الفلسطينيون يحيون ذكرى وفاة الزعيم ياسر عرفات على طريقتهم

يتم الاستعداد حاليا على قدم وساق  لاحياء الذكرى الـ 12 لوفاة الزعيم ياسر عرفات يوم 11/11 والذي يحرص الفلسطينيون على تلقيبه بالشهيد لقناعتهم بتعرضه للاغتيال عبر تسميمه.

ويصادف يوم غد الجمعة، الذكرى السنوية الـ12 لاستشهاد الرئيس ياسر عرفات "أبو عمار". وكانت وفاة عرفات قد أثارت شكوكا لدى الفلسطينيين من أنه مات مسموما على أيدي عملاء الاستخبارات الإسرائيلية (الموساد)، وهو ما تنفيه إسرائيل.
وتزامنا مع هذا الحدث اندلعت اليوم مواجهات بين قوات الاحتلال وطلبة المدارس في مسيرة انطلقت من عدة مدارس لإحياء للذكرى ال12 لوفاة الرئيس ياسر عرفات.
وأطلقت قوات الاحتلا الرصاص, والغاز المسيل للدموع, وقنابل الصوت صوب المشاركين في المسيرة، ومعظمهم من الفتية، ما اسفر عن اصابات.
تونس من أبرز محطاته النضالية
وولد أبو عمار في القدس في 4 أوت عام 1929، واسمه الحقيقي محمد عبد الرحمن عبد الرؤوف القدوة الحسيني، الذي اتخذ اسم "ياسر" وكنية "أبو عمار"، أثناء دراسته في كلية الهندسة بجامعة القاهرة، إحياءً لذكرى مناضل فلسطيني استشهد وهو يكافح الانتداب البريطاني.
وتعتبر تونس من بين ابرز المحطات النضالية في مسيرة ياسر عرفات حيث تعتبر المحطة الثالثة لـ "أبو عمار" والمقاومة الفلسطينية بعد عمان وبيروت في تونس بعيدا عن خطوط التماس. وتميزت تلك الفترة بمحاولات عرفات الدؤوبة للمحافظة على وحدة منظمة التحرير الفلسطينية.
ورغم بعد المسافة بين تونس والأراضي الفلسطينية فإن يد جهاز الاستخبارات الإسرائيلية (الموساد) وصلت إلى أبرز العناصر الفاعلة في المنظمة، إذ اغتالت خليل الوزير (أبو جهاد) وصلاح خلف (أبو إياد) كما نجا ياسر عرفات من محاولة اغتيال سقط فيها عدد من الشهداء من تونس وفلسطين في حمام الشط.
"الحصار"
وبعد عودته إلى فلسطين بسنوات، واجه عرفات حصاراً اسرائيلياً عام 2001 بقيادة رئيس الحكومة الاسرائيلية انذاك اريئيل شارون ومُنع من مغادرة رام الله ليبقى محاصراً في مقر المقاطعة لعدة سنوات.
وقد حاصرت إسرائيل عرفات في المقاطعة ابتداء من الثامن من ديسمبر عام 2001، حتى 29 أكتوب عام 2004 حين سمحت إسرائيل له بالسفر إلى فرنسا للعلاج.
ورحل الزعيم الفلسطيني بعد أن ظهرت أولى علامات التدهور الشديد على صحته في الثاني عشر من اكتوبر 2004، حيث جرى نقله إلى فرنسا للعلاج، بعد تلقي تأكيدات أميركية وإسرائيلية بضمان عودته، و أدخل إلى مستشفى بيرسي العسكري قرب باريس في 29 اكتوبر حتى اعلان وفاته فجر الحادي عشر من نوفمبر 2004.
متحف ياسر عرفات (فيديو)
يشار إلى أنه تم مؤخرا افتتاح في مدينة رام الله متحف الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، والذي يضم المئات من الصور والوثائق و المقتنيات الخاصة بالرئيس عرفات، إضافة لغرفة نومه والمكان الذي أمضى فيه آخر أيام حياته محاصرا في المقاطعة، وتقدم مقتنيات المتحف رواية الحركة الوطنية الفلسطينية من خلال سيرة ياسر عرفات.
ويمكن للفلسطينيين الآن رؤية الغرفة الصغيرة التي قضى فيها الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات سنواته الأخيرة.وهذه الغرفة التي تبلغ مساحتها 5 مترات مربعة هي مركز متحف عرفات الذي افتتح الخميس، في الذكرى الثانية عشرة لرحيل الرئيس الفلسطيني.
وتحتوي الغرفة على سرير صغير وخزانة تتسع بالكاد لأربع بذلات وبعض الكوفيات المرقطة والقمصان. وتوجد خزينة صغيرة بجانب الرئيس مع مصباح كهربائي، بالإضافة إلى سجادة صلاة ولوحة رسمتها طفلته زهوة. وقضى عرفات معظم الوقت من سنواته الثلاث الأخيرة في هذه الغرفة التي كانت توجد في الطابق الأرضي من مقر القيادة الفلسطينية المعروف باسم "المقاطعة".
وتقع الغرفة التي تركت دون أن تمس تقريبا منذ رحيل عرفات في جناح فارغ من المقاطعة مربوط بجسر مع المتحف المقام على مساحة قدرها 2600 متر مربع، وقد تكلف إنشاؤه 7 ملايين دولار.
(الجوهرة أف أم - وكالات) 
(فيديو أف ب)