عمدة الحي المالي بلندن يحث تونس على الاهتمام بالتمويل الإسلامي

أكد عمدة الحي المالي لمدينة لندن، اندرو بارملاي، عشية  الزيارة التي سيؤديها إلى تونس (10 و11 أفريل الجاري)، "الحرص على مزيد تطوير العلاقات المتينة بين المملكة المتحدة وتونس"، مؤكدا على أهمية التمويل الإسلامي.

وقال بارملاي في تصريح لـ"وات"، "رغم كونها أصغر بلد جغرافيا على مستوى شمال إفريقيا، فإني أعتقد أن تونس لها دور هام في التنمية الاقتصادية للمنطقة. وهي شريك هام للمملكة المتحدة في شمال إفريقيا"، مبينا أن زيارته إلى تونس الأسبوع المقبل تمثل فرصة له للتأكيد مجددا على "متانة العلاقات الاقتصادية التي تجمع البلدين"، وكذلك "لاستكشاف سبل جديدة تفسح المجال لمزيد توثيق التعاون".
أصداء إيجابية
وتابع "قبل أن أصل الى تونس، وصلتني أصداء ايجابية عن تطلع الحكومة التونسية لتحويل تونس الى مركز اقليمي للخدمات المالية، واني أؤيد تماما هذا الطموح، لا سيما وأني أعتبر أن إحداث مركز مالي كفيل بتحقيق الازدهار لجيل كامل. وعندما ألتقي ممثلي الحكومة، الأسبوع المقبل، من المؤكد سأناقش معهم السبل التي تمكن الحي المالي لمدينة لندن من مساندة تطور القطاع المالي في تونس".
وأوضح أنه يدرك أن الحكومة التونسية تطمح إلى أن تصبح تونس العاصمة مركزا فنيا ورقميا ذا بعد عالمي. ولاحظ أن الخدمات المالية المتنقلة ستكون بمثابة مستقبل القطاع البنكي، وأن مركز لندن كمركز مالي رائد في العالم، يبحث على تعزيز الإدماج المالي، معربا عن اعتقاده بأنه يمكن للمركز أن يتعاون مع تونس في قطاع الدفع الرقمي وعبر الهواتف الجوالة.
فرص
وأكد بارملاي في تصريحه ل"وات"، أنه يزور تونس من منطلق الوعي بالفرص والإمكانات الهامة لتطوير قطاعات المالية الاسلامية في تونس، في سياق مسار وطني واقليمي في آن واحد، معتبرا أن ذلك من شأنه أن يساهم في استقطاب الاستثمارات والتجارة الدولية، ويساعد على تحويل البلاد إلى مركز مالي دولي.
من ناحية أخرى، لفت بارملاي إلى ان المالية الإسلامية تعد من المجالات الجديدة التي تساهم في دفع النمو العالمي في الخدمات المالية، إذ أضحى هذا الصنف من المالية سوقا جديدة تقدر أصولها الاجمالية في العالم بحوالي 2 مليار دولار، وهو رقم يتوقع ان يرتفع بنسبة 20 بالمائة سنويا خلال العشرية القادمة.
وتبقى المملكة المتحدة أهم مركز غربي في مجال تعليم المالية الاسلامية، إذ توجد بها 70 مؤسسة تقدم دروسا في المالية الاسلامية و22 جامعة تتوج الدراسة فيها بشهائد متخصصة في هذا المجال.
وقال في هذا الصدد "باعتباري مربيا، أعتقد جازما، أن هذه الدروس كفيلة بأن تساهم في تكوين جيل جديد من المهنيين في المجال المالي، ممن سيساهمون في دعم موقع لندن كمحور للمالية الاسلامية في البلدان الغربية".
يشار إلى أن هذه الزيارة تعتبر الثانية من نوعها التي يؤديها عمدة للحي المالي لمدينة لندن الى تونس في ظرف ثلاث سنوات.