ظاهرة غريبة.. المئات من أطفال اللاجئين فقدوا وعيهم في السويد!


يقف العلماء في السويد عاجزون أمام تفسير ظاهرة باتت تحيرهم وهي سقوط المئات من أطفال اللاجئين فاقدي الوعي بعد معرفتهم أن عائلاتهم مهددة بالترحيل إلى بلدانهم الأصلية ويعكف العلماء على محاولة فهم هذه الظاهرة ولماذا ظهرت في السويد حصراً.
وبعد حوالي عامين على بدء النقاش الجدي حول هذه المتلازمة الجديدة والتي أطلق عليها إسم "Resignation syndrome" أو ما يمكن تسميتها بالعربية بـ"متلازمة التخلي"، ما زال العلماء حائرين أمام مسبباتها العلمية الدقيقة، ولماذا ظهرت في السويد حصراً، وما أسباب إصابة الأطفال اللاجئين وحدهم بها.
وبدأ التداول بمصطلح "متلازمة التخلي" في السويد في العام 2014، ومنذ ذلك الوقت سجلت مئات الحالات في صفوف الأطفال والمراهقين اللاجئين، بين عمر 8 و15 عاماً.
ووفقا لدراسة نشرتها مجلة "آفاق في العلوم العصبية السلوكية" (Journals "Frontiers in Behavioral Neuroscience) في الأول من جانفي 2016 فإن أعراض هذه الحالة تشبه الشلل إلى حد بعيد، حيث يصحبه انعدام في القدرة على التحرك، وعدم القدرة على الأكل، ومن ثم يفقد المريض تواصله تدريجيا مع العالم الخارجي، بحيث لا تصدر عنه إشارات بخلاف أنه نائم. وذكر الأطباء أن الأطفال الذين أصيبوا بالمرض فقدوا جزءا كبيرا من أوزانهم بسرعة، ما توجب تغذيتهم صناعيا من أجل بقائهم على قيد الحياة، حيث أكد الأطباء أن هذه الحالة تؤدي إلى الموت ما لم يجر الاعتناء بهؤلاء الأطفال طبياً.
وذكرت المجلة المختصة أن العلماء لاحظوا أن معظم الإصابات التي حصلت بين الأطفال كانت من ضمن مجموعات معينة من اللاجئين، بحيث كان معظم الأطفال المصابين ينحدرون من دول كوسوفو وصربيا وأذربيجان وكازاخستان وقيرغيزستان وروسيا، فيما سجلت إصابات أيضا بين طائفة الإيغور وبعض جماعات الغجر.
وهو ما جعل العلماء على ثقة بأن التجارب المؤلمة المشتركة التي مر بها الأطفال، وتعرَُض حياتهم للخطر في بلادهم الأصلية، ومن ثم شعورهم بالأمان في السويد، أثر على طبيعة عمل أجسامهم الفسيولوجية بحيث دفعته إلى تعطيل بعض من وظائفه بطريقة لا إرادية من أجل توفير الحماية له وبقائه في البلد الآمن.



