الاستقبال >أخبار >مقال رأي

مقال رأي2014/08/25 09:07

أسئلة انتخابات صنعت في المرّيخ

أسئلة انتخابات  صنعت في المرّيخ

 بقلم سعد برغل

كنت، منذ أسبوع، قد كتبت عمّا تصوّرت أنّه يدخل في باب الممكن السياسي وكنت قد ربطت ذلك بظاهرة معروفة في السياسة وهو ما يسمّى بقانون الانتخاب العقابي،والانتخاب العقابي هو أنتعمد مجموعة من الناخبين إلى التصويت لصالح حزب ما، لا اقتناعا بأطروحاته أو بأنّه يحمل البديل المرجوّ،

بل تكون العملية محكومة بردّ الفعل على حزب حاكم والمثال الواضح عندنا بتونس كان في انتخابات أكتوبر السابقة: فكثير من الناخبين صوّتوا لصالح النهضة لأنها قدّمت نفسها على اعتبارها ضحيّة الحكم العلماني بشقيه البورقيبيوالنوفمبري ولذلك كانت صور من أسهم النظام في وفاتهم أو في تشريدهم أو فيمنعهم من العمل وحرية الحركة أو في سجنهم تظهر في كلّ اجتماع نهضاويّ في مداخل فضاءات الاجتماع ، وصنعت النهضة وآلتها الدعائية وهْما ينهض على اعتبارها الوحيدة التي سلّط عليها النظام قمعه فأقصت اليسار ومن مات منه ومن سُجن، واشتغلت على تذكير الناس بمواقف الأحزاب التي كانت تنشط زمن التجمّع ووصفتهم بالأحزاب الواجهة والكرتونية والمشتغلة لحساب التجمّع.

واليوم وقد بدأت الحملة بشكل غير رسميّ وعرفت البلاد التونسية حكم الترويكا وما آلت إليه أوضاع البلاد، وأسهمت فيه لانعدام خبرة الإسلاميين في الحكم ومقتضيات الضغوط الاقليمية والدولية وفشل الإسلام السياسي بمصر وليبيا وتونس وسوريا التي رغم العدد والعتاد والعراق ببشرى للخلافة. هذه المعطيات الوطنية والاقليمية يمكن لأن تتجاوزها النهضة وحرفاؤها بحفنة مصبّرات وبيع وهم من جديد كأن يتصايح  منخرطوها أنّ " الإسلام في خطر"لكنهم سيفشلون حتما لأنّ التونسي مؤمن ولن يُلدغ من جحر مرّتين، ويُمكن أن تعود إلى علكة الهويّة ومعاداة إسرائيل وأن تطلب من منخرطيها التظاهر كل جمعة نصرة للقدس،لكن الحيلة لن تنطلي فقد وثّق الناس في ذاكرتهم والمدوّنون والمُبحرون ومحاضر المجلس التأسيسي وقوف كتلة النهضة ضدّ قانون تجريم التطبيع ونطق كبيرهم بأنهم احترموا نصيحة إخوتهم  في حماس الذين سارعوا قبل غروب الشمس  سفّهوا قول من يخاف الله، وهل سيطلب استراتيجيو حملتهم منخرطيهم بالعزف مجددا على وتر الحجاب ومنعه وصلاة الصبح ومنعها واللحية ومنع إطلاقها والفساد والتفسّخ ومنظومة ولاة الأمر من حملة الأمانة الذين يرون الرّسول الكريم في المنام كما بشّرنا العبيدي أو سيطلبون من أئمتهم، كما طالبت الأستاذة رجاء بن منصور، تكفير من لا يصوّت للنهضة، وهل ستركّز ماكينتهم على شيطنة المخالف بكلّ وسائل الشيطنة من إخراج جديد لمواقف قديمة مثل المطالبة بمحاكمة السبسي لأنه زوّر انتخابات قبل عقود ومثل محاكمة مرجان لأنه سلّم جوازات سفر ديبلوماسية، والشابي، إن لم يدخل بيت الطرطرة، لأنه تعامل مع بن عليّ وستتفنّن النهضة ومشتقّاتها في التّركيز على نقاط مظلمة في سيرة خصومها ومازلت أذكر جيّدا كيف اختصر جيشها الالكتروني شخص الجندوبي أثناء الحملة في صورة تجمعه مع أصدقاء له حول كأس شراب، واشتغلت للتعبئة القائمة على ترهيب الناس من هذا اليساريّ الكاره للإسلام والمقبل على الخمرة التي حرّمها الله ، واجتهدت الصفحات في صياغات بلاغية متفاوتة الرداءة للتعبير عن الخشية من أنّ الجندوبي سيفعل ما في وسعه لهدم الإسلام اّلسمح الذي تدعو إليه النهضة وسيُزوّر الانتخابات حتى يُقصي شريعة الله، ولاحظنا غياب الجندوبي والصّمت عن سبّه بعد فوز النهضة وعدم نزولها للشارع كما هدّد زعيم الديمقراطية الخريجي. وتتبّعنا عودة لتقزيم دور الجندوبي لمّا بدأت طبول رئاسة الهيأة تدقّها الأحزاب ومالت النهضة إلى كفّة  السيد شفيق وتذكّرت المواقع المسألة المالية والخروقات وأضحى كلّ متكلّم محاسبا وخبيرا ماليا.

ما الذي سيحدث لو لا قدّر الله بلغنا عددا قياسيا في القوائم الانتخابية بعد بلوغنا، والحمد لله،عددا قياسيا في الأحزاب والترشّح للرئاسة؟ كيف سيتعامل سياسيّونا مع استحقاقات المرحلة وكيف نقرأ تخلّي الأحزاب عن نوابهم الحاليّين؟ هل نحن أمام عملية تبييض للوجه السياسي بإضفاء مزيد الرتوش عليه وهي رتوش لغوية أساسا قِوامها الوعد بالشغل الكثير وبتونس الجنة على الأرض لكن بلوك جديد وأصوات جديدة، هل ستقدّم الأحزاب الفائزة سابقا نفس البرامج مع تعديلات طفيفة وهل ستتخلى الأحزاب عن الشعارات التي أدّت إلى تكفير التونسيين واغتيال سياسيين وعجز ميزانية عن تأمين متطلبات الوطن و هبوط حادّ للعملة ومغاور إرهاب وأنفاق إرهاب، هل سيعرف التونسيّون شجاعة سياسيّين يعلنون صراحة فشلهم وانسحابهم من المشهد السياسيّ، وهل ستكون المرحلة الفارطة ،مع كلّ سلبياتها، مختبرا تعلّم فيه التونسيّ الدربة على الديمقراطية والاختلاف ؟.

لو حقّقنا هذا الهدف نكون فعلا قد أنقذنا ثورة ألهمت شعوبا كثيرة، لو جنى الشعب ثمرة الحقّ في الاختلاف وأعلى من مقولة الوطن للجميع نكون فعلا قد دشّنّا عصرا تونسيا ذهبيّا.

Economique Jawhara FM

كل التسجيلات

التسجيلات الصوتية

  نشرة أخبار منتصف النهار ليوم الإثنين 21 فيقري 2022

نشرة الأخبار

نشرة أخبار منتصف النهار ليوم الإثنين 21 فيقري 2022

مالك الزاهي: توجيه الإقتطاع من الأجور لدعم الصناديق الإجتماعية

نشرة أخبار السابعة صباحا ليوم الإثنين 21 فيقري 2022

نشرة الأخبار

نشرة أخبار السابعة صباحا ليوم الإثنين 21 فيقري 2022

أعوان وموظفو البلديات في إضراب بيومين

بزنس نيوز ليوم الخميس 27 جانفي 2022

بزنس نيوز

بزنس نيوز ليوم الخميس 27 جانفي 2022

تراجع عجز الميزانية بنسبة 15% موفى نوفمبر 2021

نشرة أخبار منتصف النهار ليوم الخميس 27 جانفي 2022

نشرة الأخبار

نشرة أخبار منتصف النهار ليوم الخميس 27 جانفي 2022

الغنوشي يدعو الى إلغاء الأمر الرئاسي 117

نشرة أخبار السابعة صباحا ليوم الخميس 27 جانفي 2022

نشرة الأخبار

نشرة أخبار السابعة صباحا ليوم الخميس 27 جانفي 2022

تمديد العمل بهذه الإجراءات لمنع تفشي كورونا

   بزنس نيوز ليوم الإربعاء 26 جانفي 2022

بزنس نيوز

بزنس نيوز ليوم الإربعاء 26 جانفي 2022

أسعار صرف العملات الأجنبية في تونس

horoscope.jpg