راشد الغنوشي : الباجي متفرّد يصعب تعويضه.. ونحن مدينون له

أدلى رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي بشهادة مؤثّرة لـ "الجوهرة أف أم" حول الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي الذي وافته المنية صباح اليوم الخميس المصادف لعيد الجمهورية في تونس.
وقال متأثرا، معدّدا مناقب الباجي قايد السبسي، "مصابنا في فقدان الرئيس الباجي كبير.. وأنا فقدت صديقا يصعب تعويضه.. فهو متفرّد في جيله يجمع بين السياسة والثقافة والفكر"، وفق تعبيره، متابعا بأنه "رجل نادر جمع بين السياسة والثقافة.. وهو من الزعماء.. ويصعب تعويضه".
واعتبر الغنوشي الرئيس الراحل رجلا غير عادي واصفا إياه بـ"العمدة" والأساس في بناء الدولة التونسية من خلال تقلّده عدة مسؤوليات حكومية قبل الثورة ومواصلة عطائه بعد الثورة، حيث كان أول رئيس حكومة ديمقراطية وقاد أول انتخابات وكان اخر شيء قام به قبل وفاته دعوة الناخبين للانتخابات واضعا تونس على سكة الديمقراطية.
وحول علاقته بالرئيس الراحل، قال الغنوشي "كانت البداية بالتنافر قبل ان تتحول إلى علاقة صداقة عميقة". وأضاف انه المؤسس الأكبر لنهج التّوافق الذي أنقذ البلاد بعد لقاء جمعهما في 15 أوت 2013 في باريس، أطلق على اثره الباجي قايد السبسي حركة نداء تونس لمنافسة النهضة وكانت وقتها مقولته الشهيرة حول النهضة والنداء وهي "نحن خطان متوازيان لا يلتقيان وإذا التقيا فلا حول ولا قوة إلا بالله"، مردفا بالقول" نحن الآن في مرحلة لا حول ولا قوة إلا بالله".
وأشار إلى سياسة "الحوار الوطني" التي فرضها الباجي قايد السبسي على الفرقاء السياسيين، مقرا ان حركته رفضت الحوار الوطني  في البداية قبل الرضوخ إلى هذا النهج الذي وضع تونس على سكة التحول الديمقراطي، وفق تعبيره.
وحول اخر لقاء جمعهما، قال الغنوشي  كان ذلك منذ شهر ونصف قبل تعرّضه للوعكة الصحية، وتناول اللقاء وقتها المستجدات في تونس والمسائل الاقليمية وأساسا الوضع في ليبيا بالإضافة إلى التّواريخ المناسبة للانتخابات.
وفي شهادة تاريخية مهمة أدلى بها لأول مرة، قال الغنوشي إنّ "الرجل كان له دور كبير لسدّ الباب أمام التدخل الأجنبي في الشأن الداخلي لتونس والتصدي للضغوطات بخصوص حركة النهضة، رافضا كل الاغراءات كما رفض اقصاء تيار الإسلام السياسي في تونس"، مردفا بالقول: "..نحن مدينون له".