15 عاما على رحيلها : ذكرى محمد.. الذكرى الخالدة

ذكرى محمد .. فنانة رقيقة حالمة خجولة تميّز صوتها بالطلاقة والعذوبة فغزت الساحة الفنية التونسية والعربية بسرعة فائقة لتصبح في زمن قصير من أهم نجومها.

توفيت ذكرى محمد عام 2003 واغتالها زوجها المصري بالقاهرة .
وقد شيّعتها إلى مثواها الأخير بتونس، جماهير غفيرة تقدر بحوالي عشرة آلاف شخص وتم دفنها بجانب أمها التي توفيت قبلها بـ8 سنوات.
وقد شكّل موت ذكرى المأسوي، حدثًا مهمًّا اهتز له الراي العام في تونس، تاثّر له الجميع وبكاها الكبار والصغار حزنًا عليها.

في 28 نوفمبر 2003 تم فتح التحقيق فى الجريمة البشعة التى أودت بحياة واحدة من أجمل المواهب الغنائية في العالم العربى الفنانة التونسية "ذكرى محمد"ومعها 3 آخرين منهم زوجها المتهم بقتلها والذى تقول التحقيقات أنه قتلها ومدير أعماله وزوجته ثم انتحر.
ورغم إغلاق التحقيقات فى القضية وتسجيل اسم رجل الأعمال "أيمن السويدي" فى التحقيقات بأنه الجانى،إن سبب مقتل الفنانة ذكرى لا يزال غير واضح بعد مرور15 سنة على الحادثة التي هزت الساحة الفنية التونسية والعربية .
-ولدت ذكرى بنت محمد الدالى 16 سبتمبر عام 1966 فى منطقة وادي الليل في تونس وهي الأخت الصغرى لسبعة أشقاء آخرين.
- بدأت ذكرى مشوارها الفني منذ مرحلة الدراسة وفي عام 1980 شاركت فى برنامج مسابقات اكتشاف المواهب وكان بعنوان "بين المعاهد" وقدمت أغنية "اسأل عليا" للفنانة ليلى مراد ثم شاركت بنفس الأغنية ومع أغنية الرضى والنور لكوكب الشرق أم كلثوم فى برنامج الهواة "فن ومواهب" لتلفت أنظار الحكام بقوة صوتها وأدائها المبهر وتفوز باللقب عام 1983 لتكون انطلاقتها الحقيقة فى عالم الطرب والغناء.
- فى عام 1983 سجلت ذكرى أول أغنية "يا هوايا" وهي أغنية خاصة بها لحنها خصيصا لها الملحن عز الدين العياشي وتستكمل تألقها فى هذا العام بالمشاركة فى مهرجان قرطاج لتنضم بعدها إلى فرقة الإذاعة والتلفزة التونسية بقسم الأصوات أين التقت قابل الملحن عبد الرحمن العيادي الذى لحن لها عددا كبيرا من أغانيها فيما بعد.
- بعد نجاحها فى برنامج المواهب انطلقت ذكرى لتقدم ما يقرب من 30 أغنية فى تونس  لتقرر الإنتقال إلى القاهرة أين التقت بالموسيقار هانى مهنا الذي أعجب بصوتها وقرر أن ينتج لها أولى ألبوماتها فى مصر بعنوان "وحياتى عندك" عام 1995 ثم ألبوم "اسهر مع سيرتك" عام 1996.
- توالى تألق ذكرى ونجاحها فى مصر فأصدرت عام 1997 ألبوم "الأسامي" ثم عام 2000 طرحت ألبوم "يانا" بينما كان آخر ألبوماتها "يوم ليك ويوم عليك" وطرحته باللهجة المصرية عام 2003 الذي نزل إلى الأسواق قبل وفاتها بثلاثة أيام فقط.
- تزوجت ذكرى من رجل الأعمال المصري أيمن السويدى وعاشا فى منطقة الزمالك بالقاهرة .
وقد نشر الموقع المصري "اليوم السابع " سيناريوهات يمكن أن تكون واحدة منها السبب الرئيس الذي كان وراء هذه الجريمة .
السيناريو الأول: "ذكرى شهيدة الحب" وتحكمات "السويدى"
بعد مقتلها صرح الموسيقار "هانى مهنى" الذى كان أقرب أصدقاء ذكرى والشخص الذى تبناها فنيًا فى مصر بأن ذكرى "ماتت شهيدة الحب" وأشار إلى أن سبب القتل هو شجار حول تنظيم أعمال ذكرى الفنية وأن زوجها حاول أن "يفرض رأيه عليها وكان ناقشني بهذا الموقف قبل رمضان وأخبرته حينها أن ذلك لا يمكن تحقيقه ويبدو أن الحوار اشتد بين الأربعة حول أعمال ذكرى فطلب أيمن من كوثر المغادرة وسمعت بعدها إطلاق الرصاص".
وفى رواية إحدى خادمات "ذكرى" حول الحادث قالت أيضًا إن الشجار بدأ بأنه طالب زوجته بأن تتفرغ له كزوجة لأن عملها يأخذها منه، ولكنها ردت عليه بحدة بأنه تزوجها وهو يعرف أنها فنانة وأنها لن تترك عملها أبدًا.

السيناريو الثانى: "الأغنية التى قتلت ذكرى"
تحت عنوان "الأغنية التى قتلت ذكرى* " يتم تداول إحدى أغنيات الفنانة الراحلة من كلمات وألحان الشاعر الليبى "على الكيلانى" والتى كانت تنتقد فيها "المقدس فى السياسة وأنظمة الحكم العربية وخاصة النظام الملكي في السعودية" وهو ما أثار الكثير من الانتقادات حولها من الناحية السياسية والفكرية والدينية وكانت السبب وراء سيناريو آخر لمقتلها وهو تورط مخابرات إحدى الدول العربية فى قتلها انتقاما منها على هذه الأغنية ومن هنا أصبحت تنشر باعتباراها "الأغنية التى قتلت ذكرى".
* لكن الأغنية التي قال كثيرون إنها "تسببت في مقتل ذكرى" كانت قبل موتها بـ12 عاما

السيناريو الثالث: تورط "جمال مبارك" فى قتلها
بعد اندلاع ثورة جانفي 2011 ظهر شقيق الفنانة التونسية الراحلة "شفيق الدالى" ليؤكد أن الأسرة لديها ما يثبت تورط "جمال مبارك" فى جريمة قتل شقيقته "ذكرى" وزوجها "أيمن السويدى" ومدير أعماله "عمرو الخولى" وزوجته وصرح للعديد من وسائل الإعلام بأن لديه شهادة مسجلة بالفيديو لأحد خبراء الطب الشرعى الذى وثق أدلة الحادث، ويؤكد فيها أن أيمن السويدى قتل إثر إطلاق 3 رصاصات عليه وأنه لم يمت برصاصة واحدة في الفم كما ورد فى التحقيقات.

ولم تفصح العائلة بالأسباب التى قد تدعو جمال مبارك لأن يفعل ذلك، إلا أنها تؤكد أنهم تعرضوا لضغوط من النظامين التونسي والمصري المخلوعين لطمس الحقائق وإخفاء الأدلة على تورط "جمال مبارك" فى قتلها.
وترددت قصة أخرى تقول إن "جمال مبارك" هو من ضغط على "السويدي" من أجل أن يقتل زوجته ومن بعدها قتل نفسه.
السيناريو الرابع : انهيار بسبب الأزمة المالية
تم تداول سيناريو آخر حول الجريمة يقول إن "السويدي" ارتكب جريمته فى لحظة يأس لتعرضه لضغوط وأزمة مالية كبيرة وهو ما عززته بعض البنود فى وصيته لشقيقه خاصة التى كتب فيها "أحذرك من التعامل مع مدير أعمالى عمرو الخولي لأنه سبب الخراب الذى حل بى بتشجيعه لي على الاقتراض من البنوك مستغلا علاقاته ببعض المسؤولين فى البنوك حتى جعلنى فى النهاية متعثراً وفى أزمة طاحنة، وأخى الحبيب... أنت أقرب الناس إلى قلبى ولا تنزعج إذا علمت يوماً بأننى فارقت الحياة بسبب سوء حالتى النفسية من ناحية وكثرة ديوني... ومطالبات البنوك.. لا تنزعج بموتي وأنصحك ببيع الأراضي التي ألمحت لك بها والاستفادة بثمنها ومواصلة العمل، لعل وعسى تكون ظروفك أفضل من ظروفى وتعوض بحياتك مماتي".

* المصدر : اليوم السابع / وكالات