Français|

الاستقبال >أخبار >مقال رأي

مقال رأي2016/03/24 11:16

ثقافة المستنقعات

ثقافة المستنقعات

بقلم سعد برغل

هل أسقطت  تفجيرات بروكسيل كلّ التحاليل السياسيّة والإعلاميّة في الماء! هل الإرهاب صناعة محليّة ناتجة عن تجفيف منابع الإسلام المعتدل كما سمعنا كثيرا من الإسلاميين يعيدها في رتابة مملّة؟ هل الإرهاب نتيجة منطقيّة  لغياب الديمقراطيّة وتسلّط الحكومات العربيّة  ورفضها ديمقراطيّة سياسية رأت بموجبها الدول الغربيّة رموز الإسلام السياسي لاجئيين سياسيين، فمكّنوهم من الوثائق والمنح والهبات والسيارات والندوات والإعلام ليتباكوا مظهرين اعتدالهم، وبنوا لهم المساجد ومكّنوهم باسم اللائكيّة من التبشير بديانتهم في محطات الميترو وفي الجامعات والساحات العامّة.

من الجزائر على الكوت ديفوار إلى تونس إلى فرنسا إلى ليبيا إلى العراق، انتقلنا من القاعدة إلى بوكو حرام إلى جبهة النصرة إلى أنصار الشام إلى فجر ليبيا إلى القاعدة ببلاد المغرب العربي إلى الدولة الإسلاميّة بالعراق والشام ومبيّضو الإسلام السياسيّ يعيدون نفس الإسطوانة: الفقر والتهميش والحقرة والبطالة وانعدام الأفق  وغلق المساجد ليلا وضرب التعليم الزيتوني، وتجفيف الدين من البرامج التعليميّة،

شباب عاطل عن العمل فجّر نفسه بحثا عن حور العين، شباب مترف بالغرب فجّر نفسه بحثا عن حور العين، شباب يتنفّس ديمقراطية بالغرب فجّر نفسه، شباب يعيش تحت درجة صفر ديمقراطيّة فجّر نفسه، شباب يقرأ صباحا مساء القرآن فجّر نفسه، شباب يستمع إلى محاضرات أئمة الاعتدال من شورو واللوز والغنوشي والقرني غنيم  والبشير بن حسين وفجّر نفسه، شباب يؤدي صلواته ويعتكف بالمساجد وفجّر نفسه، شباب يتكلم الغربية أو الشيشانية أو الروسية أو الفرنسيّة وفجّر نفسه؛ أين المشكل بالضبط؟.

 بروكسيل  زفّرت أكثر من 400 فضاء تعبّد إسلامي وسمحت بكل الحريات الدينية من حجاب ونقاب، بل واعتبرت الإسلام ثاني أكبر ديانة، ومكّنت المسلمين من إجازة العيدين وم صلاة الجمعة وفتحت قنوات وإذاعة إسلاميّة، ومدارس" شرعيّة"، واليوم هاهي تحت نار السلاح الشّرعيّ، من المسؤول عن هذا الدمار باسم المقدّس، ولصالح من هذا الدمار باسم المقدّس؟ وكيف سنتجاوز هذا الدمار باسم المقدس؟

ماهي الأدوار التي لعبها "العرب الأفغان" في انتشار هذا السرطان الإرهابيّ بالبلاد الإسلاميّة والأوروبيّة، كيف نفسّر الكوارث التي تسبب فيها هؤلاء بالجزائر في العشرية السوداء وبتونس وبليبيا، لماذا لم نجد بينهم مسلمي أندونيسيا ، وتحمّس شباب في عمر الزهور للقتل، وتدمير بلدان مدّت لهم الأمن والغذاء والأمان؟ ما هذا العقل الذي يسمح للواحد بالمطالبة بتطبيق الشريعة في بروكسيل وبباريس وبأمريكا؟ عقلية الغنيمة والحقّ في القتل نيابة عن الله ويطالب القتلة بحقّهم في التعويض؟ عقليّة القرن الواحد بعد الهجرة يطالب أهل الكهوف بخا في العشرية الثانية بعد الألفيّة الألف، عقل لا  تاريخيّ بامتياز.

هل علينا اليوم أن ننصرف عن الإرهاب المعولم وننسبه فقط  للإسلام ونتصايح بأنّ جينات الإرهاب كامنة فقط في الثقافة الإسلاميّة؟ أين نصنّف إرهاب الناتو وإرهاب الصهاينة وفظاعات التمييز الدينيّ وضحايا الحروب المقدسة باسم حقوق الانسان وقتل اليمني والسوري والفلسطينيّ؟

اليوم في مفترق الطريق بين ثقافة السلم وثقافة القتل، لزام علينا أن ندّد بكلّ أشكال القتل مهما كانت مبرّراته، فالحرية ليست تشريعا لقتل الآلاف، والديمقراطية وحقوق الانسان وحرية التعبير كلّها تعبيرات تخفي أهدافا استحواذيّة وهيمنة اقتصادية لا تقلّ خطورة عن القتل باسم الله. الإنسان واحد ومن قتل انسانا فكأنّما قتل الناس أجمعين.

Economique Jawhara FM

كل التسجيلات

التسجيلات الصوتية

  نشرة أخبار منتصف النهار ليوم الإثنين 21 فيقري 2022

نشرة الأخبار

نشرة أخبار منتصف النهار ليوم الإثنين 21 فيقري 2022

مالك الزاهي: توجيه الإقتطاع من الأجور لدعم الصناديق الإجتماعية

نشرة أخبار السابعة صباحا ليوم الإثنين 21 فيقري 2022

نشرة الأخبار

نشرة أخبار السابعة صباحا ليوم الإثنين 21 فيقري 2022

أعوان وموظفو البلديات في إضراب بيومين

بزنس نيوز ليوم الخميس 27 جانفي 2022

بزنس نيوز

بزنس نيوز ليوم الخميس 27 جانفي 2022

تراجع عجز الميزانية بنسبة 15% موفى نوفمبر 2021

نشرة أخبار منتصف النهار ليوم الخميس 27 جانفي 2022

نشرة الأخبار

نشرة أخبار منتصف النهار ليوم الخميس 27 جانفي 2022

الغنوشي يدعو الى إلغاء الأمر الرئاسي 117

نشرة أخبار السابعة صباحا ليوم الخميس 27 جانفي 2022

نشرة الأخبار

نشرة أخبار السابعة صباحا ليوم الخميس 27 جانفي 2022

تمديد العمل بهذه الإجراءات لمنع تفشي كورونا

   بزنس نيوز ليوم الإربعاء 26 جانفي 2022

بزنس نيوز

بزنس نيوز ليوم الإربعاء 26 جانفي 2022

أسعار صرف العملات الأجنبية في تونس

horoscope.jpg