شريان النفط الحيوي.. ماذا يعني غلق مضيق هرمز المحتمل؟

يمثل مضيق هرمز الممرّ البحري الأهم لنقل النفط في العالم، إذ تمر عبره يومياً نحو 20 مليون برميل من النفط وكمية كبيرة من الغاز.

وتشير تقارير متخصّصة الى أن القيادة الإيرانية قد تلجأ إلى وسيلة أخرى لكبح جماح أعدائها خاصة بعد الضربة التي تلقتها ايران بمفاعلاتها النووية  فجر اليوم من قبل الولايات المتحدة، وهي إغلاق مضيق هرمز أمام الملاحة أو إغلاقه فعليا.

ارتفاع أسعار النفط
وتفيد ذات التقارير بأن ربع تجارة النفط العالمية تقريبا يمر عبر هذا الممر المائي الضيق عند مدخل الخليج، وإذا حالت إيران دون وصول الناقلات العملاقة التي تنقل النفط والغاز إلى الصين وأوروبا وغيرها من المناطق الرئيسية المستهلكة للطاقة، إلى مياه الخليج فإن ذلك سيؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط بشكل هائل وسريع وربما زعزعة استقرار الاقتصاد العالمي.
ويربط هذا الممر المائي الخليج بالمحيط الهندي، حيث تقع إيران شماله والإمارات العربية المتحدة وسلطنة عُمان جنوبه. ويبلغ طوله 161 كيلومترا وعرضه 32 كيلومترا تقريبا في أضيق نقطة فيه، حيث يبلغ عرض الممرات الملاحية في كل اتجاه 3 كيلومترات ونيف.
ويجعل قربه من اليابسة -وإيران على وجه الخصوص-  السفن تواجه خطر الصواريخ التي تنطلق من الشواطئ أو الاعتراض من قبل زوارق الدوريات والمروحيات.

أهمية مضيق هرمز
ومما يعكس أهمية مضيق هرمز، أن السفن العملاقة نقلت عبره في عام 2024 وحده ما يقرب من 16.5 مليون برميل يوميا من النفط الخام والمكثفات من السعودية والعراق والكويت والإمارات وإيران.
كما أن أكثر من خُمس الإمدادات العالمية من الغاز -معظمها من دولة قطر– عبرت من خلاله في الفترة نفسها.

مضايقات
ورصدت التقارير حالات تعرضت فيها السفن في الخليج لمضايقات من قبل إيران في العقود الماضية. ففي أفريل 2024، احتجز الحرس الثوري الإيراني سفينة حاويات مرتبطة بإسرائيل قرب المضيق وذلك قبيل ساعات من شن هجوم بطائرة مسيرة على دولة الاحتلال.
كما احتجزت إيران في أفريل 2023 ناقلة نفط أميركية بزعم أنها اصطدمت بسفينة أخرى، وناقلتي نفط يونانيتين في ماي 2022 لمدة 6 أشهر قبل الإفراج عنهما.
وتمثل أكثر الدول التي تعتمد على المضيق في تصدير نفطها هي تلك التي تقع على ضفافه. فالسعودية تصدِّر عبره معظم النفط، لكنها تستطيع تحويل شحناتها إلى أوروبا باستخدام خط أنابيب بطول 1200 كيلومتر تقريبا عبر المملكة إلى محطة على البحر الأحمر، مما يسمح لها بتجنب كل من مضيق هرمز وجنوب البحر الأحمر.
ومع إغلاق خط أنابيب النفط المتجه إلى البحر الأبيض المتوسط، يعتمد العراق حاليا في تصدير شحناته النفطية كلها بشكل كبير على مضيق هرمز. أما الكويت وقطر والبحرين فلا خيار لها سوى شحن نفطها عبر الممر المائي، بينما تعتمد إيران أيضا عليه كليا.
يشار الى أن التلفزيون الإيراني، أورد اليوم الأحد، أن البرلمان الإيراني وافق على إغلاق مضيق هرمز، ولكن الأمر لم يحسم بعد، في إنتظار مصادقة المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني.
بدوره حذّر وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، اليوم الأحد، انّ "إغلاق إيران لمضيق هرمز سيكون عملاً انتحارياً اقتصادياً".
كما نقلت شبكة "إن بي سي" عن جيه دي فانس نائب الرئيس الأميركي أن تعطيل حركة الملاحة في مضيق هرمز "سيكون انتحارا" بالنسبة لإيران، مشيرا إلى أن واشنطن تلقت رسائل غير مباشرة من الإيرانيين في الساعات التي تلت الضربة الأميركية. (بلومبرغ/ الجزيرة/ وكالات  بتصرف)