بيوت الرحمان في رمضان

يحتل شهر رمضان مكانة روحية عميقة لدى التونسيين، ففي هذا الشهر الكريم تنار بيوت الرحمان و تزدان فيحرص روادها على نظافتها و تزويقها قبل ايام من دخول شهر الصيام فتتجدد الحصائر والزرابي التي تُنظف من طرف متطوعين وهناك من المحسنين من يقتنون زرابي جديدة لتكون المساجد في أبهى حلة لها . 

و خلال هذا الشهر تعرف المساجد إقبالا واسعا عليها فتمتلئ بروادها الذين يفترشون الشوارع والأحياء التي تقع بالقرب منها من أجل الصلاة أو سماع الدروس الدينية التي تحرص المساجد على زيادة جرعتها خلال الشهر الكريم وتصدح المآذن بتلاوات خاشعة للقرآن يؤمنها أئمة من خريجي جامعة الزيتونة للعلوم الإسلامية.
وعقب الإفطار يتسابق التونسيون إلى حضور صلاة التراويح، ومواكبة مجالس الذكر وحلقات الوعظ الديني والمحاضرات والمسامرات الدينية، وتلاوة ما تيسر من القرآن إلى جانب عدد كبير من الأختام القرآنية، وحصص لختم الحديث النبوي الشريف.
فالسلطات التونسية تحرص خلال الشهر الكريم على إعداد عدة برامج ثرية في مختلف ولايات الجمهورية على غرار برنامج الادراة الجهوية للشؤون الدينية بسوسة الذي تحدث عنه المدير الجهوي محمد الناجي بن عمار في تصريح للجوهرة مؤكدا أن مجمل الأنشطة بالولاية يبلغ حوالي 5860 نشاط موزعين على عدة عناصر منها 696 محاضرة و 3074 درس ديني و 48 ندوة و 75 إملاء قراني و 400 ختم قرآني و حديث نبوي.   وأعدت الادارة الجهوية للشؤون الدينية بسوسة ، كمثيلاتها في بقية ولايات الجمهورية ، برنامجا للاحتفال بالمناسابات الرمضانية مثل ذكرى فتح مكة الموافق للعاشر من رمضان و ذكرى غزوة بدر الكبرى في اليوم الــ 17 من رمضان و ليلة القدر في الــ26 رمضان .
كما تنظم الإدارة الجهوية للشؤون الدينية بسوسة وبالاشتراك مع الجمعية القرانية بالجهة حفل سنوي بالجامع الكبير بمدينة سوسة لتسليم الجوائز للفائزين في مسابقات حفظ القران و تجويده وفق تصريح المدير الجهوي .