الذكرى 71 لـ "النّكبة" : المقاومة تستمرّ


يحيي الفلسطينيون وأحرار العالم اليوم الذكرى الواحدة والسبعين لاحتلال فلسطين والتي وسمها الفلسطينيون بـ "النكبة" بعد أن سُرق وطنهم بمؤامرة بين القوى الكبرى في العالم.
في هذه الأثناء يصر الفلسطينيون على المقاومة بجميع أشكالها فيما يتزامن إحياء هذه الذكرى مع تواصل مسيرات العودة وكسر الحصار المفروض على غزة منذ 2006.
ويتم احياء ذكرى النكبة، في 15 ماي من كل عام وأطلق الفلسطينيون هذا المصطلح في 15 ماي 1948، بعد استكمال الحركة الصهيونية تهجيرهم من أرضهم، وإقامة ما تدعى اليوم "دولة إسرائيل" ومر منذ ذلك الوقت 71 عامًا.
تهجير قسري
والنكبة مصطلح يرمز إلى التهجير القسري الجماعي عام 1948 لنحو 800 ألف فلسطيني من بيوتهم وأراضيهم في فلسطين، وتمثلت في تمكن الحركة الصهيونية -بدعم من بريطانيا- من السيطرة بقوة السلاح على القسم الأكبر من فلسطين وإعلان قيام إسرائيل.
وتختزل الذكرى مراحل من التهجير اقتلعت الفلسطينيين من عشرين مدينة ونحو 400 قرية غدت أملاكها ومزارعها جزءا من دولة الاحتلال، كما تعيد النكبة ذكرى عشرة آلاف فلسطيني على الأقل لقوا مصرعهم في سلسلة مجازر وعمليات قتل ما زال معظمها مجهولا.
بدأتها فرنسا.. ونفذتها بريطانيا
ووفق مؤرخين، لم تبدأ النكبة الفلسطينية عام 1948، وإنما قبل ذلك بكثير، ففي عام 1799 خلال الحملة الفرنسية على العالم العربي نشر نابليون بونابرت بيانا يدعو فيه إلى إنشاء وطن لليهود على أرض فلسطين تحت حماية فرنسية بهدف تعزيز الوجود الفرنسي في المنطقة.
ولم تنجح خطة نابليون في ذلك الوقت إلا أنها لم تمت أيضا، حيث أعاد البريطانيون إحياء هذه الخطة في أواخر القرن الـ19، وتجسد ذلك بداية من 1897 حين دعا المؤتمر الصهيوني إلى إنشاء وطن للشعب اليهودي في فلسطين.
وبعد سقوط الإمبراطورية العثمانية في أعقاب الحرب العالمية الأولى وقيام الانتداب البريطاني في فلسطين بدأت قوى الاستعمار البريطانية بتنفيذ مخططها لبناء دولة صهيونية على أرض فلسطين.
وفي عام 1917 أعلن وعد بلفور الدعم البريطاني لإنشاء "وطن قومي للشعب اليهودي" في فلسطين، وجاء الوعد في رسالة كتبها وزير خارجية بريطانيا السابق آرثر بلفور إلى البارون روتشيلد -وهو أحد زعماء الجالية اليهودية في بريطانيا- لإحالته إلى الاتحاد الصهيوني في بريطانيا العظمى وإيرلندا
وفي 29 من نوفمبر 1947 أقرت الأمم المتحدة خطة لتقسيم فلسطين إلى دولتين يهودية وعربية، وشكل اليهود في فلسطين وقتها ثلث السكان، أغلبيتهم قدموا من أوروبا خلال السنوات القليلة التي سبقت هذا التاريخ، وكانوا يسيطرون على مساحة تصل إلى أقل من 6% فقط من دولة فلسطين التاريخية، إلا أن الخطة المقترحة من قبل الأمم المتحدة خصصت لهم 55% من المساحة.
ومع بداية عام 1948 سيطر الصهاينة على عشرات المدن والقرى الفلسطينية وطردوا سكانها الفلسطينيين من بيوتهم بالقوة، وذلك تحت أعين سلطات الانتداب البريطاني.
وفي 14 ماي 1948 قرر البريطانيون إنهاء فترة انتدابهم لفلسطين، وفي اليوم نفسه -الذي انسحبت فيه قوات الانتداب البريطاني رسميا من فلسطين- أعلن رئيس الوكالة الصهيونية ديفد بن غوريون إقامة دولة إسرائيل.
وخلال دقائق قليلة اعترفت أكبر قوتين من قوى العالم -وهما الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي- بإسرائيل، وأصبح الفلسطينيون بلا دولة.
المقاومة تستمرّ
وتوالت بعد ذلك خطط الصهاينة لتطهير أرض فلسطين من سكانها، وبذلوا قصارى جهدهم لمسح التراث والثقافة الفلسطينية من الوجود، وأفرز هذا الوضع معاناة ممتدة لملايين اللاجئين الفلسطينيين.
ولم تنته النكبة الفلسطينية عام 1948، ولا تزال عمليات التطهير العرقي في فلسطين التاريخية مستمرة حتى يومنا وحسب الجهاز المركزي الفلسطيني للإحصاء، تضاعف عدد الفلسطينيين 9 مرات منذ النكبة ليبلغ بنهاية 2018 نحو 13.1 مليون نسمة، منهم 6.02 ملايين لاجئ.
وكان الهدف الأساسي للأجندا الصهيونية هو مسح فلسطين من خارطة العالم لكن هذه المحاولة باءت بالفشل ومازالت المقاومة الفلسطينية مستمرة بقوّة يتوارثها الفلسطينيون من جيل إلى جيل وبروح متجدّدة.
الجوهرة أف أم - وكالات




مقالات أخرى






