القصرين : شبهة فساد تحوم حول تشغيل العاطلين عن العمل

رجّحت الحكومة ضمنيا في بيان مقتضب أصدرته اليوم الاثنين قيام شبهة فساد تحوم حول ملف العاطلين عن العمل بولاية القصرين ما أدى إلى اقدام أحد الشباب على الانتحار.

وكان الشاب رضا اليحياوي العاطل عن العمل أقدم على الانتحار بصعقة كهربائية نهاية الأسبوع الماضي ما أسفر عن حالة من الاحتقان الشديد بهذه الولاية الحدودية وما حمل الحكومة على ما يبدو على اصدار مثل هذا القرار.
وأقرت الحكومة في بيانها بوجود "ملابسات حفّت بضبط قائمة العاطلين عن العمل بولاية القصرين والتعاطي مع الملف الإجتماعي لأصحاب الشهادات العليا في الجهة" في تلميح ضمني لقيام شبهة فساد إداري محتمل. 
ويعتبر هذا الأمر سابقة في تاريخ الحكومات التونسية ولأول مرة تقر فيها حكومة بشكل علني ورسمي بمثل هذا الأمر الذي ارتفعت نسبته بعد الثورة التونسية وبأرقام قياسية تجاوزت 50 بالمائة بحسب أحدث تقرير للبنك العالمي حول الفساد في تونس.
وبحسب ذات المصدر الحكومي فقد أذن رئيس الحكومة الحبيب الصيد بفتح "تحقيق معمّق حول ملابسات ضبط قائمة العاطلين عن العمل وحيثيات التعامل مع هذا الملفّ" ليتم اتخاذ الإجراءات اللازمة على إثره.
ويبدو أن رئيس الحكومة اتخذ الاجراء  اللازم الأول والمتمثل في إقالة معتمد الجهة الذي نفى في تصريحات صحفية سابقة وقبل قرار اقالته رسميا أي شبهة فساد، نافيا خبر إقالته أصلا وهو ما فندته الحكومة بشكل قاطع في وقت لاحق.
وقد استبق المعتمد على ما يبدو  هذا الأمر وحمّل والي القصرين السابق مسؤولية إعداد قائمة الشهائد العليا الذين وقع ادماجهم للتشغيل وأكد أن هذه القائمة "معدة سلفا من طرف الوالي السابق بالتنسيق مع رئاسة الحكومة ووزارة التربية"، بحسب تصريحات له في وقت سابق من اليوم، مؤكدا أن المسؤولين الحاليين بالجهة لا دخل لهم بتحديد الأسماء الورادة القائمة وهي القائمة التي غاب فيها اسم "رضا اليحياوي" وما دفعه إلى الانتحار غبنا.
في المقابل استدرك ذات المعتمد المقال في تصريح لمراسل "الجوهرة اف أم" أن المندوبية الجهوية للتربية قامت بتغيير 6 أسماء لا تخضع لمؤشرات الانتداب من بينها اسم رضا اليحياوي وتعويضها بأسماء أخرى"، من دون توضيح ملابسات هذا التغيير الذي قد يحمل في طياته فسادا أدى إلى إقالة هذا المعتمد في انتظار الإطاحة برؤوس أخرى ربما.