Français|

الاستقبال >أخبار >مقال رأي

مقال رأي2016/07/16 18:26

درس نيس الإعلاميّ

درس نيس الإعلاميّ

بقلم سعد برغل

 ما وقع بمدينة نيس من قتل لمجموعة من المحتفلين بعيد وطنيّ فرنسي أمر فظيع بكلّ المعايير الحقوقية والثقافية والانسانيّة، وهو حدث يستوجب استغلال بعض الدروس ممّا وقع، حتى نستثمر هذه الفظاعة لتجنيب البشريّة مصيبة أخرى.
البشير بالطيب الصحفي الرياضي المحترف بالسّاحل كتب تدوينة على حسابه بالموقع الاجتماعيّ الفايسبوك يقول فيها " بعد عملية نيس الإرهابية عملت إطلالة على ما نُشرَ من صور للعملية هذه وقارنت بين الصور التي التقطها المصورون التوانسة و أنا واحد منهم في المنطقة السياحية بسوسة و كانت صور صادمة و في منتهى البشاعة و أرسلناها إلى الوكالات الأجنبية ثم تمّ نشرها و توزيعها في العالم الكُلْ وكان وقْعها كارثي على السياحة في بلادنا ـ قلت لوّجت على صور عملية نيس الفرنسية ما لقيتش حتى صورة واحدة choquante رغم أنّ العملية صارت في promenade des anglais و هو شارع رئيسي تقع فيه الاحتفالات و في يوم 14 جويلية العيد الوطني الفرنسي والصحفيون موجودين على عين المكان ـ أمّا إللي صار في سوسة صار في مكان بعيد عن وُسْط المدينة وفي وتيل لا يدخله كان ses clients"، وهو قول أعتبره  مشروعا لبرنامج تأهيل لإعلام الحرب والطوارئ التي نحتاجها فعلا في هذا الظرف العالميّ الذي اتّسم بتداخل الإسلام السياسي والإرهاب المعولم، لكنّنا نحن في تعاطينا مع حوادث الاغتيالات بتونس لم نكن فعلنا سوى ما أراد الإرهاب: تسويق الإرهاب بكاميرات تونسيّة، نفّذ الإرهابيّون المجزرة وتسابق الإعلام التونسيّ بكلّ أشكاله إلى توثيق البشاعة وإرسالها إلى الوكالات العالميّة، باع البعض الصّور، تمتعّش البعض الآخر من تصوير القتلى، سوّق البعض الآخر فيديو التقتيل الجماعيّ.
 الباحثة الجامعيّة" آمنة الرميلي" نشرت بجدارها التدوينة التالية " دعونا من الإحساس بالخجل التّاريخي والعار الحضاري والحياء الإنساني كوننا أمّة لم تتقن شيئا قدر إتقانها فنون القتل ونجاحها المبهر في اختلاق أشدّ الطّرائق مكرا وخبثا في تقتيل الأبرياء، المهمّ الآن هذا الإحساس بالغباء ونحن نتمزّق بين صنوف الخطابات السياسية والثقافية المنافقة وهي تدافع عن "الإسلام" وتبرّئه من الإرهاب، في حين أنّ هذا الإرهاب المتوحّش لا يتحرّك إلاّ داخل المنظومة الإسلامية ويمتح منها "الحرق" و"الذّبح" و"تقطيع الأوصال" و"قصّ اليد والرأس" و"الأسر" و"اغتصاب الغنيمة" .....و"الدّهس"، تدوينة تدعو فعلا إلى القطع مع الخطاب اللغوي الذي أسمعه يوميّا من اختلاف أصحاب الإسلام السياسي وعلى الباحثين العرب والغربيّين الانكباب فعلا على فهم الآليات التي تقدر على تحويل شابّ مهاجر تعرفه الشرطة الفرنسيّة بأنشطة السّرقة والاعتداءات الزوجيّة إلى قاتل محترف باسم الدين، مهما كان الدين، إسلاما أو مسيحيّة أو بهويّة، وهي أسئلة تتقاطع مع التغطية الفرنسيّة، كالعادة، لمثل هذه الاعتداءات، فوقع التركيز، عند كتابة المقال، على جنسيّة المنفّذ للعمليّة، وتغافل الإعلام الفرنسي على الجنسية الفرنسيّة التي يحملها المنفّذ، تماما كما وقع مع  منفّذي حادثة شارلي هيبدو، ولم يتعرّض الإعلام الغربي للذي تابعته إلى إسهام التربة الفرنسيّة في ثقافة هذا القاتل، فهل هو تحميل للثقافة الأصلية مسؤولية المصيبة وتبرئة الثقافة الغربيّة من مثل هذه الحوادث، فهو "إرهاب إسلامي" وليس إرهابا فرنسيا" هو " إرهاب من أصول عربيّة" وليس" إرهابا من أصول أروبيّة" وهو توصيف تابعته بحرفيته في التغطية الإعلاميّة،ولم يكن التّحليل سوى فرضيّة حول هويّة المنفّذ، فكأنّ المشكل هويّة المنفّذ الوطنيّة، وليس تنفيذ العمليّة في فضاء أوروبيّ، ولما يضغط المحلل العربيّ حول الجنسية الفرنسية الممكنة للمنفّذ المفترض يحاصره الصحفيّون بأن جنسيته الفرنسية غير مؤكّدة.
عادل اللطيفي الباحث والمحلل السياسي التونسيّ نشر تدوينة يقول فيها " نمت البارحة على صور ضحايا العملية الإرهابية في نيس وعلى فظاعة اقترفها أحد جهاديي الإسلام السياسي. واليوم أفقت على فظاعة بعض التعاليق حول الحدث وأي تعاليق لو عرفتم أصحابها. تتمثل الفظاعة في خلط البعض بين الحكومة الفرنسية وبين الضحايا من المدنيين وأحيانا بنوع من الشماتة بمنطق "ذوقوا من ثمار ما زرعتم في ليبيا وسوريا". إنه موقف مخجل يذكرني بتبرير الإسلاميين والغوغاء من المسلمين لعملية 11 سبتمبر بمنطق "ذوقوا مما أذقتم للعراق وفلسطين". تلتقي مختلف هذه التعاليق على أرضية نظرية المؤامرة "المرضية" والملغية للتاريخ ولعلم الاجتماع والأنثروبولوجيا. لتقول بأن الإرهاب حلقة من حلقات المؤامرة الدولية ضد الدولة التونسية (كأنها دولة عظمى) ولإسقاط أنظمة عربية (كأنها تزعمت مقاومة الأمبريالية من أجل سعادة البشرية فأنتجت جيفارات جديدة مثل بن علي والقذافي وبشار وعلي عبد الله صالح). الأخطر من ذلك أن هذا الرأي يسقط في تبرير الإرهاب وهو نفس الرأي الذي طالما تغنى به محمد عبو وسامية عبو وصحيفة الضمير والفجر من تبييض وتبرير للإرهاب وللإرهابيين. فكل ما يفعله الإسلاميون "وضواحيهم" هو حصر الإرهاب في مجموعة وأفراد تتحرك بتوصيات مشبوهة. والحال أن الإرهاب الإسلاموي هو أولا وقبل كل شيء فكر منا وفينا وليس مظهرا من مظاهر العمالة. إنه من المؤسف أن يلتقي من يواجهون الإسلاميين مع الإسلاميين في تبييض الإرهابيين عبر تمييع موضوع الإرهاب". يبقى السّؤال: كيف نقتل الإرهاب فينا؟

Economique Jawhara FM

كل التسجيلات

التسجيلات الصوتية

  نشرة أخبار منتصف النهار ليوم الإثنين 21 فيقري 2022

نشرة الأخبار

نشرة أخبار منتصف النهار ليوم الإثنين 21 فيقري 2022

مالك الزاهي: توجيه الإقتطاع من الأجور لدعم الصناديق الإجتماعية

نشرة أخبار السابعة صباحا ليوم الإثنين 21 فيقري 2022

نشرة الأخبار

نشرة أخبار السابعة صباحا ليوم الإثنين 21 فيقري 2022

أعوان وموظفو البلديات في إضراب بيومين

بزنس نيوز ليوم الخميس 27 جانفي 2022

بزنس نيوز

بزنس نيوز ليوم الخميس 27 جانفي 2022

تراجع عجز الميزانية بنسبة 15% موفى نوفمبر 2021

نشرة أخبار منتصف النهار ليوم الخميس 27 جانفي 2022

نشرة الأخبار

نشرة أخبار منتصف النهار ليوم الخميس 27 جانفي 2022

الغنوشي يدعو الى إلغاء الأمر الرئاسي 117

نشرة أخبار السابعة صباحا ليوم الخميس 27 جانفي 2022

نشرة الأخبار

نشرة أخبار السابعة صباحا ليوم الخميس 27 جانفي 2022

تمديد العمل بهذه الإجراءات لمنع تفشي كورونا

   بزنس نيوز ليوم الإربعاء 26 جانفي 2022

بزنس نيوز

بزنس نيوز ليوم الإربعاء 26 جانفي 2022

أسعار صرف العملات الأجنبية في تونس

horoscope.jpg