تحتضن مدينة سوسة، من 18 إلى 20 أفريل الجاري، ندوة دولية حول موضوغ "تعزيز قيم السلام والحوار" وذلك ببادرة من وزارة التربية التونسية ومن المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "ايسسكو" والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "الألكسو"، وفق ما تم الاعلان عنه عشية السبت خلال ندوة صحفية انعقدت بمقر وزارة التربية بتونس.
ويتضمن برنامج الندوة،التي تنعقد تحت إشراف رئيس الحكومة، الحبيب الصيد، ست جلسات عمل، وثلاثون مداخلة علمية،وتحضرها شخصيات دولية، وحوالي ثلاثين منظمة دولية وإقليمية، ونخبة من المفكرين المرموقين المتخصصين في قضايا السلام والحوار بين مختلف الثقافات والحضارات والأديان، إضافة إلى عدد من الفنانين والإعلاميين.
تكريس الديمقراطية
وأفاد وزير التربية،ناجي جلول، في الندوة الصحفية، أن هذه التظاهرة ترمي أساسا إلى تكريس أركان الديمقراطية والحوار وترسيخ عوامل التنمية الشاملة، وتعزيز التجربة التونسية في الحوار السلمي والبناء الديمقراطي.
وأكد أن اختيار مدينة سوسة لاحتضان هذه التظاهرة يعكس رمزية هذه المنطقة التي شهدت عملية إرهابية يوم 26 جوان 2015 ، وهو يهدف إلى توجيه رسالة إلى العالم مفادها أن تونس بلد منفتح وآمن ولا يمكن أن يكون فيه للارهاب مكان ولن تخيف هذه الظاهرة الشعب التونسي ولن ترهبه.
وأعلن جلول أنه سيتم، خلال الندوة، العمل على بلورة خطة عربية لمكافحة الارهاب في جميع المجالات التعليمية والتربوية والثقافية، والنظر في كيفية إعادة النظر في البرامج التعليمية في العالم العربي والاسلامي في اتجاه التركيز على مسائل التعايش وقبول الاخر ونبذ التعصب والعنف والتطرف، مشيرا إلى أن هذا التوجه تم تنزيله في مشروع الاصلاح التربوي في تونس.
وأكد أن احتضان تونس لهذه الندوة الدولية يؤكد أن "شعبها لا ينكسر ولا ينهزم، وسينتصر على الارهاب، وسيبقى شعبا مؤمنا بالتسامح وبالحوار وبالانفتاح على الاخر وبالتعايش، مشددا على أن انكسار "داعش" بدأ من بن قردان"، على حد قوله.
الوقوف في وجه الإرهاب
وقال المدير العام للايسسكو، عبد العزيز التويجري، أن الندوة فرصة للوقوف صفا واحدا في وجه الارهاب والعنف والتطرف الذي قال إنه "أصبح يستهدف أمن وسلامة الدول الأعضاء في الايسسكو والألكسو ويقدم صورة مشوهة عن العرب والمسلمين وعن دينهم وثقافتهم وعن طبيعة مجتمعاتهم".
ويرى التويجري أن مواجهة هذه الصورة المشوهة تمر حتما عبر إعداد دراسات علمية وأكاديمية تحلل وتبين طبيعة الارهاب، وعلاقة الارهابيين بالتنظيمات الاجرامية التي تنتشر في الكثير من مناطق العالم الاسلامي، وخاصة في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا وجنوب الصحراء.
وشدد على أن الارهاب لاعلاقة له بالدول وبالثقافة وبالمجتمع الذي ينتمي إليه الارهابي وإنما هو ظاهرة اجرامية يقوم بها منحرفون تقف وراءهم دوائر معينة لها أهداف " شريرة " في المنطقة. وترمي هذه الدوائر، وفق التويجري، إلى الابقاء على دوامة الفوضى الهدامة والاضطرابات والخلافات الطائفية والعرقية التي تمزق وحدة العالم الاسلامي وتؤخر تنميته وتمنع شعوبه من الوصول إلى الحكم الرشيد، ومن تعزيز الديمقراطية وحقوق الانسان، ومن إقامة العدل في مستوياته المختلفة.
رسالة تحد
أما المدير العام للألكسو، عبد الله محارب، فقال إن الندوة توجه رسالة تحد من تونس ومن المكان الذي حاول فيه الارهاب البعث برسالة الموت إلى العالم، مفادها أن العرب والمسلمين مع الحوار والسلام، ومع قبول الاخر ونبذ التطرف ومحاربته.
ويعتبر محارب أن غرس آفة الارهاب في المنطقة العربية والاسلامية هو" نتيجة لمؤامرة على العرب والمسلمين بدأت مطلع القرن الماضي منذ بداية تقسيم الدول العربية، ووصلت إلى إنشاء القاعدة وداعش"، وفق تحليله. وتابع قائلا: "الارهاب هو بضاعة وصناعة مشبوهة تقف وراءها أطراف وأجندات مشبوهة هدفها خلق الاضطرابات واستثارة الأقليات في المنطقة، وتمولها دول بالالات الثقيلة والاسلحة والذخيرة المستمرة".
