أزمة النادي الإفريقي بين "تهويل" الإعلام و حقيقة الإضراب

إستفاق عشاق كرة القدم عامة و أحباء النادي الإفريقي خاصة  يوم أمس على خبر غريب و صادم تمثل في رفض لاعبي النادي التحول إلى جزر الموريس لمواجهة نادي بور لويس في إطار مقابلة ذهاب الدور السادس عشر من مسابقة كأس الإتحاد الإفريقي لكرة القدم .

و تصدر خبر تمرد لاعبي الإفريقي جل المواقع الإخبارية التونسية و العربية و كان محورا رئيسا لحديث الشارع الرياضي و المجالس الخاصة و العامة و مادة لتندر أحباء الفرق الأخرى و حجة لدى البعض لإثبات التراجع الكارثي للرياضة في بلادنا .
الإفريقي  بلا ناطق رسمي 
و سعت مختلف وسائل الإعلام للبحث عن رواية رسمية لما جرى لكن باءت أغلب المحاولات بالفشل ففي مثل هذه الأزمات يكون الناطق الرسمي للفريق هو المصدر الأبرز لإستيقاء المعلومة غير أنه في حالنا هذه كان الناطق الرسمي للإفريقي ضمن الدفعة الأولى للوفد الذي سافر على عجل تجاه جزر الموريس إحتراما للبرمجة الأولية للسفر و تفاديا لخسائر مادية إضافية .
و في غياب النطق برسميات الأمور كان اللجوء إلى المسؤول الأول عن الفريق الذي فوجئ كغيره بالخبر الصاعق الذي ابعده ولو لحين عن أضواء الندوات الحزبية و اللقاءات الإعلامية و لكن إجابته لم توضح حقيقة ما حدث حيث إكتفى بالتقليل من حجم المصيبة التي مست أحباء الفريق و الخجل الذي إنتابهم من حادثة هي الأولى في تاريخ النادي العريق .
تواصل الوعود ... 
تسارعت الأحداث منذ صباح يوم أمس بعد التأكد من تنفيذ اللاعبين لتهديداتهم برفض السفر في صورة عدم تمكينهم من مستحقاتهم و بعد إستيعاب البعض من الهيئة أنهم إستهانوا بتلك التهديدات و أنهم في سباق مع الوقت لإقناع منظوريهم بالتراجع عن القرار حفظا لماء وجه النادي من خلال تجديد الوعود بتسوية الوضعية في أقرب الآجال غير أن زملاء خليفة الذين ضاقوا ذرعا من الأقوال و الوعود و النثر فبادروا إلى غلق هواتفهم توفيرا لطاقة سيحتاجونها للمفاوضات المسائية التي قادها المدرب شهاب الليلي و رئيس الفرع عبد السلام اليونسي و المدير الرياضي سمير السليمي و رئيس الفريق سليم الرياحي في محاولة لدفع المتمردين إلى التراجع عن قرارهم غير أن المعلومات الورادة من هذه المجالس , على شحها , أكدت عدم التوصل إلى إتفاق بين المتفاوضين و زعمت إتباع إستراتيجية معلنة بإقناع اللاعبين بالتحول إلى جزر الموريس و أخرى مبطنة بمعاقبة قادة الفريق و الإضراب وهم كل من صابر خليفة و وسام يحي و بلال العيفة .
التهويل الإعلامي ؟
و كما هو الحال في كل الأزمات الرياضية و غيرها يتسابق مفتعلوها إلى رشق الإعلام بتهم التهويل و التحريض و المغالاة و بنسج أخبار من وحي خيال أصحابها متناسين , المسؤولين , أنهم كذبوا مقاطعة اللاعبين للتربص الذي سبق مقابلة البطولة أمام إتحاد ببن قردان و كذبوا عدم خلاصهم منذ مدة قاربت الخمسة أشهر و كذبوا "حادثة المطار " التي , حسب زعمهم , لم تحصل أبدا بإعتبار أن الرحلة مبرمجة , مسبقا , اليوم الاربعاء ... فلو فرضنا أن الإعلام هول ما حدث أو ألف روايات كاذبة حول النادي الإفريقي فلنأمل ان نجد تفسيرا لسبب سفر ثلاثة عشر فردا من الوفد مساء أمس و لتراجع شهاب الليلي عن السفر بعد أن كان ضمن الموجودين في المطار ...