ألفة يوسف : نظرة التونسيين للمساجين

تطرقت الباحثة ألفة يوسف في افتتاحية اليوم الاثنين 25 أفريل 2016 إلى نظرة التونسيين للمساجين من خلال تحقيق  أجرته قناة الحوار التونسي وتناقلته مواقع التواصل الاجتماعي والذي أبرز الحالة المزرية جدا التي كانوا عليها داخل الزنزانات اتي فاقت طاقة الاستيعاب المخصصة لها.

وقالت يوسف إن التعليقات التي رافقت التحقيق والصور التي تناقلها عدد من التونسيين كانت لافتة للانتباه فهناك من قال إنهم "يستحقون هذه المعاملة وكان عليهم أن لا يخالفوا القانون ".
وأوعزت يوسف في قراءتها لهذه التعليقات أسباب هذه الأحكام وهذه النظرة إلى بعدين أساسيين الأول براغماتي نفعي والثاني فلسفي.
وأوضحت يوسف أن البعد الأول البراغماتي يتعلق بالهدف من العقاب وهو الاصلاح وإعادة إدماج المساجين في المجتمع ولكن يبدو في العقلية السائدة وفي مخيالنا الاجتماعي أننا مازلنا نفكر بمبدأ "الإقصاء المطلق" في المجتمع ويبقى الإصلاح والذهاب إلى الأفضل آخر قضية وهو ما يجعلنا لن نطرح سؤالا عن مصير المساجين عند خروجهم من جديد إلى المجتمع وذلك رغم اختلاف القضايا التي زج بهم من أجلها في السجون وهو ما يعني أن منطق التشفي عندنا أكبر من منطق النجاعة والإصلاح وفق تعبيرها.
وقالت المتحدثة إن البعد الثاني فلسفي نفسي يتعلق بالحكم على الأشخاص المختلفة عنا والتي يمكن أن تخطأ ولكن الحكم يتغير عندما تمسنا هذه القضايا أو تمس المقربين منا وهو ما يشير إلى ضعف البعد الإنساني في التونسيين وفق قولها.