رئيس الحكومة يُعلن عن وضع مليون كتاب على ذمة وزارة التربية لتحفيز التلاميذ على المطالعة

أعلن رئيس الحكومة يوسف الشاهد أن الدولة ستضع مليون كتاب على ذمة وزارة التربية لتكون متاحة للتلاميذ في المؤسسات التربوية، بما من شأنه أن يساهم في تحفيزهم على المطالعة.

جاء ذلك لدى إشرافه بعد ظهر أمس الجمعة بقصر المعارض بالكرم، على افتتاح الدورة 35 لمعرض تونس الدولي للكتاب، بحضور وزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين ووزير التربية حاتم بن سالم وعدد من أعضاء الحكومة ونواب الشعب، بالإضافة إلى كوكبة من الكتّاب والمثقفين من تونس والعالم العربي.
وأشار رئيس الحكومة إلى وجود صعوبات في مجال صناعة الكتاب في تونس، مؤكدا على وضع الحكومة برنامجا لدعم دور النشر التونسية، فضلا عن إحداث خطة لإعادة تأهيل المكتبات العمومية. ودعا عموم التونسيين إلى الإقبال بكثافة على المعرض لتشجيع الكتّاب والناشرين.
وتنقّل الشاهد في أرجاء المعرض، حيث زار عددا من الأجنحة منها بالخصوص أجنحة وزارة الدفاع الوطني ووزارة الشؤون الثقافية والإدارة العامة للسجون والإصلاح إلى جانب عديد الأجنحة الأخرى لدور نشر تونسية وعربية وأجنبية.
وخلال حفل الافتتاح أكد وزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين على دور الكتاب في نشر التنوير وثقافة المعرفة، مذكّرا بإحداث معرض تونس الوطني للكتاب الذي انتظمت دورته الأولى في أكتوبر سنة 2018.
وتحدّث المدير العام لمعرض تونس الدولي للكتاب شكري المبخوت عن اهتمام هذه الدورة بمحور "الحريات الفردية والمساواة"، مضيفا أن البرنامج سيكون ثريا ومتنوعا بعدد من الندوات والملتقيات العلمية والأدبية وبرامج الأطفال واليافعين.
وانتظمت بالبهو الرئيسي للمعرض عروض راقصة أثثها مجموعة من الأطفال من تونس وأندونيسيا وبولونيا ضيفة الشرف في برنامج الأطفال واليافعين.
وتميز حفل افتتاح الدورة 35 لمعرض تونس الدولي للكتاب، الذي تتواصل فعالياته إلى غاية 15 أفريل 2019 بتكريم كوكبة من فرسان القلم من تونس والعالم العربي، وهم الروائيّ والناقد المغربيّ محمّد برّادة والروائي الفلسطينيّ توفيق فيّاض والروائي والناقد السوري نبيل سليمان، والروائيةّ اللبنانيّة علويّة صبح والشاعرة والكاتبة الأردنيّة زليخة أبو ريشة. 
وكرّمت الهيئة المديرة للمعرض أيضا قامات أدبية تونسية تميزت في مجالات الثقافة والإعلام والفكر والفلسفة والشعر والنثر، وهم الروائية آمنة بلحاج يحيى والروائية والقاصة آمال مختار، والكاتب والصحفيّ المتميّز أحمد حاذق العرف والإعلامي فرج شوشان والفيلسوف والمفكر يوسف الصدّيق والباحث الجامعيّ التونسي محمّد صلاح الدين الشريف.
وتولى وزير الشؤون الثقافية وكمال الحاج ساسي مستشار رئيس الحكومة، منح الجوائز لعدد من المتوجين في مختلف جوائز الإبداع الأدبي. وقد آلت جائزة علي الدوعاجي للقصّة القصيرة إلى رضا بن صالح عن كتابه "تقارير تونسيّة مهرّبة" الصادر عن دار ورقة للنّشر والتّوزيع (2018).
وفاز الكاتب طارق الشيباني بجائزة البشير خريّف للرواية، عن رواية "للاّ السيّدة" الصادرة عن دار زينب للنّشر سنة 2018 وتسلم الجائزة أخاه ووالدته باعتباره مقيما بألمانيا. وتوج الكاتب والمترجم الشاب وليد أحمد الفرشيشي بجائزة الصادق مازيغ في الترجمة من اللغات الأجنبيّة إلى العربيّة، وذلك عن ترجمته لرواية "يرى من خلال الوجوه" لإيريك إيمانويل شميت الصادرة عن دار مسكلياني سنة 2019.
ومُنحت جائزة الطاهر الحدّاد للبحوث في الإنسانيّات، مناصفة إلى ثلاثة كتب هي "الدولة العالقة" لمحمّد الحدّاد (دار التنوير 2018) و"أخبار التونسيّين" للكاتب لطفي عيسى (مسكلياني 2019 ) و"قرن من الأدب في تونس (1900-2017)" للمؤلّفين سامية القصّاب الشرفي وعادل خضر (باريس- هونوري شامبيون 2019).
أما بخصوص جوائز النشر، فقد آلت جائزة نور الدين بن خذر لأفضل ناشر إلى دار مسكلياني. وحازت دار كنوز للنشر والتوزيع، جائزة عبد القادر بن الشيخ لكتاب الطفل واليافعين. وأسندت جائزة عبد الحميد بلكاهية لكتاب الفنّ للمرة الثانية لدار نيرفانا للنشر.
وتسجّل الدورة الحالية مشاركة 319 عارضا من 24 بلدا من بينهم 116 عارضا من تونس و121 عارضا عربيا وأجنبيا، بالإضافة إلى مشاركة 12 جمعية ومنظمة ومؤسسة. 
ويعرف عدد العارضين لهذا العام تطورا مقابل عددهم في دورة السنة الفارطة (259)، وتبلغ المساحة المخصّصة للعرض 7255 مترا مربعا بقصر المعارض بالكرم.
واختار منظمو المعرض الذي يشرف على إدارته للعام الثالث على التوالي الروائي شكري مبخوت، "الحريات الفردية والمساواة" محورا أساسيا لها، وكانت دورة 2017 حملت عنوان "الانتقال الديمقراطي في تونس" وجاءت دورة 2018 تحت عنوان "نساء بلادي نساء ونصف". 
تجدر الإشارة إلى أن المعرض يحافظ على شعار الدورتين الماضيتين (2017، 2018) وهو "نقرأ لنعيش مرتين" وبجانبها لوحة الشاعر الروماني "فرجيل" التي تم اكتشافها بمدينة سوسة وتعود للقرن الثالث ميلادي.