Français|

الاستقبال >أخبار >مقال رأي

مقال رأي2016/04/25 10:36

خرجة الباك

خرجة الباك

بقلم سعد برغل


تعود مع كلّ سنة حكاية دخلة التلاميذ بمناسبة اجتياز اختبارات الرياضة، دخلات كانت منذ العهد البائد مثيرة لجدل كبير، كنّا وقتها نسمع جهابذة الثورجيين يضربون المثَل على الكبت السياسي وانعدام حريّة التعبير بما يتجسد من تناغم تلمذي جماعيّ لإقامة نشاط أصبح بمرور الأيام طَقسا تلمذيا، 

انتشر وتنوّع واختلف،  كان الثورجيّون يتأسفون لغياب التّأطير الثوري إرهاصات الثورة الشبابيّة بتونس، وكانوا يقرؤون في بعض تلك الدخلات ولوحاتها الفنيّة انحدار الوعي التلمذي نتيجة إحكام السلطة قبضتها على الرّأي، وكانت بعض الهمسات الإسلاماويّة تشير خلسة من تسرب المعنى إلى تغريب التلميذ التومسيّ وانبتاته وغربته عن ثقافته الإسلاميّة بدليل البدعة التي استحدثها التلاميذ والتي تدلّ على التصحّر الديني وإلاّ بماذا نفسّر معلقات تحتفي بالشيطان وأخرى تحتفي بالجنس الموبقات،ثمّ ما تي العلاقة بين المعاهد باعتبارها فضاء للتربية بهذه الخرجات التي تدلّ على سعي السلطة إلى تجهيل الشباب؟.

اليوم، وقد تسلّم ثورجيّو الأامس المساجد والمعاهد والإعلام، كيف يسعهم تفسير الخرجة التلمذيّة؟ هل يكفي أن يطلع أحدهم ليحدّثنا عن سنوات الكبت السياسي والديني بعد خمس سنوات من الهرطقة الإعلاميّة والانفلات الديني وخروج المساجد عن السيطرة؟ كيف يمكن لهؤلاء اليوم النّظر في المرآة وعدم الخجل عندما يلوكون العلكة ذاتها: العهد البائد، النظام الليبرالي؛ التصحّر الديني، انعدام الفلسفة القيمية عمد التلميذ؟ التلميذ القاصر، الوليّ المغلوب على أمره، الباجي وجماعة الماكينة القديمة يواصلون آليات التجمّع، الإسلام في خطر، النتائج المحتملة للانحلال الأخلاقي: المثليّة، إعادة النّظر في القائمين على تدريس القرآن،  المقدّسات في خطر من نيران النخبة، الاعتداء على المصحف الكريم، استفزاز مشاعر المسلمين، ؛ "عليّ الطلاق بالثلاث" " سأقذف بجنسيتي في ماء البجر"، دخلة التلاميذ بدعة من علامات الساعة، خرجة التلاميذ تقليعة ليبراليّة وراءها الدولة العميقة وبوشمّاوي واتحاد الصناعة واتحاد البطالة واتحاد الاتحاد وجماعة جبل الهونو لولو.

دخلة لا يعرف عنها التلميذ ببرّ تونس سوى أنها احتفال يستعد له ضمن مفهوم العصبة والأتراب، وأصبحت ظاهرة ثقافيّة يمكننا نحن الكهول الارتقاء بها إلى مستوى الإبداع لو قدرنا على تخليصها من التجاذبات السياسية والاديولويّة، فوزير تربيّة يبحث عن عذريّة فكريّة يسقط في أحضان اليمين ويسلم قاعات الدرس إلى مريدي الفتنة بلا إعداد ولا تكوين لمن سيدرسون القرآن الكريم، في حين نراه يلحّ على صرف المليارات من أجل تكوين سريع للمعلمين في موادّ أسهل بكثير من تدريس القرآن، ويقول قائلهم وقد تسلّح بدهاء معاوية عندما طلب تحكيم المصحف في حربه ضدّ عليّ" نحن قرأنا القرآن في الكتاتيب"، نعم سيدي ابوزير أنا قرأت القرآن في الكتاب مع سيدي المدبّ وكانت عصاه تنزل عليّ كلما غفوت لسدة التعب من طول المسافة التي أقطعها، لكن سي المدبّ كان يحفّظنا القرآن، ولا يتجاوزه إلى تأويل أو تفسير، في حين أنّك اليوم مع مفسّرين مؤوّلين للقرآن من خريجي جامعة قناة "اقرأ" و"الناس" و" المجد" والقرآن الكريم"،تلاميذ العريفي والقرني ومفني الناتو، ملتحون لا يفكّون الخطّ ولا يملكون شهادة من شهائد بلدك، إمامهم وهابيّ وقدوتهم إرهابيّ، فتريّث سيدي الوزير، فنجن كلنا مع تحفيظ القرآن الكريم،  لكن لا يمكننا الإسراع والتهليل بأنّنا بهذا الارتجال سنربّي جيلا يقف ضدّ التطرّف والحال أنّنا أهديناه أبناءنا بلا إعداد ولا رقيب.

سيدي وزير الخرجة، كيف سمحت لنفسك أن تهين الجامعيّين، والمثقفين والنخبة؟ وأنت سي جلّول كنت منذ مدة قبل التوزير صارخا بالمنابر الإعلاميّة فاضحا تجارب الإخوان عبر تاريخهم في استحداث تعليم ديني مواز؟ كيف انقلبت وأضحيت مدافعا شرسا عن ضرورة التعليم الموازي؟ أستاذ جلّول، ابتدعت فكرة تدريس القرآن بالعطلة وأنت من تحدّث ساعات ضوئيّة عن ضرورة مراجعة الزمن المدرسيّ، فمن استشرت؟ وما هي نتائج الدراسة التي أفضت إلى هذا القرار الحكيم سيدي سليمان.

خرجة الباك هذه السنة، مناسبة لسبّ الأستاذة نائلة السليني، ومناسبة لتبييض الوجوه قام بها ممثلون يسخرون من المقدسات على الركح وممثلات برعت الواحدة منهنّ في فتح الفتح، وأشباه مثقفين تصايحوا واسلاماه وتناهشوا لحم الدكتورة، رغم أنوف شهادات بول البعير، لكنها سيدي الوزير خرجة فضحت كمّ التجميل اللغوي الذي يلفّ وزارتك ومشاريعك ولجانك وعشاقك وبلاغتك.

سيدي الوزير، رفعا لكلّ التباس، لا تسقط في كذب تجّار الدين، فالأستاذة نائلة السليني، لم تطالب بمنع تدريس القرآن، بل طالبت ونطالب معها بإعداد كفاءات التدريس، وطالبت ونطالب بتحييد المعاهد عن التجاذب السياسي والاديولوجي، فاليوم ستسلم الأمر للشؤون الدينية، وغدا للشؤون الثقافية وبعدها للشؤون الصحيّة، وبعدها ستكون في خرجة التلاميذ وزيرا دخل من باب المدرسة المدنيّة وستخرج من باب مسجد.

هذا مقال رأي و لا يلزم إلا كاتبه. 

Economique Jawhara FM

كل التسجيلات

التسجيلات الصوتية

  نشرة أخبار منتصف النهار ليوم الإثنين 21 فيقري 2022

نشرة الأخبار

نشرة أخبار منتصف النهار ليوم الإثنين 21 فيقري 2022

مالك الزاهي: توجيه الإقتطاع من الأجور لدعم الصناديق الإجتماعية

نشرة أخبار السابعة صباحا ليوم الإثنين 21 فيقري 2022

نشرة الأخبار

نشرة أخبار السابعة صباحا ليوم الإثنين 21 فيقري 2022

أعوان وموظفو البلديات في إضراب بيومين

بزنس نيوز ليوم الخميس 27 جانفي 2022

بزنس نيوز

بزنس نيوز ليوم الخميس 27 جانفي 2022

تراجع عجز الميزانية بنسبة 15% موفى نوفمبر 2021

نشرة أخبار منتصف النهار ليوم الخميس 27 جانفي 2022

نشرة الأخبار

نشرة أخبار منتصف النهار ليوم الخميس 27 جانفي 2022

الغنوشي يدعو الى إلغاء الأمر الرئاسي 117

نشرة أخبار السابعة صباحا ليوم الخميس 27 جانفي 2022

نشرة الأخبار

نشرة أخبار السابعة صباحا ليوم الخميس 27 جانفي 2022

تمديد العمل بهذه الإجراءات لمنع تفشي كورونا

   بزنس نيوز ليوم الإربعاء 26 جانفي 2022

بزنس نيوز

بزنس نيوز ليوم الإربعاء 26 جانفي 2022

أسعار صرف العملات الأجنبية في تونس

horoscope.jpg