الاستقبال >أخبار >مقال رأي

مقال رأي2015/04/19 15:14

سياسيو الثورة والثأر

سياسيو الثورة والثأر

بقلم سعد برغل

كنت قد قرّرت منذ مدّة طويلة ألاّ أتحدّث في أخطاء بعض السياسيّين ممّن أعرف، وأنا أعرف  منهم عددا كبيرا، أمّا السّبب فيعود أساسا إلى اقتناعي لأن كلّ سياسيّ هو في جانب منه، مهما كان خفيّا، متشدّد متعصّب غير ديمقراطيّ لا يقبل النّقد ويتصوّر نفسه فوق الخطأ ويذهب ببعضهم الظّنّ أنّه يملك الحقيقة، وهذا ما يفسّر نفسيّة التّطاوس التي نلاحظها في البلاتوهات التفلزيّة، فلا أحد يتنازل عن عنجهيّته وصلفه واتهامه اللآخرين وتجريمهم وتكفيرهم.

عقليّة السياسيّ العربيّ منذ سقيفة بني ساعدة انبنت على الاختلاف والخلاف والتقاتل والتناحر والتنازع والتّصادم والتّضادّ وافتاكاك السلطة بحدّ السيف والغلبة والصّلب والتقتيل والقتل وأكل رأس مالك بن نويرة والزنا بزوجته وحرق الحلاّج وذرّ رماده على أبواب بغداد وحرق الكتب ورمي كلّ مفكّر بالزندقة وحشو البعض بالخازوق والآخر ببطن حمار ومواراة العاشق التراب حيّا، ثمّ يطلع عليك أحدهم ليحدّثنا عن الإسلام المنتشر بالتي هي أحسن وتسارع الأمم والشعوب للإقبال على هذا  الدّين السّمح،ويتحدّثون عن سناحة الإسلام ويطالبون بإقامة حدّ الردّة والسبي وابإارة والغنيمة وقتل اليهوديّ والمسيحيّ . ويطالبون بسحل المعارضين لهم "فغضب الدعاة من غضب الله "كما كتب داعٍ مصريّ و يسهونأنّبالقرآن العظيم آية أبدع الخالق في صياغتها، آية هي آية على حكمة ربّانيّة عظمى، منهاج ونبراس لمن تفكّر واهتدى وقرأ واتّعظ، وحكّم فلسفة ربّه في الرّقاب وفي الكلإ، يقول العزيز الحكيم" إنّكلا تهدي من أحببت، ولكنّ الله يهدي من يشاء، وهو أعلم بالمهتدين".

هل يقرأ هؤلاء السياسيّون المفلسفون تاريخ الزّعماء الذين كلّما سقطوا انحنَوْا كالسنابل لينهضوا أشدّ قوّة وأكثر صلابة؟ هل قرؤوا لنيرودا ولذي القرنين ولحنبعل وصدر بعل والكاهنة وعليّ بن غداهم وتيمورلنك وسلطان البحرين، هل قرؤوا الأمير لمكيافيل؟ هل قرؤوا ما حفظ الذاكرة الشعبيّة من أساطير عليّ بن أبي طالب، وما حفظت كتب التاريخ من صولات المعزّ لدين الله الفاطمي؟ هل يعرفون عبد الرحمان الدّاخل بقرطبة المدائن، أندلس العرب الضائعين الفارّين من جنّة الله على الأرض، قرطبة بهى المدائن بعد تسعة قرون من التعرّب والتّأسلم واقتراب المسلمين من بلاد الغال؟ هل يعرف سياسيّونا أنّ للعرب خاصّية تكاد تجعلهم متميّزين بين الشعوب، كانوا  خير أمّة  أخرجت  للناس مفكّرين سياسيّين، امرئ القيس كان ملكا، ابن المقفع كان حكيما، الجاحظ رأس معتزلة، الفارابي رأس تأويل، ابن خلدون واليا وقاضيا، الغزالي قاضي قضاة، سحنون قاضي قضاة القيروان، التوحيدي مستشار قصر، المتنبي شاعر الملوك، ابن هانئ العقل المدبّر للملك العبيدي"المعزّ لدين الله"وسقط سقطته الشهيرة إذ قال في قصيدة سارت بها الإبل وعاد إليها المصريّون هذه الأيام مع السيسي:

شِئتَ لا ما شاءَت الأقدار ********** فاحْكُمْ فأنت الواحد القهّار

فكأنّما أنت النبيّ محمد     *********** وكأنّما أنصارُك الأنصارُ.

أعرف وأنا أكتب هذه الحروف اللحظةَ، أنّ قرّاء كثيرين سيتّهمونني إمّا بالكفر لأنّي ذكرت ما ذكرت من شعر ابن هانئ وإمّا سيرموني بالكذب والتزيّد وتشويه التراث، فلا يُعقل أن يقول القدامى مثل هذه الأقوال وأن يرفعوا ولو شعرا مرتبة إنسيّ‍ حتى يقع تشبيهها بالرسول أو مساواة صحب الرسول الكريم بساكني البوادي في القرن ابخامس أو السادس،لا يُعقل عند أهل السياسة أن ينطق ا بكلمة الاعتذار يُوجّهونها لشعب انتخبهم فأكلوه أكلا جمّا، لا يقدر السياسيّون على القول: ها نحن قد تبجّحنا كثيرا ولم تنجح  قدراتنا على الفعل السياسي وتحويل تونس إلى جنّة على وجه الأرض ،فاعذرونا وسبحان من لا يخطئ.

كان بقائمتي أصدقائي على الفايسبوك عدد كبير من السّياسيين، قبل أن يتوزّروا، وكانت أصواتهم تأتيني بمناسبة وبلا مناسبة، كانوا قد دخلوا القذارة والبالوعات من أبوابها الكبرى بعد الثورة، عرفت منهم من كان لا يفارق الكأس ومن لا يفارق الحانة ومن لا يفارق المقهى ومن لايفارق الكلام البذيء شدقيه ، عرفت من أرهق هاتفي برسائله النصّية " حتّى أتبنّاه أدبيّا وإعلاميّا" عرفت من كان يقضي أيامه ضيفا بندوات أنظّمها، يقبض مالا "حلالا" بلا جهد، عرفت من طبع كتبه وأسهمت إسهاما كبيرا في ترويجها وبيعها وقبض ماله نقدا أحيانا وشيكا أحيانا، عرفت من رفع هاتفه لاستشارتي" هل أقبل عرض تونس الثقافيّة لإنتاج حصّة" هل ستساعدني" ويوم توزّر وسمّى مديرا لإذاعة أولى فثانية كانت مهمّته في المركزين إبعادي عن الإذاعات.

 هؤلاء ساسة لا تفرح معهم تونس، ساسة الاستغلال والنهب والمصالح الشخصيّة والمعرفة الضيّقة وتصفيّة الحسابات العشائريّة، ويستوي فيهم الجاهل الأميّ مع الأكاديميّ الجامعيّ، اليوم يصرخ "المحاسبة" ثم يستقلّ سيارة إداريّة ويوم يخرج يصرخ "المحاسبة" سنحاسب من أيّها.....؛ لك شوق يا أنت، يا حسن، اترك الساسة والسياسيين والعنهم إلى يوم الدّين.

Economique Jawhara FM

كل التسجيلات

التسجيلات الصوتية

  نشرة أخبار منتصف النهار ليوم الإثنين 21 فيقري 2022

نشرة الأخبار

نشرة أخبار منتصف النهار ليوم الإثنين 21 فيقري 2022

مالك الزاهي: توجيه الإقتطاع من الأجور لدعم الصناديق الإجتماعية

نشرة أخبار السابعة صباحا ليوم الإثنين 21 فيقري 2022

نشرة الأخبار

نشرة أخبار السابعة صباحا ليوم الإثنين 21 فيقري 2022

أعوان وموظفو البلديات في إضراب بيومين

بزنس نيوز ليوم الخميس 27 جانفي 2022

بزنس نيوز

بزنس نيوز ليوم الخميس 27 جانفي 2022

تراجع عجز الميزانية بنسبة 15% موفى نوفمبر 2021

نشرة أخبار منتصف النهار ليوم الخميس 27 جانفي 2022

نشرة الأخبار

نشرة أخبار منتصف النهار ليوم الخميس 27 جانفي 2022

الغنوشي يدعو الى إلغاء الأمر الرئاسي 117

نشرة أخبار السابعة صباحا ليوم الخميس 27 جانفي 2022

نشرة الأخبار

نشرة أخبار السابعة صباحا ليوم الخميس 27 جانفي 2022

تمديد العمل بهذه الإجراءات لمنع تفشي كورونا

   بزنس نيوز ليوم الإربعاء 26 جانفي 2022

بزنس نيوز

بزنس نيوز ليوم الإربعاء 26 جانفي 2022

أسعار صرف العملات الأجنبية في تونس

horoscope.jpg