السبسي : مشروع نشر الفوضى للجماعات الإرهابية يستدعي التعبئة العامة
أكد رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي، أنّ كسب المعركة الجماعيّة ضدّ الارهاب، تظلّ رهينة اعتماد مقاربةٍ شاملة ترتكز على التّعاطي الأمني والقضائي الصّارم، وكذلك على إستراتيجيّة استباقيّة تعالج أسباب الظّاهرة من خلال تجديد الخطاب الدّيني، وتحقيق العدالة الاجتماعيّة والتّنمية الاقتصاديّة، ومقاومة الغلوّ والفكر المتطرّف والكراهية، ونشر قيم الوسطيّة والتّسامح.
ولاحظ قائد السبسي، في كلمة ألقاها اليوم السبت، أمام القادة العرب المشاركين في الدورة السادسة والعشرين للقمة العربية بشرم الشيخ، انّ مشروع الجماعات الإرهابيّة في المنطقة العربيّة واحد، وهو تقويض سلطة الدّولة ونشر الفوضى، وهو مشروع أشدّ خطرًا وتأثيرًا على استقرار الدول العربية من التّهديدات الأخرى، ويستدعي منها التّعبئة العامّة واتّخاذ كافة التّدابير الكفيلة بدحره قبل استفحاله وانتشار آثاره المدمّرة، حفاظًا على سلامة الدول العربية وأمن شعوبها.
وذكر بالهجوم الارهابي الغادر التي تعرضت له تونس مؤخرا، قائلا "إن يد´ الإرهاب الغادر استهدفت متحف باردو الأثري، أحد أهمّ معالم الذاكرة الوطنيّة ورمزًا من رموز انفتاح تونس على مختلف الحضارات الإنسانيّة، وخلّفت ضحايا من السّياح الأبرياء في محاولةٍ لضرب القطاع السّياحي".
وبخصوص الأزمة اليمنية، اعرب رئيس الجمهورية عن بالغ القلق والانشغال لما آلت إليه الأوضاع في هذا البلد الشقيق، مؤكّدا مساندة تونس الكامل للسّلطة الشّرعيّة الدستورية فيه ودعمها لخيار الحلّ العربي للأزمة اليمنيّة بمنأى عن التّدخّلٍ الأجنبي.
كما عبر عن انشغاله للأوضاع في ليبيا، بحكم علاقات الجوار الم´باشر مع تونس ووشائج الاخاء المتميّزة وتأثيرات الوضع في هذا الق´طر على أمن تونس واقتصادها، مجدّدًا الدعوة للحكومة اللّيبيّة وجميع الأطراف السّياسيّة اللّيبيّة الى الاحتكام للحوار حتى يكون الحلّ نابعًا من إرادة وطنيّة ليبيّة حرّة.
وشدد قائد السبسي، على ان القضيّة الفلسطينيّة "تظلّ القضيّة الأمّ في المنطقة العربية"، وتحتاج مزيدًا من الدّعم والمساندة قصد وضع حدٍّ لمعاناة أبناء الشعب الفلسطيني وللأنشطة الاستيطانيّة ومصادرة الأراضي والأموال ومحاولات تهويد مدينة القدس، داعيا المجتمع الدّولي الى تحمّل مسؤولياته لاستصدار قرارٍ أممي يعجّل باستئناف مفاوضات سلامٍ جادّة ومحدّدة بسقف زمني لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينيّة.
