القيروان.."ثروة نائمة" في "رابعة الثلاث"

تُعدّ مدينة القيروان من أهم وأقدم المدن الإسلامية التي كان لها دور استراتيجي في الفتح الإسلامي وفي ازدهار الحياة الفكرية والثقافية.

و يعود تاريخ المدينة التي أسسها عقبة بن نافع، أحد أبرز قادة الفتح الإسلامي، و أطلق عليها الفُقهاء "رابعة الثلاث"، بعد مكة والمدينة المنورة والقدس، إلى عام 50هـ/670 م.
وتحتوي على مخزون تراثي إسلامي ثري و لا مثيل له، من ذلك جامع عقبة بن نافع وفسقية الأغالبة والمدينة العتيقة ومقام ابي زمعة البلوي، والقصور والمعابد وغيرها من المعالم التي توثق لحقبات تاريخية متنوعة، الأمر الذي قد يجعل منها قبلة لآلاف الزوار من مختلف الدول ووجهة مميزة للمهتمين بالتراث والتاريخ والفنون والحضارة.
وفي هذا الإطار قال المندوب الجهوي للسياحة بالقيروان، مراد العلويني، إن السياحة الدينية تعتبر من أهم مقومات السياحة في الجهة، وإنه هناك عزيمة لتطويرها.
وأشار في تصريح لـ"الجوهرة أف أم" إلى وجود قرار حكومي لدراسة مكونات المسلك السياحي بالجهة ودعم هذا النوع من السياحة.
وأضاف أنه هناك اعتمادات مخصصة لدراسة مقومات السياحة البديلة، وأنه سيتم تكليف مكتب دراسات لضبط خارطة طريق واضحة يمكن اعتمادها لتطوير القطاع السياحي في الجهة.
وأكد أن احتفالات المولد النبوي الشريف على سبيل المثال تمثّل حدثا دينيا وثقافيا وسياحيا بامتياز، مشيرا إلى أن الجهة تستقبل سنويا عددا كبيرا من الزوار من بلدان مختلفة في هذه المناسبة.
يذكر أن وزير السياحة الأسبق، روني الطرابلسي، كان قد دعا إلى ضرورة إيلاء السياحة الدينية في القيروان أهمية كبرى والعمل على إثراء المنتوج السياحي وتنويعه.
وقال في تصريحات إعلامية سابقة إن "مدينة القيروان من أهم المدن الإسلامية في العالم العربي والإسلامي و إنه يجب العمل على الترويج لخصوصياتها حتى تستقطب عددا أكبر من الزوار والسياح".
وللإشارة فأن ولاية القيروان تصنّف ضمن الولايات الأكثر فقرا في تونس، كما أن نسب البطالة فيها مرتفعة، في ظل غياب استراتيجية تنموية واضحة وفعّالة، على الرغم من ثرواتها الطبيعية والأثرية وقيمتها التاريخية، في حين أن العديد من الدول قد استطاعت أن تجعل من السياحة الدينية عاملا هاما لجذب السياح واستقطابهم.