عرض موسيقي مشترك للمودعين بسجن النساء منوبة والسجن المدني بالمرناقية
قدّمت مجموعتان موسيقيتان للمودعات بسجن النساء بمنوبة وكذلك للمودعين بالسجن المدني بالمرناقية حفلا فنيا بالمسرح البلدي بالعاصمة مساء أمس الأربعاء، يتنزّل ضمن سلسلة من العروض الموسيقية والمسرحية والتنشيطية التي برمجتها الإدارة العامة للسجون والإصلاح بمناسبة إحياء الذكرى 70 للإعلان العالمي لحقوق الإنسان الموافق ليوم 10 ديسمبر.
وأدّت المجموعتان في عرض مشترك دام 60 دقيقة، وحضرته عائلات السجناء، معزوفات موسيقية من التراث التونسي (مالوف)، ثم قدمت مودعة بسجن النساء أغنية « يا زين الصحراء وبهجتها » للفنانة الراحلة صليحة، وشنّفت إحدى المودعات آذان الحضور بالأغنية السورية « يا طير يا طاير روح على بلدي » للفنان معن الدندشي.
وصدحت المجموعتان بأغان وطنية، منها « أحنا الجود أحنا الكرم » للفنان لطفي بوشناق. ثمّ قدّم المودعون باقة من الأغاني التونسية الشعبية. واختتم الحفل بالنشيد الوطني التونسي.
وأكّد مدير إدارة الإصلاح والتأهيل بالإدارة العامة للسجون والإصلاح، أحمد العرابي، على أن الأنشطة الثقافية في المؤسسات السجنية تأتي تجسيدا لما ورد في الفصليْن 30 و42 من الدستور، من « توفير معاملة إنسانية تحفظ كرامة السجين وتُعيد تأهيله وإدماجه في المجتمع ».
وأبرز أن الحق في الثقافة متاح للسجين أيضا وكذلك الشأن بالنسبة إلى حرية الإبداع والتعبير، بما يساهم في توعية المودعين وتنمية قدراتهم الفكرية والنهوض بهم والإسهام في إصلاحهم لضمان إدماجهم في المجتمع بعد خروجهم.
ونوّه العميد أحمد العرابي بمستوى التعاون المثمر بين الإدارة العامة للسجون والإصلاح ومختلف السلط والهياكل المركزية والجهوية والمحلية ومكونات المجتمع المدني، من أجل الارتقاء بأوضاع السجناء والأطفال الجانحين تكريسا لحق السجين في الانفتاح على المحيط الخارجي.
وشدّد الناطق الرسمي باسم الإدارة العامة للسجون والغصلاح سفيان مزغيش، على أن الأنشطة الثقافية في السجون هي جزء من « أنسنة » نظام العقوبات، وتخفيف حدّة الضغط بين أعوان السجون والسجناء.
وقال إن السجين يتمتّع بكامل حريته في التعبير الثقافي داخل السجن دون رقابة مسبقة، مبرزا أن البرامج الثقافية في المؤسسات السجنية ومراكز الأطفال الجانحين، تندرج في سياق انخراط الإدارة العامة للسجون والإصلاح، ضمن استراتيجية مسار إصلاحي يقوم على إعادة تأهيل السجين في الحياة الاجتماعية، مشدّدا على أن السجين بما هو « مواطن فقدَ حريته »، له الحق في التمتع بالحقوق الثقافية والاجتماعية.
