Français|

الاستقبال >أخبار >مقال رأي

مقال رأي2015/08/27 10:46

فنّ الطبخ

فنّ الطبخ

بقلم سعد برغل

عندما  قال الشاعر السوري نزار قباني "  بالبلاد العربيّة، أكثر الكتب مبيعا هي كتب الطبخ وتفسير الأحلام، بما يعني أنّنا أمّة تأكل وتنام" لم يخطر ببالي زمنها أنّ الرّجل سيكون حاضرا بيننا بعد وفاته بعقدين، حاضرا لمّا تصايحنا منذ زمان ببرّ تونس من تردٍّ للكتاب والكتّاب والكاتب، فقد انتقلنا بهذا الوطن المُمتدّ من البحر إلى البحر من كتب الطبّخ إلى كتب صنع المتفجّرات،

كان نزار قباني يسخر من التأليف في فنّ الطّبخ بالقياس مع مفهوم الثقافة الرّاقية لشاعر رهيف سوري من عشّاق ياسمين دمشق، شاعر الحبّ والغزل المديني المرهف، شاعر كان يعتذر للمرأة بطوق ياسمين وجنان وأطباق الورد ومستخلصات العطر محمولة على الحرير الشاميّ  من صنع حائر ريف دمشق وادلب، حرير سافر عبر الرّحلة الهنديّة حتى استقرّ به المقام بأحد الأسواق الشعبيّة التي كانت بهيّة بدمشق، قبل أن يغزوها المغول والتّتار والمنغول، وقبل أن ترسو سفن الناتو بموانئها وقبل أن يتّجه إليها كلّ حشّاش من اليمن وكلّ سافل من ليبيا وكلّ عاهرة شرعيّة، التقوا ببلد الياسمين، فظهر فنّ الطبخ النزاريّ تأليفا متقدّما بالمقارنة مع ثقافة الموت البطيء الذي انتشرت رائحته بكلّ دمشق.

دفعني هذا الاستهجان النّزاريّ للتأليف في الطبخ و ربطه بالتأليف في تفسير الأحلام وما انتهى إليه من استنتاج منطقي أنّنا أمّة تأكل وتنام ، أمّة لا تنتج إلا جهلا مستشريا إلى التساؤل عن هذا العقل النّزاري ماذا سيستنتج اليوم إذا عرف أنّ كلّ قادر من العرب على القراءة ماعاد يقرأ؛ من الجامعيّين إلى الطلبة إلى التلاميذ مرورا بالمسؤولين على المطالعة، وأنّ الوحيدين الذين مازالوا يقرؤون بعض الكتب هم أعضاء لجان الشراءات بوزارات الثقافة، (طبعا وجب أخذ مبدأ المبالغة بعين الاعتبار لأسباب بيداغوجيّة) وأنّ أكثر ما يقرأ القارئ العربيّ خبر"سخون" عن حفلة نانسي عجرم، أو فضيحة فنّان أو المبلغ الخيالي لعقد تأجير رجْلَيْ فلان، أو كافون يعتدي وسنية تعتدي وعليسة تتحرّش وداعش تقتل والإرهاب يحصد.

لاحظ معي أنّي استعملت جملا فعليّة مع أفعال متعدّية تقتضي وجود مفعول به وجوبا، لكني حذفته لأنّ القارئ اليوم يكتفي بالفعل والفاعل ويمرّ لمطالعة خبر آخر، ولو سألت طالبا اليوم ما هي آخر مطالعاتك لرماني بأقبح النعوت لعلّ أخفّها وطءا" متخلّف"، يسألني ماهي آخر رواية قرأتها"؟.

هل كان لجيل نزار قبّاني كلّ تلك القدرة على القول الجميل حتى أصبحنا اليوم سلفيّين رغم أنوفنا، نرى "الزمن الجميل " في ستّينيّات القرن الماضي مع محمد عبد الوهاب و أم كلثوم وفائزة أحمد ورياض السنباطي ووردة ونجاة الصّغيرة؟  نراهم وتلتفت أعناقنا إلى الخلف حتى نخال أنفسنا نتحدّث عن زمن ولّى منذ قرون، نراهم بعيدين عنّا، 

Economique Jawhara FM

كل التسجيلات

التسجيلات الصوتية

  نشرة أخبار منتصف النهار ليوم الإثنين 21 فيقري 2022

نشرة الأخبار

نشرة أخبار منتصف النهار ليوم الإثنين 21 فيقري 2022

مالك الزاهي: توجيه الإقتطاع من الأجور لدعم الصناديق الإجتماعية

نشرة أخبار السابعة صباحا ليوم الإثنين 21 فيقري 2022

نشرة الأخبار

نشرة أخبار السابعة صباحا ليوم الإثنين 21 فيقري 2022

أعوان وموظفو البلديات في إضراب بيومين

بزنس نيوز ليوم الخميس 27 جانفي 2022

بزنس نيوز

بزنس نيوز ليوم الخميس 27 جانفي 2022

تراجع عجز الميزانية بنسبة 15% موفى نوفمبر 2021

نشرة أخبار منتصف النهار ليوم الخميس 27 جانفي 2022

نشرة الأخبار

نشرة أخبار منتصف النهار ليوم الخميس 27 جانفي 2022

الغنوشي يدعو الى إلغاء الأمر الرئاسي 117

نشرة أخبار السابعة صباحا ليوم الخميس 27 جانفي 2022

نشرة الأخبار

نشرة أخبار السابعة صباحا ليوم الخميس 27 جانفي 2022

تمديد العمل بهذه الإجراءات لمنع تفشي كورونا

   بزنس نيوز ليوم الإربعاء 26 جانفي 2022

بزنس نيوز

بزنس نيوز ليوم الإربعاء 26 جانفي 2022

أسعار صرف العملات الأجنبية في تونس

horoscope.jpg