الغنوشي : الرأي العام ليس مهيأً لفتح باب التوبة أمام الإرهابيين

قال رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي في حوار مع جريدة الخبر الجزائرية، نشرته اليوم السبت 28 جانفي 2017، إن مجال التوبة "قد يفتح أمام من عنده إرادة من الإرهابيين" ولكن بعد تطبيق القانون على الجميع وبعد أن تخضب شوكة هؤلاء وييأسوا من مغالبة الدولة وتنكسر شوكتهم".
وفي رده على سؤال حول استعداد تونس لاستنساخ التجربة الجزائرية في التعامل مع "المسلحين المغرر بهم" قال رئيس حركة النهضة " أتمنى أن لا تصاب تونس بما أصيبت به الجزائر، الجزائر وصلت إلى هذه المرحلة بعد بحر من الدماء، وصلت إلى قناعة أنه لابد من التضحيات، حتى وإن كانت ثقيلة لأجل عودة السلم والوئام المدني، وقبلت بعودة أناس كانوا يقاتلون الجيش والأمن إلى أحضان المجتمع، وقبلت منهم الحوار، وذهبت إليهم إلى الجبال لتجلس معهم وتفتح طريق العودة إلى السلم، وعودتهم إلى بيوتهم، والحياة المدنية، ولم يكن ذلك يسيرا، ودفعت الجزائر ثمنا كبيرا".
وتابع الغنوشي "لا أعتبر أن تونس تحتاج إلى أن تدفع ثمنا مشابها حتى تصل إلى هذه القناعة، قناعة أن تفتح باب السلم والعودة إلى الرشد أمام من يريد ذلك، وأن نشجع من يريد العودة إلى الرشد وعزل الفئة الباغية والأكثر تشددا، والتي ترفض رفضا مطلقا التعايش مع الآخرين، في تونس حتى الآن هذه اللغة مازالت لأن الدماء التونسية مازالت خضراء من سيّاحنا وحرسنا وجنودنا وشبابنا، والكرامة التونسية مازالت جريحة في بلد لم يتعود على العنف، هؤلاء يمثلون تحديا للشعور والكرامة الوطنية والحس العام، ولكن في النهاية بعد تطبيق القانون على الجميع لا بد من التفكير، وبعد أن تخضب شوكة هؤلاء وييأسوا من مغالبة الدولة وتنكسر شوكتهم، قد يفتح مجال التوبة أمام من عنده إرادة، لكن الآن الرأي العام غير مهيأ لهذه المرحلة التي وصلتها الجزائر بعد تضحيات كبيرة واحتاجت إلى شجاعة من نوع شجاعة الرئيس بوتفليقة، الذي يعرف ماذا يعني القتال والاقتتال الداخلي، وحمل على نفسه وحمل على شعبه وقال -بركات من الدماء-".






















