باحث في علم الاجتماع : ظاهرة الانتحار أصبحت تقليدا ووسائل الإعلام تتحمل جزء من المسؤولية

قال الباحث المختص في علم اجتماع الشباب فؤاد الغربالي في حديث للجوهرة أف ام اليوم الخميس أن أكثر فئة مرتبطة بظاهرة الانتحار المتفشية في مجتمعنا هي الفئة الشابة وخاصة الفئة الشبابية الهشة التي تعيش حالة من الفقر والبطالة، معتبرا أنها تعكس أزمة حقيقية في مجتمعنا التونسي.

واعتبر الغربالي أن الظاهرة لا يمكن أن تدرس بمنأى عن الوضع السياسي والاقتصادي في تونس على اعتبار ضبابية المستقبل بالنسبة للشاب التونسي الذي لا يرى أية آمال في الأفق ما يولد لديه شعورا "بعدم جدوى حياته".    

ومن الممكن أيضا لهذه الظاهرة أن تأخذ بعدا آخر يتمثل في الاحتجاج، وأضاف الغربالي أن الانتحار ظاهرة موجودة من قبل غير أنها لم تحظى بالتغطية الإعلامية التي تحظى بها اليوم.
وحذر الغربالي كذلك من التأثير السلبي لوسائل الإعلام على الانسان الذي يعاني من ظروف نفسية صعبة، حيث يمكن للإعلام أن يشجع دون قصد شابا مترددا في الانتحار بعد مشاهدة حالات أخرى، مؤكدا أن الظاهرة تشبه كرة الثلج حيث تنتقل بالتقليد وهو ما يبرر تواتر حالات الانتحار حرقا بعد اشتهار حالة البوعزيزي، إذ أن للتناول الإعلامي العميق تأثير سلبي على مثل هذه الحالات الاجتماعية.