Français|

الاستقبال >أخبار >وطنية

وطنية2025/02/24 11:21

حرفة النحاس في القيروان: إرث متجدّد وإقبال متزايد قبيْل شهر رمضان

حرفة النحاس في القيروان: إرث متجدّد وإقبال متزايد قبيْل شهر رمضان

تعدّ حرفة النحاس في مدينة القيروان من أعرق الصناعات التقليدية التي شكلت جزءًا أساسيًا من هوية المدينة وتراثها الحرفي. ورغم تغير الزمن وتطور أساليب الحياة، لا تزال هذه الحرفة تحافظ على رونقها بفضل تمسك الحرفيين بإتقانها وحرص الأهالي على اقتناء الأواني النحاسية واستخدامها، خاصة مع اقتراب شهر رمضان.

حرفة متجذرة في التاريخ
عرفت القيروان منذ قرون بصناعة النحاس، حيث أبدع الحرفيون في تشكيله وزخرفته بطرق فنية تعكس أصالة المدينة. كانت الأواني النحاسية، مثل القدور والصحون والكراون ، جزءًا لا يتجزأ من الحياة اليومية في البيوت القيروانية، إذ تتميز بقدرتها على حفظ حرارة الطعام ومنحه نكهة مميزة.
ومع مرور الوقت، ورغم انتشار الأواني الحديثة المصنوعة من الألمنيوم والفولاذ، ظلّ النحاس يحظى بمكانة خاصة، خاصة في المناسبات الدينية كشهر رمضان.

الحرص على تجديد الأواني عبر "القصدرة"
مع اقتراب رمضان، تشهد ورشات النحاس في القيروان إقبالًا ملحوظًا من الأهالي الذين يحرصون على “قصدرة” أوانيهم النحاسية. وتعدّ القصدرة، أو عملية طلاء النحاس بطبقة من القصدير، ضرورة للحفاظ على سلامة الأواني وضمان عدم تفاعل النحاس مع الطعام. هذه العادة لم تندثر رغم تطور الوسائل الحديثة، إذ لا تزال العائلات القيروانية تفضل طهي الأكلات التقليدية في أواني نحاسية نظيفة ومجددة.

سر استمرار الحرفة رغم التحديات
رغم المنافسة الشديدة التي تفرضها الأواني الحديثة، إلا أن حرفة النحاس في القيروان تمكنت من الصمود، وذلك بفضل جهود الحرفيين الذين حافظوا على أسرار المهنة، والدعم الذي يلقونه من محبي التراث. كما أن بعض الشباب بدأوا يهتمون بتعلم هذه الحرفة، مما يعزز من استمراريتها. وتظلّ الأواني النحاسية رمزًا للحنين إلى الماضي وركيزة أساسية في المطبخ القيرواني، حيث يحرص السكان على تجهيزها لاستقبال الشهر الفضيل، لتظلّ هذه الحرفة شاهدة على تاريخ القيروان العريق وحب أهلها لتراثهم الأصيل.

محمـــد طـــارق الفــــوال

الطقس

اليوم 10.05.2025

المزيد
Economique Jawhara FM
horoscope.jpg
babnet.jpg