Français|

الاستقبال >أخبار >سياسة

سياسة 2019/10/14 19:35

قيْس سعيّد.. من ظاهرة صوتية إلى رئيس جمهورية..!!

قيْس سعيّد.. من ظاهرة صوتية إلى رئيس جمهورية..!!

مع إعلان الهيئة العليا المستقلة للانتخابات مساء يوم اليوم الاثنين 14 أكتوبر 2019، عن النتائج الأوّلية للدور الثاني من الانتخابات الرئاسية، و الإعلان رسميا عن فوز المترشح "قيْس سعيّد" بفارق شاسع على منافسه "نبيل القروي"، لم يعُد هناك مكانٌ للشكّ، حول خُصوصية التجربة الفريدة التي عاش على وقعها التونسيون بمختلف توجهاتهم السياسية خلال مُدّة شهر كانت كفيلة بإحداث مفاجئة أو صدمة أو "لطخة" كما وصفها طيفٌ واسع من التونسيين، ليكون التعبير باللغة العامية أكثر دقة و بلاغة من الفصحى، لتوصيف ما حدث فعلا على الساحة السياسية.

"المترّشح السّجين"...
أحد الخياريْن لا ثالث لهما أمام الناخب التونسي كان "نبيل القروي" باعث القناة"، المفرج عنه حديثا من سجن المرناڨية و المُلتحق لتوّه بالسباق الرئاسي، و رغم "الداء و الأعداء" نجح  في الترّشح للدور الثاني مُلحقا هزيمة نكراء بخصومه السياسيين، محققا ذلك بانتهاج سياسة اتصالية ركّز فيها على فئة بعيْنها من الشعب التونسي، فكانت "خزّانه الانتخابي و قاعدته الشعبية" التي بها كوّن على عَجَلٍ حزب "قلب تونس"، ذلك الحزب الذي بُني على أنقاض حركة نداء تونس أحد قطبيْ الحُكم سابقا و التي كان "القروي" أحد مؤسسيها، فاحتل حزبه الفتيّ المرتبة الثانية في التشريعية، مُحدثا المفاجأة الثانية وهو قابعٌ في زنزانته بالمرناڨية، فيما مُنيت حركته الأمّ "نداء تونس" بهزيمة مُدوّية، في مفارقة عجيبة، زادت المشهد غرابة.

"الرجل الغامض"...
في نفس السباق نحو كرسي الرئاسة، نجد أيضا مترشّحا اقتصر حضوره في أذهان التونسيين على صورة أستاذ القانون الدستوري صاحب الصوت الإخباري الجهوري، المتحدّث حصرا بلغة الضاد دون سواها، الأستاذ "قيْس سعيّد" الذي نجح في استقطاب الشباب، و دفعه طيف واسع من التونسيين سنة 2013 للترشح للرئاسية بعد أن تصدرّ المراتب الأولى في سبر الآراء حول أكثر الشخصيات المُؤثرة ، لكنه امتنع حينها وقال "إنّ السلطة بلاءٌ و ابتلاء و امتحان وهمّ"، قبل أن يُغيّر رأيه و يقرر خوض التجربة سنة 2019.
شخصية "قيْس سعيّد" طالما اكتنفها الغموض، حيث يقول في تصىريحاته إنه "مترشح مستقل ولم ولن يكون متحزّبا"، و نجده في نفس الوقت مدعوما من حركة النهضة و بعض التيارات الجديدة المحسوبة على الحركات الإسلامية و التي ارتبط اسمها بالتشدد و بالعنف، و يزداد غموضه حينما لا يجد حرجا في تكرار أنه لا يحمل برنامجا، لكنه يتدارك و يُضيف أنّه "سيعمل على تطبيق آليات قانونية" دون شرحها، و يرى فيها خلاصا لأزمة البلاد، رغم دقّة و خطورة المرحلة .
ومع إقراره بفقدانه لبرنامج، يجد سعيّد نفسه أيضا وحيدا في برلمان يغصّ بالتيّارات السياسية على اختلاف توجهاتها و برامجها، والأكيد أنه لن يكون بمنأى عن التجاذبات السياسية والمعارك الحزبية الطاحنة والصراعات المُعلن منها و الخفي و التي شكلّت نفس المشهد تحت قبة البرلمان طيلة سنوات الحُكم بعد الثورة.

مسألة وقت...
السؤال المطروح اليوم هل سينجح ساكن قرطاج الجديد في أن يكون الرئيس المستقل الاستثناء، و هل سيحافظ على نفس المسافة من مختلف الأحزاب الحاكمة دون ضغط منها، و هل سينجح في تطبيق ما وصفها بآلياته القانونية دون تعطيل في البرلمان أو حسابات كتله الفسيفسائية، و هل يمكن تحويله إلى "دمية متحركة" ربّما منزوعة الإرادة و تستجيب لما تمليه عليه الأحزاب الحاكمة، أم أنه سيكون رقما صعبا في معادلة سياسية معقدّة فريدة من نوعها؟ هل سينجح سعيْد في أن يكون قائدا أعلى للقوات المسلحة، يكون "ضامنا" لحيادها وولائها للوطن دون سواه؟ هل سينجح ديبلوماسيا و هو المنوط بعهدته رسم السياسات الخارجية للبلاد التونسية، و هل لديه قدرة التأثير في منطقة إقليمية مُشتعلة تزداد تعقيدا يوما بعد يوم، و هل لديه القدرة على تكوين شبكة علاقات دولية، تعيد لتونس إشعاعها بين الدول العظمى و هل سيقتلع كرسيه بين زعماء العالم، وهو الذي اعتاد كرسي الأستاذ و المختص و المستشار و ليجد نفسه اليوم صاحب قرار يُمكن أن يُحدّد به، مصير دولة و شعب بأكمله؟ وماذا سيُقدّم للقضية الفلسطينية التي أعلن التزامه بها مرارا وتكرارا؟..

"الشعب يُريد"...
أسئلة سيكون الوقت وحده كفيلا بالإجابة عنها، وسط حالة من الترّقب و الحذر، تنتاب كل ناخب توجه للصندوق ومارس حقه وصوّت لسعيّد أو للقروي، و هل سيستجيب ساكن قرطاج الجديد لإرادة "شعب يُريد" وهو شعار "سعيّد" الذي اختاره "لحملته التفسيرية" الصامتة، وسط جوّ سياسي صاخب...

أشرف بن عبد السلام
Economique Jawhara FM

كل التسجيلات

التسجيلات الصوتية

  نشرة أخبار منتصف النهار ليوم الإثنين 21 فيقري 2022

نشرة الأخبار

نشرة أخبار منتصف النهار ليوم الإثنين 21 فيقري 2022

مالك الزاهي: توجيه الإقتطاع من الأجور لدعم الصناديق الإجتماعية

نشرة أخبار السابعة صباحا ليوم الإثنين 21 فيقري 2022

نشرة الأخبار

نشرة أخبار السابعة صباحا ليوم الإثنين 21 فيقري 2022

أعوان وموظفو البلديات في إضراب بيومين

بزنس نيوز ليوم الخميس 27 جانفي 2022

بزنس نيوز

بزنس نيوز ليوم الخميس 27 جانفي 2022

تراجع عجز الميزانية بنسبة 15% موفى نوفمبر 2021

نشرة أخبار منتصف النهار ليوم الخميس 27 جانفي 2022

نشرة الأخبار

نشرة أخبار منتصف النهار ليوم الخميس 27 جانفي 2022

الغنوشي يدعو الى إلغاء الأمر الرئاسي 117

نشرة أخبار السابعة صباحا ليوم الخميس 27 جانفي 2022

نشرة الأخبار

نشرة أخبار السابعة صباحا ليوم الخميس 27 جانفي 2022

تمديد العمل بهذه الإجراءات لمنع تفشي كورونا

   بزنس نيوز ليوم الإربعاء 26 جانفي 2022

بزنس نيوز

بزنس نيوز ليوم الإربعاء 26 جانفي 2022

أسعار صرف العملات الأجنبية في تونس

horoscope.jpg