الاستقبال >أخبار >مقال رأي

مقال رأي2018/02/02 12:48

قطوسة الرماد

قطوسة الرماد

بقلم سعد برغل

لم أفكّر كثيرا في مسألة القطّة طبعا ولعلّي نسيت حكايتها أصلا لكنها قفزت إلى ذهني وأنا أتابع ما يحدث بهذا العالم من تركيا إلى سويسرا إلى منتدى دافوس إلى الجزائر وانتهاء بزيارة السيد رئيس فرنسا لتونس، قطط على كل لون وكريمة في عالم متغيّر وتحالفات لا يفهما البسطاء من الفلاحين أمثالي فمعرفتنا بالسياسة لا تتجاوز أنها فنّ التبلعيط والكذب، 

طبعا عندما تطوّرت مداركي الذهنية لاحقا بفضل الاكريموجان بالشارع التونسيّ فهمت أنّه السياسة فنّ الكذب وعندما تطوّرت شخصيتي أكثر بمتابعة أخبار الحمقى والمغفلين أدركت أنّ السياسة فنّ الكذب الممكن على ذقون البسطاء أمثالي، ومن زمن غير قليل اكتشفت أمرا رهيبا في عالم السياسة وعلمها، السياسة علم زواج على غير الصيغ القانونيّة يتعايش الزواج العرفي بالزواج القانونيّ بالزواج بقاصر بنكاح الجهاد بنكاح الغلمة بزواج المسيار بزواج فقه الحرب وفقه الضرورة وفقه التّقيّة، أشكال من الزيجات السياسيّة لا حصر لها، فبالأمس كان إياد الدهماني يرغي ويزبد ضذّ النداء ويحذّر من عودة المنظومة القديمة واليوم يأكل من فتاته، حاله حال سمير بالطيب والمهدي بن غربيّة، فمن كان بالأمس حليف فلان ويمدحه ويقتات من خيراته ومن فتاته أصبح اليوم مناهضا له ومقاطعا جلساته ولنا في يسار كافيار أفضل دليل في احتمائه بمظلة حقوق الانسان الأروبيّة ومنحها السخية وهاهو اليوم يقاطع جلسة رئيس استعمرتنا بلاده، وبالأمس خطان لا يلتقيان واليوم التقيا فلا حول ولا قوّة، بالأمس ناصر أردوغان تركيا العقيد بليبيا ثم انقلب عليه وتباسم مع بشّاغر وانقلب عليه، وسهل للدواعش الإمداد وانقلب عليهم وسهّل لبعض فصائل الأكراد الحرب على بشّار واليوم يقصفهم وبالأمس تحالف آل سعود مع القطريين ضدّ بشار واليوم يتحاصرون وتحالفوا بالأمس باليمن واليوم يتقاتلون.

لا يفلح الفلاّح عادة في مواسم صيد القرنيط  البوري والمجّل وكلّ أنواع السمك بالبرّ البحريّ فلا يطلب من قرقني مثلا أن يكون عارفا وخبيرا في القمح والزيت والزيتون ولا تطلب من تطاويني خبرة في أنواع السمك ومواسم الصيد البحريّة، سياسيونا أدام الله عزّهم ومعزّتهم لبلادهم نخبة تتقن فنّ الاختباء تحت الرماد، كلّ واحد قطوسة رماد على مقاسه، وبالأمس كان وزراؤنا يتحدّثون بالبرلمان أمام كراسي فارغة وبالأمس كان النواب يصوّتون على مشاريع خطيرة بعدد قليل من النواب، واليوم تزيّنت كلّ قطوس رماد ولبس كلّ قطوس رماد أبهى بذلاته وجلس كتلميذ نجيب يستمتع بخطبة السيد ماكرون وكان على بعض تافهي السياسة ألا يمذّ  وجهه بالتلفاز منوّها بزيارة الفرنسيّ لبلادنا وهو ينظّر في جلساته الإخوانية لتدمير الغرب الكافر ويسبّح بحمد مولاه أردغوان ولم نسمع هسيسا تنديد بما يفعله حبرهم الأكبر بسوريا، تعسا لكلّ قطاطس الرماد في زمن الضباع. 

ملاحظة المحرّر: هذا التقرير هو مقال رأي، يعبّر عن رأي كاتبه وغير ملزم لـ "جوهرة أف أم" ولا تتحمل مسؤولية ما جاء في المقال.

Economique Jawhara FM

كل التسجيلات

التسجيلات الصوتية

  نشرة أخبار منتصف النهار ليوم الإثنين 21 فيقري 2022

نشرة الأخبار

نشرة أخبار منتصف النهار ليوم الإثنين 21 فيقري 2022

مالك الزاهي: توجيه الإقتطاع من الأجور لدعم الصناديق الإجتماعية

نشرة أخبار السابعة صباحا ليوم الإثنين 21 فيقري 2022

نشرة الأخبار

نشرة أخبار السابعة صباحا ليوم الإثنين 21 فيقري 2022

أعوان وموظفو البلديات في إضراب بيومين

بزنس نيوز ليوم الخميس 27 جانفي 2022

بزنس نيوز

بزنس نيوز ليوم الخميس 27 جانفي 2022

تراجع عجز الميزانية بنسبة 15% موفى نوفمبر 2021

نشرة أخبار منتصف النهار ليوم الخميس 27 جانفي 2022

نشرة الأخبار

نشرة أخبار منتصف النهار ليوم الخميس 27 جانفي 2022

الغنوشي يدعو الى إلغاء الأمر الرئاسي 117

نشرة أخبار السابعة صباحا ليوم الخميس 27 جانفي 2022

نشرة الأخبار

نشرة أخبار السابعة صباحا ليوم الخميس 27 جانفي 2022

تمديد العمل بهذه الإجراءات لمنع تفشي كورونا

   بزنس نيوز ليوم الإربعاء 26 جانفي 2022

بزنس نيوز

بزنس نيوز ليوم الإربعاء 26 جانفي 2022

أسعار صرف العملات الأجنبية في تونس

horoscope.jpg