عبرت مجموعة من الجمعيات والمنظمات التونسية، في بلاغ مشترك، عن اغتياظها إثر هدم جزء من 'الحنايا' التي تعود إلى العصر الرّوماني وذلك في مستوى مدينة المحمديّة، بتاريخ 19 أكتوبر 2018، ودعت إلى محاسبة من يقف وراء هذا الاعتداء الذي شبهته بأفعال مماثلة ارتكبها تنظيم داعش الإرهابي في أكثر من بلد.
كما نددت هذه الجمعيات بالقرار الذي وصفته بـ"المذهل" المتّخذ غداة اجتماع تمّ تنظيمه بمقرّ ولاية بن عروس وبحضور سلط عديدة من بينهم المسؤولون المحليون لحزب النّهضة الذين أصدروا بيانا تضمّن مطلبا ملحّا من أجل هدم الحنايا "بعد أن أصبحت تمثّل خطرا حقيقيّا بالنّسبة لحياة المتساكنين".
واعتبر البيان أن النهضة تجاهلت أنّ البناءات الفوضوية هي التي ضخمت مفعول الفياضانات المؤلمة التي شهدتها بعض أحياء المحمدية عل غرار مناطق عديدة أخرى من البلاد، مشيرة إلى أن تراخيص البناء المسندة دون اعتبار لمجلة التراث، انجر عنها انسداد القنوات التي كانت تمكّن من تصريف المياه تحت الحنايا.
ووصفت المنظمات الممضية على البيان "فاجعة المحمدية" بالحادثة التي تعكس الوضع التي "يعيشه التراث الأثري التونسي المتروك لسوء إدارة المسؤولين وللمغتصبين وللظلامية".
وأمضى على هذا البيان كل من الجمعية التونسية تراث وبيئة والجمعية التونسية للدفاع عن الحريات الفردية والجمعية التونسية للدفاع عن القيم الجامعية والجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات والجمعية التونسية للوكالة الإيجابية والجمعية التونسية لمساندة الأقليّات وجمعية الفنّانات المغاربيات وجمعية النساء التونسيات للبحث حول التنمية والجمعيّة التونسية للتاريخ والتربية على المواطنة وجمعية تنمية روح المواطنة وجمعية رأس الجبل للتراث والتاريخ وجمعية زنوبيا للفن والإبداع في خدمة التنميّة المستدامة وجمعية صيانة مدينة توزر وجمعية صيانة مدينة طبربة وجمعيّة منوبة للمعالم والثقافة وجمعية مهديّة لذاكرة المتوسط و جمعية هيثم للثقافة والعلوم وجمعية يقظة من أجل الديمقراطية والدولة المدنية.
كما حمل البيان إمضاء الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان واللجنة من اجل احترام الحريات وحقوق الإنسان في تونس والمنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين.