Français|

الاستقبال >أخبار >مقال رأي

مقال رأي2014/09/12 10:50

انتخابات لا دين لا ملّة، ما يهمّ كان ماكلة الغلّة

انتخابات  لا دين لا ملّة، ما يهمّ كان  ماكلة الغلّة

بقلم سعد برغل


" ذات مرّة مر أشعب بصبية يلعبون، فقال لهم إن في بيت فلانا يوزعون الحلوى، فذهب الصغار يتراكضون، وعندما رآهم كذلك صدق كذبته لطمعه بالحلوى ولحق بهم ." 

هذا تراثنا وما حفظ لنا من مآثريمكن أن ندّعي اليومأنّنا سلفيّون في منهج قراءة واقعن االسياسي أو استقرائه، فالسلفيّة الفاضلة ليس تلباسا وإسلام اشكلي اوفتاوى بول البعير وقتل وابن اقيّم الجوزية و مدوّنة الفتاوى الكبيرة وتشدّد ابن تيميّة، السلفيّة الفاضلة الصالحة لعصرنا اليوم هي نوادر أشعب والطفيليّ والشطّار والعيّارين وظرفاء الأمّة بعد أن أفسد الله حال المتكلمين باسمه منذ أغلقوا باب الاجتهاد و رفعوا بين الله وعبده جدرانا من الفتاوى المتكلّسة يتزايد أصحابها في التشدّد كلّما ابتعدنا عن  زمن الرسول الكريم وصحبته النيّرة.
أشعب اليوم نلمسه مع الكثير من الأصوات التي تعالت من سياسيّين وحقوقييّن للتنبيه إلى خطورة استثمار المسائل المشتركة لصالح حزب ما، وكثيرا ما نبّهوا إلى ضرورة معاقبة كلّ مستثمر لهذا الرصيد الجماعيّ مثل الدين، وأبرز استثماره التّكلم باسم الله عزّ وجلّ أو الطوافان بكعبة مجسّدة، أو المشترك الوطني مثل توظيف العلم في الشعارات السياسية أو الاحتماء البراغماتي بالرموز الوطنية في حين تتعارض قناعات المحتمين مع ما كان ينادي به هذا الرّمز، فيتحوّل بورقيبة عند النهضاويين من كافرمتغرّب فرانكفوني إلى رمز وطني،ويُحيي عبد الفتاح مورو ذكراه بمدينة المكنين وسط نفر قليل. لم يسئ العدد إلى مورو أو حركته لأنّه مؤشّر على شبه حسم اجتماعي فيها، بل أساء إلى الذاكرة الوطنيّة.
 كذب المستثمرون للدين وللوطنيّة وأطلقوا كذبة تديّنهم ووطنيّتهم فوزّعوا إشاعة صكّ التوبة على المنخرطين وصكّ البراءة الوطنيّة على السذّج، فلمّا غادر للجميع الرحبة وتجاروْا وراء شراة الوهم، ونظرالكثرة تكرار الإشاعة وانتشارها وانفصالها عن مصدرها وتضخّمها يمكن أن تعود إلى مصدرها ويصدّقها وتنطلي عليه، تفنّنوا في إبراز خوفهم على الإسلام، نزلوا إلى الشوارع كلّ جمعة، خطبوا بالمنابر، كفّروا نسمة والقروي وأحرقوا بيته، كفّروا شكري بلعيد واغتالوه، كفّروا البراهمي واغتالوه، وخوّنوا لطفي نقّض وقتلوه، كانوا كحال أشعب في العجز مع الصبية، حكم لم يقدروا على تحمله، خبرة غائبة واستهتار بالمسؤولية واقتناع بأنّهم عثروا على غنيمة أسماها أصحابها تونس، كأشعب، صرف الصبية بإشاعة الحلوى التي يوزّعها بيت ما، أشاعوا ما أشاعوا ولما انصرف عنهم القوم تساءلوا علّ بالدار حلوى ولحقوا من جديد بركب من أوهموهم، لحقوا بالتحرير وبالسلفية الجهادية وبأنصار للشريعة، يلهثون الآن بمناسبة الحملة وراء الحلوى ويسيل لعابهم لفكرة التمكن من السلطة فإشاعة حلوى" الإسلام في خطر".
أشعب اليوم، بمناسبة الانتخابات الجديدة، هم مجموعة من السياسيين المغفّلين الذين التفوا، كما الذباب، حول مجلس شورى للنهضة يلعقون، وهما، طعم كرسي الرئاسة ويتشمّمون عطر حديقة قرطاج، كان الناس يرون لعابهم  يسيل كلّما نطق نهضاوي وأشار أو صرّح أو أعلم أو عرّج أو أبان أو أفصح أو تحدّث أو نبّه أو أومأ أو تمتم أو تبسّم أو ضحك على ذقن الطامعين في الرئاسة، غازلت النهضة الشابي فرقص ونام ليلته على سرير جديد بغرفة نوم السيّد الرئيس،وما المانع فقد صرّح نهضاوي من الدرجة التاسعة بمجلس الشورى لصحيفة سنويّة أنّ الحاج نجيب الشابي رئيس الإسلاميّين.
ولم ينهض المرزوقي باكرا لإطلاق الكانالو من شرفته المطلة على المتوسّط، فقد ضمن دورة ثانية من الرئاسة إذ أعلمه أحد الموظفين المتمتعين بالعفو التشريعي والمكلفين بمتابعة أناقة السيد الرئيس بعد منتصف الليل، لأسباب لا مجال لذكرها الآن، أنّ زميلَ زنزانة قد هاتفه بعد الواحدة فجرا وحدّثه عن جلسة مع  متعاطف مع النهضة ببار بسان ميشال بباريس، وأنّ هذا المتعاطف قد صرّح له بسرّ لا يعرفه إلا الغنوشي وديلو ومحرزية وقاتل لطفي نقض ومن يشرف على تسفير التونسيين إلى سوريا، ورجاه ألاّ يعلم أحدا أنّ هذه العصابة( بمعنى الجماعة طبعا) قرّرت تزكية المرزوقي.
 لعاب يسيل وطمع مستحكم بالنفس الأمّارة بالسوء دفعا مصطفى بن جعفر إلى  التخلّي عن حذره البلدي، وشدّ سحّاب سرواله، ووجد نفسه مجبرا على شراء أكثر من أربعة أزواج من الأحذية فالمسلك إلى مونبليز غير معبّد، ويتطلب السير فيه صبرا كثيرا وتجاوزا للحفر ومطبات الطريق، ولو أضفنا إليها سوء إنارة المنعطفات وما ينتشر من ظلام وما يُخفي من خطر لتفهّمنا سبب شراء بن جعفر لأربعة أزواج كلّ شهر، فالرجل لا يهنأ له بال منذ أن تناهى إلى سمعه أنّ نهضاويا، أطردته النهضة لكن يبقى نهضاويا، قد صرّح في إحدى الإذاعات الخاصّة التي لا يتجاوز نطاق بثّها بالجنوب المسافة الفاصلة بين استديو البثّ وقاعة مراقبة البثّ، قد صرّح بأن السيد مصطفى بن جعفر قد أفلح في قمع الكفار العلمانيين في المجلس للتأسيسي وكان رجل الشريعة أكثر من بعض الإخوة من النهضة لذلك فهو الرئيس القادم.
و لوّح الغنوشي بالحلوى للسيد المهدي جمعة مستغفلا التونسيين.هؤلاء وغيرهم كثير، من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، تلعب معهم النهضة لعبة أشعب، ترمي لهم وهم الكرسي، حلوى السلطة وأبّهة عزل محافظ البنك المركزي وإعلان الحداد وطرد سفير غير موجود والكتابة بموقع الجزيرة ورفع الرأس إلى الأعلى في بلاهة قلّ نظريها لكن لا يمنع أن السيد فرانسوا هولاند قد تأثر بها، حلوى توهم بها النهضة كلّ لاهث وراء الرئاسة، قد تنجح في إيهام المغفلين لكنها ستلتحق بهم وستصدّق كذبتها، يومها سنسألها " لماذا صمتت عن فتوى الاستغناء عن كبش العيد؟ لماذا لم تصرخ "الإسلام في خطر" لماذا لم نسمع همسا بالتنديد بما اقترحت نقابة الأئمة والحال أنّ العيد يكون على أبواب الانتخابات ويمكنها استثماره بتوزيع الأضاحي؟" أشعب هذه المرة وجد نفسه بين التنديد والصراخ أو الخوف من فقدان الأئمة وهم وقود حملته. انتخابات وافق شنّ طبقة.

Economique Jawhara FM

كل التسجيلات

التسجيلات الصوتية

  نشرة أخبار منتصف النهار ليوم الإثنين 21 فيقري 2022

نشرة الأخبار

نشرة أخبار منتصف النهار ليوم الإثنين 21 فيقري 2022

مالك الزاهي: توجيه الإقتطاع من الأجور لدعم الصناديق الإجتماعية

نشرة أخبار السابعة صباحا ليوم الإثنين 21 فيقري 2022

نشرة الأخبار

نشرة أخبار السابعة صباحا ليوم الإثنين 21 فيقري 2022

أعوان وموظفو البلديات في إضراب بيومين

بزنس نيوز ليوم الخميس 27 جانفي 2022

بزنس نيوز

بزنس نيوز ليوم الخميس 27 جانفي 2022

تراجع عجز الميزانية بنسبة 15% موفى نوفمبر 2021

نشرة أخبار منتصف النهار ليوم الخميس 27 جانفي 2022

نشرة الأخبار

نشرة أخبار منتصف النهار ليوم الخميس 27 جانفي 2022

الغنوشي يدعو الى إلغاء الأمر الرئاسي 117

نشرة أخبار السابعة صباحا ليوم الخميس 27 جانفي 2022

نشرة الأخبار

نشرة أخبار السابعة صباحا ليوم الخميس 27 جانفي 2022

تمديد العمل بهذه الإجراءات لمنع تفشي كورونا

   بزنس نيوز ليوم الإربعاء 26 جانفي 2022

بزنس نيوز

بزنس نيوز ليوم الإربعاء 26 جانفي 2022

أسعار صرف العملات الأجنبية في تونس

horoscope.jpg