إرتفاع هام في الواردات الغذائية


سجّل الميزان التجاري الغذائي خلال الإحدى عشرة أشهر الأولى من سنة 2017 تراجعا في نسبة تغطية الواردات بالصادرات حيث بلغت 67.5 %مقابل 72 % خلال نفس الفترة من سنة 2016.
ويعود هذا التراجع إلى الارتفاع الهام في قيمة الواردات الغذائية بنسبة 21.8 % وخاصة منها المواد الأساسية حيث مثلت هذه الأخيرة نسبة 76%من قيمة هيكلة الواردات مقابل 69 % خلال الفترة المماثلة من سنة 2016، كما سجلت الصادرات بدورها نموا ولكن بدرجة أقل وبنسبة 14.2 %، مما أدى إلى تسجيل عجز مالي في الميزان التجاري الغذائي بلغ 1338 مليون دينار (ما يمثل 9.3 %من إجمالي عجز الميزان التجاري) مقابل 947.5 م د خلال نفس الفترة من سنة 2016.
هذا وقد بلغت صادرات المواد الغذائية خلال الإحدى عشرة أشهر الأولى من سنة 2017 ما يعادل 2781.4 م د مسجلة نموا بـ14.2%مقارنة مع نفس الفترة من سنة 2016 نتيجة ارتفاع عائدات التمور بنسبة 12 % لتبلغ حوالي 488 م د، منها 11 % التمور البيولوجية وذلك لتحسن مستوى الأسعار بـ 27 % وتنوع الأسواق (ما يزيد عن 80 وجهة عالمية) وخاصة نمو حصة السوق الآسيوية وأوروبية وأمريكا الجنوبية بنسب على التوالي 6 % و5 % و20 %، هذا بالإضافة إلى عودة تطور قيمة صادرات منتجات البحر بنسبة 37 % ومصبرات الخضر والغلال (+26 %) والعجين الغذائي (+17 %) والخضر الطازجة (+11 %) مستفيدة من تحسن مستوى الأسعار وخاصة منها الطماطم الجيوحرارية وبعض الخضر الأخرى المتنوعة.
وبخصوص صادرات زيت الزيتون فبالرغم من تراجع الكميات المصدرة بــ 22 % (76 ألف طن مقابل 97 ألف طن) مقارنة مع نفس الفترة من السنة الماضية، فإن عائداته قد سجلت تراجعا طفيفا بنسبة 2 % لتبلغ 634 م د نظرا تحسن مستوى الأسعار العالمية بـ26 %، علما وأن صادرات زيت الزيتون البيولوجي مثلت نسبة 42 % من حيث الكمية الجملية و48 % من حيث القيمة وهو ما يعادل 310 م د.
أما فيما يتعلق بموسم تصدير الغلال الأخرى فقد تم إلى حد الآن بلوغ رقم معاملات على مستوى التصدير يقدر بــ 60 م د أي بنسبة زيادة تعادل 36 % مقارنة بالموسم الماضى، في المقابل سجلت بعض المنتجات الغذائية الأخرى تقلصا في قيمة صادراتها خلال هذه الفترة على غرار القوارص ومصبرات الأسماك بنسب على التوالي 16 % و23 % على الرغم من التطور محاصيل الإنتاج المحلى لهذه المنتجات.
وتجدرالإشارة إلى أن قيمة الصادرات الغذائية خلال الإحدى عشرة أشهر الأولى من سنة 2017 مثلت نسبة 9 %من إجمالي صادرات خيرات البلاد مقابل 9.2 % خلال نفس الفترة من سنة 2016.
في المقابل بلغت قيمة الواردات الغذائية خلال الإحدى عشرة أشهر الأولى من سنة 2017 ما يقارب 4119.3 مليون دينار مسجلة زيادة بنسبة 21.8 % مقارنة مع نفس الفترة من سنة 2016، جراء تسارع وتيرة شراءات جل المواد الغذائية الأساسية خلال هذه الفترة وارتفاع أسعارها العالمية وتواصل تدني سعر صرف الدينار التونسي مقارنة بالعملات الأجنبية ، ومن بين هذه المواد الغذائية مادة السكر (+91 %) والزيوت النباتية (+76 %) ومادتي القهوة والشاي (+91 %) والحليب ومشتقاته (+82 %)، وبدرجة أقل القمح اللين (+18 %) والذرة الصفراء (+22 %). هذا علاوة عن نمو نسق واردات مواد غذائية أخرى مصنفة غير أساسية كالموز بنسبة 39 % والمحضرات الغذائية المختلفة (+11 %).
في ما سجلت بعض منتجات غذائية أخرى تقلصا في قيمة وارداتها خلال هذه الفترة على غرار، مصبرات الأسماك (- 36 %) ومادة البطاطا (- 3 %)، بالإضافة إلى القمح الصلب بنسبة 13 % نتيجة تراجع الكميات الموردة بــ 15 % خلال هذه الفترة وتحسن مستوى محاصيل الإنتاج المحلي.
وتجدر الإشارة إلى أن قيمة الواردات الغذائية خلال الإحدى عشرة أشهر الأولى من سنة 2017 مثلت نسبة 9.1 % من إجمالي واردات البلاد مقابل 8.9 % خلال الفترة المماثلة من سنة 2016، وفق بيانات أعلنتها وزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري اليوم الثلاثاء 12 ديسمبر 2017.




مقالات أخرى






