Français|

الاستقبال >أخبار >مقال رأي

مقال رأي2015/05/23 20:41

الإرهاب الدّيمقراطيّ

الإرهاب الدّيمقراطيّ

بقلم سعد برغل

كيف يمكننا اليوم أن نفهم تهجّم بعض القنوات على الدولة التونسيّة واعتداءها على الشعب التونسيّ من خلال اعتدائها على رمز السيادة الوطنيّة والممثل الحصريّ والوحيد للتونسيين ألا وهو رئيس الجمهورية التونسيّة إلى درجة أنّ غرابا ناعقا بصحراء العرب ينشر تدوينة على صفحته يقول فيها " سمعنا أنّ النظام الديمخراطي(هكذا) مزعوج (هكذا) من حصّة تلفزيّة" ، وصاحبها معروف لدى المشاهد التونسيّ منذ سنوات بأنّه من صنّاع الفتن السياسيّة مرتوق سوريّ باع وطنه من أجل حفنة بترودولار، تأخذه الغصّة كلّما تحدّث عن السوريّين المقتولين جرّاء براميل النّظام ولكنه لا ينبس لفظا لمئات القتلى الذين مهّد لقتلهم باستدعاء الناتو مع مفتي النّاتو الدجّال القرضاوي.

هل يمكن أن نفهم اليوم كيف يمكن لرئيس دولة سابق أن يواصل صلاته الماليّة المشبوهة مع قناة لا تعدو أن تكون بوقا للصهيونية القطريّة، ترشّ سمومها أينما ولّت كاميراتها، فاليمن بفضلها يمنان، والسودان جنوب وشمال، وليبيا بين فجر وعشاء، وسوريا أكثر من ثلثيْها بيد الدواعش يدمّرون حضارات تاريخية ومنها تدمر وما أنتهت إليه من سقوط مريع لا حاميَ لها إلا النّظام السّوري، قناة هلّلت لكلّ أطنان القنابل النّازلة على طرابلس وبنغازي وإدلب وصنعاء، لماذا نستغرب تحامل مرتزق إعلاميّ على تونس والحال أنّ رئيسها السّابق أهان نفسه وحزبه وشعبه وحكومته وتهجّم على أبناء بلده على نفس القناة، والغريب أنّنا اليوم نجدنا غربانا ماتزال تدافع عن المرزوقي وترى فيه منقذ البلاد التي أكل من غلْتها وسبْها شرب من مائها وخانه، ولماذا نستغرب ما بدر من القاسم فيصل، فهو لا قاسم ولا فيصل، هو فقط مرتزق إعلاميّ.

هل يمكن أن نلوم مرتزقا ونردّ عليه لأنّه لم يتجاسر يوما على نقد "ديمخراطيّة" حمد، وهو يلعق يوميّا حذاء موزة ذي الكعب العالي، ولم يتجرْأ أن يفكّر بينه وبين نفسه في التّنديد بسجن شاعر قطريّ تغنى بالثورة التونسيّة، مرتزق إعلاميّ يقضي كلّ الوقت في استبلاه المشاهدين بمسرحيّة متجدّدة الإخراج حول الديمقراطيّة على الطريقة الخليجيّة: تناكحوا فكريْا واتركوا لنا البترول، وتخاصموا عقائديّا واتركوا لنا الحكم، وهوّموا في سماء الجدال والاختلاف والخصام والعراك والتباري والتصادم والتآخي واتركوا أميرنا ينقلب على أبيه وافسحوا المجال أمام الشيخة لتُقصي من تشاء حتى تكون لابنها اليد الطّولى وتصرف المليارات لتجميل مؤخّرتها التي يتهيأ لحرشف الليل وقراد الخيل أنّ لعقها طريق سالكة إلى الأوراق بالحساب الجاري، فكلّما ابتعدنا في الحلقات عن الجزيرة وانتقلنا من صحراء العرب إلى خضرة المدن كان العطاء أكبر، لم نسمعه يتنفّس أمام القتل القطري للمعارضين الشيعة ولم تهتزّ له عين أمام القتل الكويتيّ للبيدون ولم ينتبه إلى أصوات الطائرات بالقاعدة الأمريكية بقطر، فبالرّجل صمم تاريخيّ وبلاهة عزّزتها ظلمة على عقله الزّاهر وغشاوة على عقله الباطن، مرتزق لمّا أوهمه النظام السوري بمكانة ممكنة هرول فجالس أسياده بدمشق ولمّا لم يتمكّن من الارتزاق من الهوى الدّمشقي باع طارفه وتليده لشيوخ بول النّكاح.

ماذا ننتظر من سوري تنفّس هواء  السويداء السوريّة وتأمّل ليلا نجوم دمشق وقرأ بجامعة دمشق وصرف عليه النّظام حتى تخرّج من الجامعة السّوريّة ثم صرف عليه ليحصل على دكتوراه مشبوهة لاحقا من بريطانيا، وخان الهواء والماء وتحيّة الصباح ومساء النور وأزهار دمشق وروائح البلد العتيق ونستغرب أن يتطاول على بلد لوَت بتاريخها العربانَ والغربانَ، ولفظت فتاوى بول البعير، وأفتى كبيره الذي علّمه الإفك أنّ تونس عصيّة على الخونة والمرتزقة وتحرسها روح حنّبعل والكاهنة والعبادلة السبعة.

ماذا ننتظر ممّن يفطر صباحا وتدفع الجزيرة القطريّة ثمن حليب قهوته، ويتعشى ليلا وتدفع جريدة الشّرق القطرية ثمن لحمة عشائه، وبين فطور الصباح وعشاء المساء بعض أموال من النّصرة لخيانته الموصوفة لقريته التّعلة، ويتسحّر فجرا بأموال مقالاته بالجزيرة نات القطرية كذلك، لماذا نستغرب تهويمة مرتزق يخضع في صراخه إلى مبدأ من دفع أكثر فأنا على استعداد للعمل نوّاحة له في برامجي، فيوما مع ثورة العربان، ومرّة مع ثورة الناتو، ومرّة مع نعرات الجنوب التونسيِّ وهو لايعرف شبرا من جنوب بلده، ومرّة مع أمازيغ الجزائر وحراك الجزائريين، ويصرخ أنّ النظام الجزائري نظامُ مقعد ويسخر من بوتفليقة وما انتبه يوما أو إنّ العمى قد منعه من السّؤال الذي يعرفه الرّضيع: ما حظّ فضاء المتر المربّع القطريّ من الديمقراطيّة  يا مرتزقا باسم الديمقراطيّة وحقوق الانسان وبول البعير؟

هل علينا أن نتعب النّفس في الرّد على مثقفين ابتدعوا في هذا الزمن الرّديء بيع الذّمة والمهمّة والقضيّة وهم على استعداد للبيع حدّ التخمة والغلمة، ابتدعوا ديمقراطية الإرهاب: بيّض القاسم، سوّد الله وجهه، القاعدة ومكّنها من التعبير، وبيّض الأصوليّة الليبيّة واستضافها، وبيّض النّصرة وفجر الإسلام وتحدّث بكل لغات العشّاق فامتدح "حمدا" وشيخا وشيخة، ولفرط هوسه بمن أرضعته لبن الجِمال فكّر ذات صفاء في استحداث شركة تُعنى باستيراد الموز من أقاصي الغابات الافريقيّة وتوزيعه مجانا ظاهرا، بيعا مشروطا باطنا، إلى عشّاق قطر من محبّي الفرق الأروبيّة الفَجرة، وراكبي الخطوط القطريّة الطّاهرين تبرّكا بموزته وتسويقا للشيخة.

Economique Jawhara FM

كل التسجيلات

التسجيلات الصوتية

  نشرة أخبار منتصف النهار ليوم الإثنين 21 فيقري 2022

نشرة الأخبار

نشرة أخبار منتصف النهار ليوم الإثنين 21 فيقري 2022

مالك الزاهي: توجيه الإقتطاع من الأجور لدعم الصناديق الإجتماعية

نشرة أخبار السابعة صباحا ليوم الإثنين 21 فيقري 2022

نشرة الأخبار

نشرة أخبار السابعة صباحا ليوم الإثنين 21 فيقري 2022

أعوان وموظفو البلديات في إضراب بيومين

بزنس نيوز ليوم الخميس 27 جانفي 2022

بزنس نيوز

بزنس نيوز ليوم الخميس 27 جانفي 2022

تراجع عجز الميزانية بنسبة 15% موفى نوفمبر 2021

نشرة أخبار منتصف النهار ليوم الخميس 27 جانفي 2022

نشرة الأخبار

نشرة أخبار منتصف النهار ليوم الخميس 27 جانفي 2022

الغنوشي يدعو الى إلغاء الأمر الرئاسي 117

نشرة أخبار السابعة صباحا ليوم الخميس 27 جانفي 2022

نشرة الأخبار

نشرة أخبار السابعة صباحا ليوم الخميس 27 جانفي 2022

تمديد العمل بهذه الإجراءات لمنع تفشي كورونا

   بزنس نيوز ليوم الإربعاء 26 جانفي 2022

بزنس نيوز

بزنس نيوز ليوم الإربعاء 26 جانفي 2022

أسعار صرف العملات الأجنبية في تونس

horoscope.jpg