عملة "بيتكوين".. ماهي وكيف نشأت؟

باتت عملة "بيتكوين" الرقمية الشغل الشاغل للمهتمين بالإقتصاد بسبب المكاسب الضخمة التي حققتها والصعود الصاروخي ورغم أنها باتت متداولة بشكل كبير اليوم فلا أحد يعرف بعض التفاصيل المهمة عنها أو حتى طريقة تداولها وما إذا كانت آمنة أم لا.

يتم تداول البيتكوين عبر الإنترنت فقط، ولا وجود ماديا أو ملموسا لها كباقي العملات الأخرى كالدولار والإسترليني، وتستخدم في المعاملات عبر شبكة الإنترنت ولا تتحكم فيها أي سلطة أو بنوك مركزية.
تعتمد عملة بيتكوين على الآلاف من أجهزة الكمبيوتر في أنحاء العالم التي تتحقق من صحة المعاملات وتضيف المزيد من عملات بيتكوين إلى النظام.
خرجت البيتكوين للنور لأول مرة في 3  جانفي من عام 2009، وكانت تهدف لتغيير الاقتصاد العالمي بطريقة مماثلة لما أحدثته أساليب النشر على الإنترنت والمواقع الإلكترونية من تغيير، نقل جزء كبير من الإعلام إلى الـonline.
وكان وراء بيتكوين شخص أطلق على نفسه اسما رمزيا "Satoshi Nakamoto"، ووصف العملة بأنها نظام نقدي إلكتروني يعتمد في التعاملات المالية على مبدأ الند للند peer-to-peer، وهو مصطلح تقني يعني التعامل المباشر ما بين مُستخدم وآخر دون وجود وسيط.
إلا أنه وفي العام الماضي 2016، كشف رجل الأعمال الأسترالي كريغ رايت لقناة "بي بي سي" البريطانية عن كونه مخترعا عملة "بيتكوين" الرقمية والذي شاع أن مبتكرها شخص يدعى ساتوشي ناكاموتو.تسمح تطبيقات بيتكوين التي يُطلق عليها أحياناً اسم عميل بيتكوين للمُستخدمين بالتعامل مع شبكة بيتكوين.
في شكله القاعدي يسمح التطبيق بتوليد وحفظ مفاتيح خاصة بالمُستخدم والاتصال بشبكة الند للند الخاص بالعملة.تتيح البيتكوين لمستعمليها الشراء السهل و يعتبر الدفع بواسطتها أسهل من الشراء بواسطة بطاقات الائتمان العادية، ويمكن قبوله دون الحاجة لوجود حساب بنكي للتاجر.وتتم مدفوعات "بيتكوين" من خلال برنامج لمحفظة" بيتكوين"، إما من خلال الحاسوب الشخصي أو الهاتف الذكي، عن طريق إدخال عنوان المستلم والمبلغ المدفوع وإرساله.
من ايجابيات استعمال هذه العملة هي الرسوم المنخفضة، فبدلاً من الحاجة إلى وسيط بينك وبين التاجر لنقل المال، وهذا الوسيط يخصم نسبة من المال مع وجود عملة البيتكوين، هذه العملية غير موجودة، لأن العملة لم تنتقل، بل كود العملة هو ما خرج من محفظتك ودخل إلى محفظة التاجر الآخر.
كما تتميز بالسرية والخصوصية، حيث تتمتع عُملة بيتكوين بقدر عالٍ من السرية و لا تخضع لأي رقابة من جهة أو بنك أو مؤسسة، وكل ما تحتاجه لإرسال بيتكوين لشخص آخر هو عنوانه فقط إضافة إلى أنها عملة عالمية، فهي لا ترتبط بموقع جغرافي معين فيمكن التعامل معها وكأنها العملة المحلية، إذ ليست مرتبطة بدولة أو بنك مركزي معين ولا حتى باقتصاد.
ومن أبرز سلبيات بيتكوين عملية التشفير والتكتم على طريقة توليد بيتكوين عبر معادلات معقدة، قد تكون مسارا سهلا لتمرير عمليات مشبوهة بما أنها لا تخضع لأي رقابة.
كما لا تستند بيتكوين إلى أية أصول أو تقييمات عادلة يمكن الاستناد إليها في توقع ارتفاع أو انخفاض هذه العملة.