة لا تتعدى ثانية يغلبني فيها جفني، لذا قرّرت دفاعا عن تونس ألاّ أنام حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا.


Economique Jawhara FM

كل التسجيلات

التسجيلات الصوتية

  نشرة أخبار منتصف النهار ليوم الإثنين 21 فيقري 2022

نشرة الأخبار

نشرة أخبار منتصف النهار ليوم الإثنين 21 فيقري 2022

مالك الزاهي: توجيه الإقتطاع من الأجور لدعم الصناديق الإجتماعية

نشرة أخبار السابعة صباحا ليوم الإثنين 21 فيقري 2022

نشرة الأخبار

نشرة أخبار السابعة صباحا ليوم الإثنين 21 فيقري 2022

أعوان وموظفو البلديات في إضراب بيومين

بزنس نيوز ليوم الخميس 27 جانفي 2022

بزنس نيوز

بزنس نيوز ليوم الخميس 27 جانفي 2022

تراجع عجز الميزانية بنسبة 15% موفى نوفمبر 2021

نشرة أخبار منتصف النهار ليوم الخميس 27 جانفي 2022

نشرة الأخبار

نشرة أخبار منتصف النهار ليوم الخميس 27 جانفي 2022

الغنوشي يدعو الى إلغاء الأمر الرئاسي 117

نشرة أخبار السابعة صباحا ليوم الخميس 27 جانفي 2022

نشرة الأخبار

نشرة أخبار السابعة صباحا ليوم الخميس 27 جانفي 2022

تمديد العمل بهذه الإجراءات لمنع تفشي كورونا

   بزنس نيوز ليوم الإربعاء 26 جانفي 2022

بزنس نيوز

بزنس نيوز ليوم الإربعاء 26 جانفي 2022

أسعار صرف العملات الأجنبية في تونس

horoscope.jpg