استناداً إلى تجربته بالثّورة التونسية : نصيحة سفير أمريكي سابق لترامب

توجّه السفير الأمريكي الأسبق لدى تونس، غوردن غراي، بالنصيحة إلى الرئيس دونالد ترامب استنادا إلى التجربة التي عاشها إبّان الثّورة التونسيّة، للحفاظ على الأمن القومي الأمريكي وعلى مصالح الولايات المتحدة بمنطقة شمال افريقيا في علاقة بالحراك الشّعبي الذي تشهده حاليا كل من الجزائر والسّودان، وفق تعبيره.

وكتب الدبلوماسي غوردن غراي، الذي شغل منصب سفير الولايات المتحدة لدى تونس خلال الفترة 2009-2012 ، في مقال نشره بموقع أمريكي متخصّص، أن الثورة التونسية تعتبر من أبرز الأحداث التي بقيت راسخة في ذهنه والتي شهدها طوال مسيرته بالمجال الدبلوماسي على امتداد 33 عاما، مستذكرا أبرز شعار رُفع إبّان الثورة التونسية باللّغة الانجليزية والمتمثّل في "غايم أوفر" Game Over.
وقال إنه على ترامب وفريقه استخلاص العبر والدروس من كيفية تعامل الفريق الدبلوماسي الأميركي مع حراك تونس الذي كان بداية لما يعرف بـ "الرّبيع العربي"، مشدّدا على أهمية دور المجتمع المدني في تونس الذي أسهم بشكل كبير في تغيير نظام الحكم في تونس والمشاركة في الفترة الانتقالية التي تمر بها تونس.
إلمام كبير
واشار إلى ان الدبلوماسية الأمريكية في تونس أدركت منذ البداية هذا الدور وساندته وتابعته عن كثب بالإضافة إلى إلمامها الكبير بتفاصيل المشهد التونسي بكل جوانبه.
وأشار السفير الأسبق إلى الدور القيادي الذي لعبته الولايات المتحدة الأمركية ومسكها بزمام الأمور منذ البداية في الثورة التونسية، مشيرا إلى شخصيات أمريكية بارزة كانت أول من وصل إلى تونس بعد أيام قليلة بعد الإطاحة ببن علي في اشارة إلى زيارة رئيس الدبلوماسية الأمريكية للشرق الأوسط آنذاك، جاف فالتمان.
كما شدّد على أهمية اعلان موقف الولايات المتحدة في الوقت المناسب في إشارة إلى مسارعة باراك أوباما للاعلان رسميا مساندته الثورة التونسية بعد أيام من الإطاحة بالرئيس الأسبق، فيما أصبحت مواقف الرئيس الأمريكي اليوم عبارة عن تغريدات على تويتر محمّلة بأخطاء لغوية، وفق تعبيره.
دعم مالي و"تواضع" دبلوماسي
وأكد أيضا أهمية الدعم المالي الأمريكي الذي حظي به النظام التونسي بعد الثورة من قبل الولايات المتحدة قبل أن يتخذ ترامب لاحقا قرارات بخفض هذا الدعم بنحو 67 % بالاضافة إلى خطة جديدة لإدارة ترامب لمزيد تقليص هذا الدعم المالي.
وأشار أيضا الى أهمية سياسة "التواضع الدبلوماسي" في التعامل مع الدول وهو المنهج الدبلوماسي الذي انتهجه الفريق الدبلوماسي خلال فترة أوباما مع التونسيين، منتقدا غياب هذا التواضع في خطاب ترامب.
وشدّد أيضا على أهمية وقوف الإدارة الأمريكية الى جانب الشعوب في معركتها مع الأنظمة الدكتاتورية والشمولية وهو ما عملت عليه الدبلوماسية الأمريكية في تفاعلها مع الثورة التونسية بدلا من الاصطفاف مع الأنظمة المتسلّطة في اشارة الى سياسة التّقارب لترامب مع رئيس روسيا وكوريا الشمالية دون أن يشير إلى الدور الأمريكي الذي تلعبه حاليا ادارة ترامب في فنزويلا.
نموذج يحتذى
وتابع غوردن غراي أن التغيير السلمي الذي نجحت في تحقيقه تونس يعتبر نموذجا يحتذى في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا، داعيا شعبي الجزائر والسوداء إلى الاحتذاء حذو التجربة التونسية الناجحة والاقتداء بها في الانتقال السلمي لنظام الحكم.
واستنتج بالقول إنه على ترامب وإدارته استخلاص الدروس من الدبلوماسية الأمريكية في تونس وتطبيقها في دول أخرى من العالم في تلميح للحراك الدائر في الجزائر والسودان وفي إقرار ضمني بالدور الأمريكي إبّان الثورة التونسية.