بطولة جديدة بعادات قديمة : الجامعة تطالب والتلفزة تقاطع والأمن يهدد

أوشكت تحضيرات جميع الفرق على الإنتهاء وشرعت أغلبها في وضع اللمسات الأخيرة لخوض منافسات الجولة الأولى طمعا في تحقيق إنطلاقة ناجحة ومفيدة فنيا ومعنويا للنادي بإطاراته ولاعبيه وجماهيره التي تنتظر العودة إلى أجواء التنافس والفرجة والفرحة لكن قدر للجميع كالعادة أن تلهيه الإشكاليات والمهاترات القانونية عن التركيز على الجوانب الفنية والفرجوية.. أن يشغله "صراع " غير مفهوم بين الجامعة والتلفزة عن الإهتمام ببعض التفاصيل الأخيرة قبل ضربة البداية ..أن يربكه قرار النقابات الأمنية بعدم تأمين المقابلات الرياضية في ملاعب داخلها ومحيطها غير آمنين أصلا.

التلفزة التونسية تقتطع ملايين من مستحقات الجامعة :

قررت إدارة التلفزة التونسية خصم مبلغ 137 ألف دينار من مستحقات الجامعة التونسية لكرة القدم بدعوى عدم بث 3 مقابلات في الموسم الفارط بسبب لخبطة في تعيين وبرمجة اللقاءات .

الجامعة تعكس الهجوم وتطالب بالمليارات :

ردت الجامعة على قرار إدارة التلفزة بمراسلة ضمنتها 3 نقاط أساسية إحتجت في الأولى على قرار الإقتطاع دون سابق إعلام وطالبت في الثانية بما يعادل 30 % من قيمة حق البث التلفزي للموسم الجديد وغرمت في الثالثة  التلفزة مبلغ 950 ألف دينار بعنوان إرتكاب إخلالات في فقرة المافيولا حيث رصدت الجامعة 19 إخلالا كل واحد منها يساوي 50 ألف دينار مرده عدم إحترام شروط التعاقد وتمرير لقطات تحكيمية لمقابلات صورت بكاميرا واحدة.

إدارة التلفزة تعتبر مراسلة الجامعة إبتزازا وتدرس عدم بث المقابلات:

عبر المسؤولون عن تسيير المرفق العمومي عن إستغرابهم من توقيت مراسلة المكتب الجامعي ومن مضمونها وأكدوا تدارس إمكانية عدم بث مقابلات الجولة الأولى من البطولة ورفض دفع الغرامات المالية والتسبقة الواردة بالعقد معتبرين أن العقد فيه إبتزاز ودعوة إلى "المشاركة في الفساد" ومستنجدين برئاسة الحكومة لإيجاد مخرج  لتعاقد تسّبب في " إذلال المرفق العمومي " وفق تصريح إذاعي لرئيس مصلحة الرياضة بالتلفزة.

رئاسة الحكومة تدعو الطرفين إلى إجتماع طارئ :

تفاعلت رئاسة الحكومة مع ملف البث التلفزي مرة أخرى ووجهت الدعوة إلى إدارة التلفزة وإلى المكتب الجامعي لكرة القدم لحضور إجتماع طارئ يوم الجمعة القادم يعقد بالقصبة لتدارس الخلاف الحاصل ومحاولة إيجاد حل يرضي مختلف الأطراف ويحفظ حقوقها المادية والمعنوية.

النقابات الأمنية تدخل على الخط وتهدد بالمقاطعة :

أكدت نقابة موظفي الإدارة العامة لوحدات التدخل أنها قررت مقاطعة تأمين المقابلات الرياضية إستجابة لطلب منخرطيها المحتجين على عدم صرف مستحقاتهم المالية المتأتية من تأمينهم للأنشطة الرياضية منذ شهر جانفي 2011 وتجاهل وزارة شؤون الشباب و الرياضة وجامعة كرة القدم لمطالبهم.

يعلم الجميع أن الجامعة والتلفزة والأمن وغيرهم من المتدخلين في المجال الرياضي هم من العناصر الأساسية التي لا غنى عنها لإنجاح الموسم الرياضي ويدرك العاقل أن التأخير "المتعمد" من قبل كل طرف منها لبسط مطالبه والإعلان عنها قبل أيام من قبل الموسم هو تصرف يندرج ضمن سياسة لي الذراع وفرض الأمر الواقع وبتعبير أكثر وضوحا هو إبتزاز مهما كان شرعية أو مشروعية ما يطلب .. وهو أيضا كشف لهياكل ومؤسسات  تسير أو تسّير بطريقة كل يوم وعلمه فكل ما يسمع عن الإستراتيجيات بعيدة المدى ماهو إلا حديث شعبوي ولغط تسويقي لا طائل منه .. لكن عند الجد يخرج كل طرف "أسلحته" في محاولة لفرض كلمته وبسط سطوته .. هو حتما إستعراض للقوة بل هي معركة ديوك تتنافر فتتناقر فتتدافع إلى ساحة "معكرة وهمية " كل يرى أنه محق فيما يطلب وأن كل الطرق مباحة لفرض رأيه على الخصم ..لنفرض أن التلفزة رفضت دفع الغرامة والتسبقة والجامعة منعتها من بث المقابلات ..لنتصور أن الجامعة رفضت الإستجابة لمطالب الأمنيين المالية وأن النقابات نفذت تهديدها بعدم تأمين الملاعب .. لنتخيل أننا عشية ذات ثلاثاء موافق للخامس عشر من شهر أوت الحار وأننا عزمنا على متابعة مقابلة الجمعية مباشرة من المدارج أوعبر الشاشة الصغيرة.. نفتح بعدها التلفاز فتقفز إلى أبصارنا "خيرات بلادي " أو شريط وثائقي مهترئ  .. وفي الأثناء كان قريب لنا أو صديق متوجها إلى الملعب متحملا مشاق الطريق بإكتظاظه وعربدة مستعمليه وعند وصوله يخبره الحكم إيماء أنه لن يدير المقابلة في غياب الأمن فيدرك بدوره أنه في مكان غير آمن وسط قليل من المعارف وكثير من الغرباء ..ويدرك أن الجامعة والتلفزة والأمن نفذوا وعيدهم و أن الجميع كان على حق ما عدى هو منى نفسه بتغيير وتطور طال وسيطول إنتظاره..