الحكومات المتعاقبة في تونس منذ الثورة

تطوي تونس عامها السادس بعد الثورة بحلول حكومة جديدة هي التاسعة منذ جانفي 2011 بعد أن وقع التصويت على منحها الثقة يوم 26اوت 2016امام البرلمان وحصولها على مئة وثمانية وستين صوتا مقابل رفض اثنين وعشرين نائبا واحتفاظ خمسة آخرين.

حكومة في انتظارها عديد التحديات حكومة مطالبة بالعمل دون إهدارا لمزيد من الوقت فهل ستنجح في تحقيق ما عجزت عنه سابقاتها وهي اليوم تعد من الحكومات الشابة الاكثر عددا من حيث التركيبة .؟

الحكومة الاولى: في 17 جانفي 2011
شكل محمد الغنوشي وبتكليف من الرئيس المؤقت حينها فؤاد المبزع حكومة وحدة وطنيّة شارك فيها وزراء من حكومة ما قبل الثورة بالإضافة الى شخصيات من المعارضة و مستقلين . حكومة ضمت 38عضوا منهم 22 وزير +16 كاتب دولة.
وفي نفس اليوم أعلن الغنوشي عن تشكيّل لجنة عليا للإصلاح السياسي يرأسها الأستاذ عياض بن عاشور كما اعلن عن تشكيل لجنة وطنية لتقصي الحقائق في التجاوزات المسجلة في الفترة الأخيرة برئاسة الأستاذ توفيق بودربالة بالإضافة الى تشكيّل لجنة وطنية لتقصي الحقائق حول قضايا الفساد والرشوة برئاسة الأستاذ عبد الفتاح عمر رحمه الله . حكومة جنبّت البلاد حالة الفراغ السياسي لكن لم يكتب لها البقاء طويلا ليكون مآلها السقوط .
الحكومة الثانية : 27جانفي 2011
قام محمد الغنوشي باعادة تشكيل حكومة جديدة الحكومة الثانية للغنوشي ضمت 33 عضوا منهم 20 وزير + 12 كاتب دولة +1وزير لدى رئيس الحكومة .. حكومة كسابقتها لم تدم طويلا سقطت تحت ضغط سياسي و شعبي ليعلن الغنوشي بعد جملة من التحركات الاحتجاجية استقالته من هذه الحكومة .
بعد هذه الضغوطات الشعبية التي طالب بتكوين مجلس وطني تأسيسي تمّ الاتفاق على شخصية سياسية مُخضرّمة ساهمت في امتصاص موجة الغضب الشعبي رغم اعتراض البعض عليْها فكان شخصية الباجي قائد السبسي.
الحكومة الثالثة: في 7 مارس 2011
بتكليف من الرئيس المؤقت، فؤاد المبزع قام الباجي قائد السبسي بتشكيل حكومة مؤقتة لحين إجراء الانتخابات وذلك بعد استقالة الوزير الأول آنذاك محمد الغنوشي في 27 فيفري من نفس العام على خلفية اعتصامات القصبة. حكومة السبسي واصلت أعمالها لعدة أشهر وتميزت فترتها بإجراء انتخابات المجلس الوطني التأسيسي و ضمت هذه الحكومة 33 عضوا منه 22 وزير +وزير معتمد+ 10كتاب دولة .. حكومة انتهت فترتها يوم 13 ديسمبر 2011 وخلفتها حكومة السيد حمادي الجبالي وهي الحكومة الأولى التي أفرزتها نتائج انتخابات 23 اكتوبر 2011 التي انبثق عنها المجلس الوطني التأسيسي، السلطة الأولى والعليا في البلاد.
الحكومة الرابعة
وفق القانون المنظم للسلط العموميّة قام الرئيس محمد المنصف المرزوقي في 13 ديسمبر 2011 بتكليف السيد حمادي الجبالي بتشكيل فريق حكومي ضم وزراء و كتاب دولة من احزاب النهضة و المؤتمر و التكتل الى جانب مستقلين. حكومة اقترح فيها الجبالي في البداية 50 عضو لكن أمام الضغوطات تقلص العدد الى 41 و أصبحت تعد 25 وزير +4نواب وزراء+ 12 كاتب دولة ، وقد عــُرضت تركيبة هذه الحكومة على المجلس الوطني التـأسيسي في جلسة عامة في 22 ديسمبر 2011. وعقب اغتيال السياسي شكري بلعيد قام الجبالي بإعلان استقالة حكومته في 19 فيفري 2013 اثر فشله في تكوين حكومة تكنوقراط.
وقد انتهت مهام تلك الحكومة رسميا في 13 مارس من نفس السنة اثر منح الثقة لحكومة خلفه علي العريض . الحكومة الخامسة: حكومة علي العريض
هي الحكومة الثانية بعد انتخابات المجلس الوطني التأسيسي والخامسة بعد الثورة. ضمت هذه الحكومة وزراء مستقلين وآخرين من ائتلاف أحزاب النهضة و التكتل من اجل العمل والحريات و المؤتمر من اجل الجمهورية. وقد أعلن رئيس الحكومة علي العريض عن تركيبة حكومته في الثامن من مارس 2013 بعد استقالة الحكومة السابقة و حظيت حكومة العريض لدى عرضها على تصويت الثقة للمجلس الوطني التأسيسي في 13 مارس من نفس السنة على تأييد 139 نائبا في حين عارضها 45 آخرين و تحفظ على التصويت 13 نائبا.
يذكر أن حكومة العريض ضمت 37 عضوا منهم 24 وزيرا +3 وزراء لدى رئيس الحكومة +10كتاب دولة. حكــومة واجهت عمليّة اغتيّال هي الثانية بعد الثوْرة و تتالت العمليات الإرهابية مما تسبّب في إدخال البلاد في أزمة سياسيّة حادة.
الحكومة السادسة: حكومة المهدي جمعة
هي الحكومة الثالثة بعد انتخابات أكتوبر 2011 والسادسة منذ الثورة . في 26جانفي 2014 أعلن جمعة على تشكيل حكومته التي تضم 29 عضو منهم 19 وزير و+2وزراء معتمدين + 7 كتاب دولة من الكفاءات التونسية من داخل البلاد وخارجها ونالت ثقة المجلس الوطني التأسيسي في 28 جانفي من نفس السنة وحازت تلك الحكومة على ثقة 149 نائبا و أدت اليمين أمام رئيس الجمهورية ،محمد المنصف المرزوقي يوم 29 جانفي. رئيس الحكومة مهدي جمعة كان وقتها قد اختير من قبل المشاركين في الحوار الوطني من أحزاب ومنظمات ونقابات لترؤس حكومة تكنوقراط جديدة لإدارة الفترة الانتقالية خلفا لحكومة سلفه علي العريض بعد ازمة حكومية اندلعت في البلاد على خلفية اغتيال النائب محمد البراهمي صيف عام 2013 .
الحكومة السابعة:
بعد حكومة المهدي جمعة جاءت حكومة الحبيب الصيد الأولى و هي الحكومة الاولى للجمهورية الثانية والتي انبثقت عن الانتخابات التشريعية التي جرت في اواخر شهر اكتوبر 2014 وهي الحكومة السابعة منذ الثورة . حكومة ضمت 41عضو منهم 24 وزير+ 3وزراء معتمدين + 14كاتب دولة .
وقد اختار حزب نداء تونس السيد الحبيب الصيد لتشكيل ورئاسة هذه الحكومة وقد سلمه رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي رسالة التكليف في الخامس من شهر جانفي 2014 . هذا و اعلن الصيد عن تركيبة حكومته في الثاني من فيفري2015 وبعد يومين من النقاش مع أعضاء مجلس نواب الشعب نالت هذه الحكومة ثقة النواب في 05 من فيفري ثم ادى اعضاؤها اليمين امام رئيس الجمهورية في السادس من نفس الشهر .
الحكومة الثامنة:
حكومة الصيد الثانية و التي جاءت بعد تحوير جانفي 2016 بعد ما تم التخلي على كتاب الدولة و ضمت 32 عضو منهم 27 وزير +4 وزراء معتمدين .
وفي 5 فيفري 2015 وبعد بدأ النقاش مع أعضاء مجلس نواب الشعب لمدة يومين تم التصويت لإعطاء الثقة للحكومة بأغلبية 167 صوت مع /و30 لا/ و8 محتفظ من بين 204 نائب حاضر في المجلس. حوالي 8أشهر كان عمر هذه الحكومة فالتداول على الوزارات ساهم في لخبطة العمل داخلها.
الحكومة التاسعة:
بعد مشاورات و حوارات تم اختيار شخصية يوسف الشاهد لتشكيل حكومة وحدة وطنية حيث أعلن السبسي يوم 3 أوت الجاري يوسف الشاهد رئيس حكومة مكلف . في 20اوت 2016 أعلن رئيس الحكومة المكلف يوسف الشاهد تشكيلة الحكومة الجديدة التي ضمت وزراء من أحزاب الائتلاف الحاكم ومن المعارضة ونقابيين سابقين و ضمت التركيبة 26 وزيرا و14 كاتب دولة وشهدت الحكومة الجديدة مشاركة شخصيتين نقابيتين، وهما محمد الطرابلسي وعبيد البريكي و عودة كتاب الدولة بعد أن كان الحبيب الصيد قد تخلى عنها في التحوير الحكومي الذي قام به في 6 جانفي 2016.
ومن اللافت أيضا للانتباه في تركيبة هذه الحكومة التركيز على الكفاءات الشابة و التحدي الابرز هو التسريع ببرنامج عمل واضح و صريح للقطع مع الماضي و الاخلالات التي كانت عليها الحكومات السابقة .
الحكومة 9 في تاريخ تونس منذ ثورة 2011 مطالبة بضبط إستراتيجية واضحة و اعتماد وثيقة قرطاج التي وقع التوافق عليها .