الاستقبال >أخبار >مقال رأي

مقال رأي2014/06/09 22:10

تونس من حرائق الإرهاب إلى إرهاب الحرائق

تونس من حرائق الإرهاب إلى إرهاب الحرائق

منصور مهني

السلسلة الأخيرة من الحرائق التي اندلعت في أماكن مختلفة من الوطن تعيدنا بالذاكرة إلى سلسلة أخرى من الحرائق تلت الأحداث التي عقبت بداية سنة 2011 ، منذ 14 جويلية 2011 تحديدا (هل كانت الثورة الفرنسية هي المقصودة بالحريق؟)، واستمرت تقريبا حتى موعد الانتخابات التي أنعمت على البلاد والعباد بخيرات الترويكا التي أنستهم هموم "السنة الأولى بعد الثورة" وأغدقت عليهم بخيرات من اختار التونسيون لسياسة أمرهم والنهوض بتنميتهم والضمان لأمنهم واستقرارهم.

أذكر وقتها أنني كتبت عن شهادات لأهالي قليبية وأحوازها أكدوا فيها عن اعتقادهم الراسخ بأن حرائق غابة شيشو بالخصوص، وربما حرائق منزل بوزلفة وغيرها، تمت بفعل فاعل ولغاية في نفس يعقوب. من ذلك، في رأيهم، أنه لا يعقل أن تحترق الغابة في أراض اقتناها مؤخرا بأسعار رمزية بعض أصحاب الجاه والسلطان في المنظومة الجديدة ممن دخلوا السياسة والإعلام من باب الاقتصاد ونفوذه، ولعله الباب الأسرع نفاذا إلى الغايات المنشودة والأهداف المرسومة.

طبعا، بقي الأمر على حاله ولم يفض البحث على أمر يذكر وانتصر خطاب السفسطة على المنادين بالعقلنة لأجل الحقيقة.

وتكررت الحرائق في صائفة 2012، ثم في صائفة 2013، وفي كل مرة تتوعد السلطة المجرمين ثم تتجاوز الظرف ويدخل الكل طي النسيان، ويعود الناس إلى الشك واليأس والشعور بالضيم المرير.

أما الآن، ما الفعل وقد عادت إلينا الحرائق بكثير من اللبس والمصائب، خاصة مع بروز المواقف المنددة بما خفي وراء الحرائق والمطالبة بكشف الحقيقة، إلى حد ربط حرائق النحلي بمشروع صناعي في المنطقة، هو مشروع استثماري صناعي تركي يبدو أن لابن رئيس الحكومة التركية رجب أردوقان أسهم هامة في رأس ماله؟ أليس من الضروري التوقف عند الظاهرة والتأني في تثبت أمورها واتخاذ القرارات التي تتحتم على ضوء ما تؤول إليه الأبحاث والتحريات التي يجب استحثاثها والتأكيد على الوصول بها إلى الأهداف المنشودة من المجموعة الوطنية.

إذ كيف لمواطن بسيط، يعتبر نفسه وطنيا وصالحا، أن يسكت عن النخيل الذي التهمه ويلتهمه اللهيب في الجنوب، فلم تقتصر الخسارة على محصول الموسم الفلاحي الحالي، بل على السنوات الطويلة اللازمة لتعويض النخيل الذي رحل؟

إنه لمن الوطنية أن يجتمع شباب تحت شعار "أنت تحرق وأنا نزرع"، لكن من يعوض لنا السنين الطوال التي ضحت بها المجموعة الوطنية ليبلغ نخيل الجنوب الارتفاع الشامخ والعطاء السخي التي لا يقدر عليه إلا النخيل؟

وكيف لنا أن نغض النظر على محصول الحبوب الذي غذى النار الجارفة ولربما أفرح نفوسا مجرمة، في مناطق الشمال، خاصة في جندوبة؟ 

وها هي حرائق سيدي بوسعيد والنحلي وغيرها، دون اعتبار من قد يتم التخطيط له في الأيام القادمة.

دعنا نصدح بها بأعلى صوت القلم: إن الجرائم المرتكبة عن طريق الحرائق، إن ثبتت صفتها الإجرامية، لهي أشد خطورة من كل الشعارات التي تدعي مقاومة الفساد، لأن الخسائر الحاصلة من تلك الحرائق جسيمة على مستويات مختلفة، ولا أظنها أقل خطر من الإرهاب نفسه، إن لم تكن هي ذاتها في صلة مباشرة بالإرهاب.

الدعوة حثيثة إذن لحكومتنا كي لا تصرف النظر عن هذه المخاطر وهذه الخسائر التي لا تعوض باكتتاب والتي لا يمكن أن تدفع بالمواطن إلا إلى حالة من الاكتئاب ليس بعدها إلا الخراب.

Economique Jawhara FM

كل التسجيلات

التسجيلات الصوتية

  نشرة أخبار منتصف النهار ليوم الإثنين 21 فيقري 2022

نشرة الأخبار

نشرة أخبار منتصف النهار ليوم الإثنين 21 فيقري 2022

مالك الزاهي: توجيه الإقتطاع من الأجور لدعم الصناديق الإجتماعية

نشرة أخبار السابعة صباحا ليوم الإثنين 21 فيقري 2022

نشرة الأخبار

نشرة أخبار السابعة صباحا ليوم الإثنين 21 فيقري 2022

أعوان وموظفو البلديات في إضراب بيومين

بزنس نيوز ليوم الخميس 27 جانفي 2022

بزنس نيوز

بزنس نيوز ليوم الخميس 27 جانفي 2022

تراجع عجز الميزانية بنسبة 15% موفى نوفمبر 2021

نشرة أخبار منتصف النهار ليوم الخميس 27 جانفي 2022

نشرة الأخبار

نشرة أخبار منتصف النهار ليوم الخميس 27 جانفي 2022

الغنوشي يدعو الى إلغاء الأمر الرئاسي 117

نشرة أخبار السابعة صباحا ليوم الخميس 27 جانفي 2022

نشرة الأخبار

نشرة أخبار السابعة صباحا ليوم الخميس 27 جانفي 2022

تمديد العمل بهذه الإجراءات لمنع تفشي كورونا

   بزنس نيوز ليوم الإربعاء 26 جانفي 2022

بزنس نيوز

بزنس نيوز ليوم الإربعاء 26 جانفي 2022

أسعار صرف العملات الأجنبية في تونس

horoscope.jpg