Français|

الاستقبال >أخبار >مقال رأي

مقال رأي2016/03/30 10:09

بودودة مات

بودودة مات

بقلم سعد برغل 




إلى مريم... يوما، ستكونين بمعرض الكتاب.



كتبت مرّات كثيرة عن تظاهرة معرض الكتاب بتونس، لا باعتبارها حدثا ثقافيّا بل باعتبارها فلكلورا ثقافيّا بامتياز، وكنت، في كلّ مرّة، أُمنّي النفس أنّ الأمر قد يتغيّر من دورة إلى أخرى بتغيّر الوجوه والقائمين عليه والمتصّورين لأهداف التظاهرة التي من المفروض أن تكون ثقافيّة لا مجرّد عادة"عملتوش المعرض؟".

 من النّقاط التي لا بدّ من التأكيد عليها أنّ هذا المعرض شأنه شأن كثير من التظاهرات التي نعرفها منذ العهد "البائد" وما قبل البائد، مثل مهرجانات السيادة لا نفهم على أيّ مقياس يكون فلان هو مدير الدّورة لا علاّن، لماذا مثلا وقع السنة الفارطة تعيين محمد محجوب ثم وقع تعويضه هذه السنة بالعادل خضر، من قيّم أداء محمد محجوب؟ وهل ترشّحت وجوه ثقافيّة لإدارة المعرض ووقع التفاوض والتباحث وتقييم البرامج ثمّ وقع الاتفاق على تسميّة العادل خذر؟ وإذا وقعت التسمية بدون ضوابط ولا عقد بين الوزارة وإدارة المعرض فلا يمكننا محاسبة فريق  العادل خضر على كلّ اجتهاداته.

هو فلكلور أوّل لا نعرف بالضّبط  متى سينتهي معه إهدار المال العام والتظاهرات الكبرى تحت بند" السّنا أنا والعام الجاي إنت"، ومن المنطقيّ والحال هذه أن يُمكّن السيد المدير أصحابه من كلّ الامتيازات، وأن يقطع مع "صْحاب" من سبقه، فيعيّن لجانا جديدة، بعضها لا يعرف من المعرض سوى كمّ المال الذي قد يجنيه، فتتصايح الأصوات مندّدة بالتهميش والإقصاء، وهي نفس الأسماء التي كانت فاعلة في السوق الثقافي في الدورة الفارطة، ونصادف برمجة لكتّاب لا نعرف لهم أكثر من مجموعة قصصيّة طبعها على حسابهم الخاصّ، وتنتقل لوبيات "ناديني  وانّاديك" من المندوبيات والجهات إلى المعرض.

فلكلور آخر يتعلّق بالجامعات التونسيّة التي كنا صحنا منذ سنوات أنّ المعرض مناسبة متميّزة لاقتناء الكتب للمكتبات الجامعيّة، لكنّ واقع الرداءة الإداريّة يمنعنا من هذا: لا يمكننا اقتناء كتب من دور النشر الأجنبيّة لذا وجب المرور عبر وسيط تونسيّ يشترط نسبة لا تقلّ عن ربع الثمن.

فلكلور آخر يتعلّق بفضاءات القراءة، فضاءات لا تحمل من تسميتها سوى الرواق وديكور كلّف الهيأة أموالا، اطّلعت على برمجة قراءات لم يحضر سوى المؤلف وزوجته، أو الشاعر يقرأ لشعراء سيقرؤون له، ويتكفّل الموقع الاجتماعي الفايسبوك بفضح الكلّ : المبرمجين والمساهمين، فضاءات نعرفها منذ سنوات، بنفس العقليّة وبنفس الروح القاتلة للكتابة، فلا اجتهاد في التّصوّر أو آليات التحفيز على القراءة.

فلكلور كلّه ينشأ من الحجر الأساس: غياب استراتيجية حكوميّة لمفهوم الثقافة وأدوارها:  لاتعرف السيدة الوزيرة، ولا نطالبها بالمعرفة، أنّ حربنا اليوم مع الإرهاب هي حرب ثقافيّة، فماذا أعدّ الساهرون على هذه الدورة من فعاليات للإسهام في تعريّة الثقافة المسجديّة وتجنيد الشباب لصالح ثقافة القبور؟ هل يكفي أن نتبجّح بأنّ المعرض منع المنشورات الوهابيّة؟ هل يكفي أن يقرأ روائيّ مغمور صفحات من روايته وقصّاص مبتدئ نصوصا حتى نضمن أنّنا قمنا بواجبنا الوطني تجاه شباب مهزوز سريع الانخراط في ثقافة الموت؟ لماذا لا نجد فضاءات كبرى للمحادثات السياسية العقائدية والدينيّة حتى تفضح تجّار الدين وباعة الوطن بالدولار؟ أم إنّنا نحاذر غضب النهضة وضواحيها من الإسلام السياسيّ؟.

فلكلور آخر وليس أخير، دعوات مقاطعة المعرض من "مثقفين" كانوا السنة الفارطة هم أهل الحلّ والعقد والربط والمنع والبذل، كادوا ينصبون خياما بالمعرض يقضون فيه بقيّة الليل، كانوا يبرمجون، ويحاضرون، ويقرؤون ويقبضون، ويقترحون صديقا، ويمكّنون حبيبا من إلقاء محاضرة اليوم، وترؤس جلسة غدا، وقراءة إبداعه بعد غد، لكنهم اليوم يهاجمون إدارة العرض ويصفونها بالجامعيّة، كأنّ محمد محجوب لم يكن جامعيا ومحمد كمال قحّة لم يكن جامعيّا، واعترض بعضهم على إدارة المعرض كيف تطلب من الأجانب الإسهام في تكلفة الاستضافة بدعوى أنّه / أنّها لما يحضر بمعرض كتاب عربيّ لا يدفع فلسا، فلكلور نشتري منه كتبا للتزويق، فلكلور سيتواصل مادامت الثقافة ذات ميزانية أقل بكثير من ميزانيّة الشؤون الدينيّة التي لم نعرف منها ومعها سوى فتاوى التخلّف، ومادامت جامعاتنا، العلمية أساسا، تفرّخ الدواعش، لغياب وزارة الثقافة عنها، فلكلور مستديم مادامت الأنشطة الثقافيّة بالمؤسسات الجامعيّة من باب حفظ ماء الوجه.

فلكلور أفضل ما يمكننا استثماره من هذا المعرض السنوي هو أن ننصب كاميرا لصناعة فيلم وثائقيّ نتابع فيه رحلة الكتاب من معرض الكرم إلى رفّ منسيّ بكلية من الكليات لنجده بعد سنوات مغبرّا يكاد يذهب لونه ولم يورّقه طالب لأنّ هذا الطالب مأخوذ بصفحة من صفحات التجنيد عبر الشبكة العنكبوتيّة التي أنتجت في عالم القراءة مصطلحا لا يعرفه القائمون على المعرض وهو "القارئ الرّقمي"، مازلنا عربا نحنّ إلى ثقافة المشافهة، ومازلنا نتلمس طريقنا في الثقافة المكتوبة وما يزال الشوط بعيدا عن الثقافة الرقميّة.

Economique Jawhara FM

كل التسجيلات

التسجيلات الصوتية

  نشرة أخبار منتصف النهار ليوم الإثنين 21 فيقري 2022

نشرة الأخبار

نشرة أخبار منتصف النهار ليوم الإثنين 21 فيقري 2022

مالك الزاهي: توجيه الإقتطاع من الأجور لدعم الصناديق الإجتماعية

نشرة أخبار السابعة صباحا ليوم الإثنين 21 فيقري 2022

نشرة الأخبار

نشرة أخبار السابعة صباحا ليوم الإثنين 21 فيقري 2022

أعوان وموظفو البلديات في إضراب بيومين

بزنس نيوز ليوم الخميس 27 جانفي 2022

بزنس نيوز

بزنس نيوز ليوم الخميس 27 جانفي 2022

تراجع عجز الميزانية بنسبة 15% موفى نوفمبر 2021

نشرة أخبار منتصف النهار ليوم الخميس 27 جانفي 2022

نشرة الأخبار

نشرة أخبار منتصف النهار ليوم الخميس 27 جانفي 2022

الغنوشي يدعو الى إلغاء الأمر الرئاسي 117

نشرة أخبار السابعة صباحا ليوم الخميس 27 جانفي 2022

نشرة الأخبار

نشرة أخبار السابعة صباحا ليوم الخميس 27 جانفي 2022

تمديد العمل بهذه الإجراءات لمنع تفشي كورونا

   بزنس نيوز ليوم الإربعاء 26 جانفي 2022

بزنس نيوز

بزنس نيوز ليوم الإربعاء 26 جانفي 2022

أسعار صرف العملات الأجنبية في تونس

horoscope.jpg