صدور النسخة الفرنسية من كتاب "نويرة - بورقيبة : السلطة بين الاقتصاد والسياسة والاستحقاق الديمقراطي"
صدرت النسخة الفرنسية من كتاب "نويرة وبورقيبة : السلطة بين الاقتصاد والسياسة والاستحقاق الديمقراطي" الذي اصدره الصحراوي قمعون الصحفي ورئيس التحرير سابقا بوكالة تونس افريقيا للانباء في جانفي الماضي في نسخته العربية.
وقد قام الصحفي ورئيس تحرير سابقا محمد بن عزالدين بترجمة الكتاب الى الفرنسية . وجري تقديمه في نهاية دورة معرض تونس الدولي للكتاب 2019 التي اختتمت
نهاية الاسبوع الماضي.
ويتناول الكتاب الذي جاء في 190 صفحة من الحجم المتوسط وصدر عن دار ميم للنشر الواقع السياسي ماضيا وحاضرا في تونس علي ضوء انجازات واخفاقات مختلف
عشريات الاستقلال الوطني المتراوحة بين الانفتاح الاقتصادي والانغلاق السياسي والتأجيل المتكرر للتعددية والديمقراطية وصولا الي مخاض الانتقال الديمقراطي الراهن وافاقه .
وينطلق المؤلف في هذا التحليل- الحصيلة من خلال استعراض وتحليل دور وارث احدي الشخصيات السياسية الفاعلة التي ظلت في الظل وهي شخصية الهادي نويرة الوزير
الاول في السبعينات والملقب بأب الاقتصاد التونسي الحديث، ومحافظ البنك المركزي في الستينات محاولا معرفة مدى تاثير هذه الشخصية المتميزة بالواقعية علي مسار الحياة السياسية والاقتصادية لتونس المستقلة التي ظلت علي مدى عشريات الاستقلال تحكمها كاريزما الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة .
وقد بين المؤلف في مقدمة كتابه الذي جاء في اسلوب صحفي توثيقي تحليلي ان هذا المؤلف من خلال فصوله التاريخية التحليلية ليس بيوغرافيا أو سيرة بالمعني الكلاسيكي
للكلمة سواء لنويرة او لبورقيبة ولكنه قراءة تفاعلية من خلال ذلك في التاريخ السياسي والاقتصادي لتونس المستقلة والاشكاليات التنموية التي طرحت علي الحكم خلال مختلف
العشريات. وهو محاولة لمعرفة مدى نجاح السلطة أو فشلها في تحقيق التنمية الشاملة ببعديها الاقتصادي (تنافسية الاقتصاد وتحسين مستوي عيش السكان ) والسياسي (ضمان
التعددية والانتقال الديمقراطي وتكريس الحريات وحقوق الانسان وحرية التعبير) وصولا الي مأسسة ذلك الانتقال الديمقراطي بشكل غير قابل للتاجيل او التراجع او الانتكاس .
وفي ختام كتابه ينبه المؤلف الي ما اسماه "بالمخاطر الماثلة امام نجاح الانتقال الديمقراطي خاصة بالنظر الي احتمالات تعاظم خيبة الأمل الشعبية من عملية الانتقال الديمقراطي العسيرة المخاض بسبب الاوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية مقابل ضعف أداء السلطة الديمقراطية والمؤسسات الناشئة التي قد تتحول الي مكونات دولة مرتهنة
امام لوبيات السياسة والاعلام والمال الفاسد الملوث لديمقراطية هشة " وفق توصيف المؤلف .
وجدير بالتذكير ان هذا الاصدار هو الثامن للمؤلف منذ سنة 2012 تاريخ اصدار باكورة انتاجه التأليفي بكتاب عن الحركة الاصلاحية في تونس:حوارت صحفية مع
القاضي الشيخ يوسف بن يوسف في السياسة والقضاء والصحافة.كما اصدر عام 2017 كتابا ترجم الي الفرنسية عن الاسلام وتحرير المراة :معركة الشيخ المصلح سالم بن حميدة استعرض فيه سيرة وافكار هذا الشيخ الزيتوني المستنير ورائد الاصلاح الاجتماعي وتحرير المراة الي جانب الطاهر الحداد تلميذ الشيخ بن حميدة
