Français|

الاستقبال >أخبار >ثقافة

ثقافة 2016/11/02 20:45

فيلم "3000 ليلة": صورة عن استبسال الفلسطينيات ومعاناتهن داخل سجون الإحتلال

فيلم

معاناة المعتقلات الفلسطينيات داخل سجون الإحتلال واستبسالهن وتشبثهن بالأمل رغم الآلام والظلم والاضطهاد الذي يتعرضن له، تجسده المخرجة الفلسطينية مي المصري في فيلمها الروائي الطويل "3000 ليلة" الذي يتنافس على جوائز الأفلام الطويلة ضمن المسابقة الرسمية للدورة 27 لأيام قرطاج السينمائية (28 أكتوبر-5 نوفمبر 2016).

ويروي الفيلم  قصة مدرّسة فلسطينية تدعى "ليال"، يتم اعتقالها بعد تلفيق تهمة لها، ويُحكم عليها بثمانية أعوام في السجن، فتنقل إلى سجن للنساء، حيث تُحبس السجينات السياسيات الفلسطينيات مع مجرمات إسرائيليات. وتتعرض ليال (وهي حامل) إلى ضغوطات من مديرة السجن حتى تتجسس على زميلاتها الفلسطينيات لكنها ترفض. تضع ليال مولودها في السجن، فيتجدد إحساسها بمعنى الحياة، لكن معاناتها تتواصل مع محاولة أخذ ابنها منها عندما قامت مع بقية السجينات الفلسطينيات بإضراب احتجاجاً على مجزرة صبرا وشتيلا فضلا عن الظروف السجنية والمعاملات اللاإنسانية.
فيلم "3000 ليلة"، والعنوان يشير إلى عدد الليالي التي قضتها السجينة "ليال" (البطلة الرئيسية) في السجن، لا يتطرق فقط إلى القضايا السياسية بل إلى جوانب إنسانية منها علاقة الزوج بزوجته التي سجنت وهي حامل وعلاقة السجينة الأم بطفلها بعد الولادة وتحول كل السجينات الى أمهات لذلك المولود.
ونقلت مي المصري بإيقاع سريع ودقة في التصوير عبر لقطات قريبة جدا عذابات المعتقلات والسجينة البطلة بالخصوص (جسدت دورها الممثلة ميساء عبد الهادي) والتعذيب النفسي الناتج عن كل ذلك وعن محاولة المسؤولين عن السجن حرمانها منه وتهديدها بذلك ما لم تقبل أن تتجسسن على بقية زميلاتها في السجن.
الفيلم ينطلق من قصة واقعية ويعود بالمتفرجين إلى حيثيات مجزرة صبرا وشتيلا في بداية الثمانينات ورد فعل الفلسطينيات داخل السجون آنذاك بإقرار الإضراب وما ترتب عن ذلك من عقوبات. 
كما قدمت المخرجة وهي كاتبة السيناريو أيضا صورة مغايرة لواقع بعض الفلسطينيين والإسرائيليين، فقدمت السجينة الفلسطينية التي قبلت بالتجسس على رفيقاتها على أمل أن تتمكن من الخروج لملاقاة أبنائها، وقدمت الفلسطينية التي ساعدت إحدى السجينات الإسرائيليات من موت يكاد يكون محققا، كما قدمت سجينة اسرائيلية تساعد الفلسطينية "ليال" بمدها بالطعام لابنها الصغير ومدها بالصحف (الممنوعة آنذاك) للاطلاع على ما يجري خارج أسوار السجن، كما قدمت المحامية الإسرائيلية المدافعة عن الفلسطينية، في رسالة مفادها أن المشاعر الانسانية ليست حكرا على أحد. 
وأوضحت الممثلة الأردنية نادرة عمران التي جسدت شخصية سجينة فلسطينية تدعى "سناء" وهي تعاني من بتر ذراعها الأيسر وتم اعتقالها بعد القبض عليها في عملية فدائية، وتتمتع في المقابل بشخصية قوية وذات تأثير على بقية السجينات الفلسطينيات، في تصريح إعلامي إثر العرض الذي قدم صباح اليوم الأربعاء للصحفيين بقصر المؤتمرات بالعاصمة، أن السجينات الإسرائيليات في الفيلم هن ممثلات فلسطينيات من "عرب 48" لذلك هم يتقنون جيدا اللغة العبرية.
وبينت أن كل شخصية في الفيلم جسدت شخصية في الواقع، مضيفة أنها قابلت الشخصية الحقيقية التي جسدت دورها وهي المناضلة الفلسطينية تريزا هلسة، مبينة أنها لم تكن في الواقع تعاني من قطع ذراعها بل هي إضافة من صاحبة العمل حتى تضفي على الفيلم بعدا دراميا.
وبينت أن جل الممثلات تقابلن مع شخصيات واقعية قبل تجسيد أدوارهن، معربة عن انبهارها بطاقة الصبر التي تتمتع بها المناضلات الفلسطينيات ومن بينهن تيريزا هلسة التي أبدت الكثير من الهدوء وعدم الانفعال لدى استحضارها ما حدث لها في السجن.

ومن جانبها بينت الممثلة ركين سعد أن تصوير الفيلم استغرق شهرا وقد تم في سجون حقيقية في الأردن حتى يظهر بشكل أكثر مصداقية، مبينة أن التجربة كانت مهمة لكامل فريق العمل لما أضافته من واقعية على الفيلم وما أفرزته من مشاعر جراء وجودهم داخل جدران السجن مما جعلهم يستحضرون ما تشعر به السجينات وراء القضبان.
فيلم "3000 ليلة" عرض لأول مرة في تونس في شهر ماي الماضي ضمن الدورة الثالثة لتظاهرة أسبوع آفاق السينمائي، كما عرض في العديد من المهرجانات العربية والدولية، من بينها مهرجان لندن السينمائي ومهرجاني كان ودبي.

هذا الفيلم هو أول روائي في رصيد المخرجة مي المصري التي تحمل في جرابها عديد الأفلام الوثائقية منها "33 يوم" (2007) و"أطفال شاتيلا" (1998) و"امرأة عصرها" (1995) وأطفال جبل النار" (1990) وأحلام المنفى" (2001) إلى جانب "يوميات بيروت" (2006) "جيل الحرب-بيروت" (1989) و"زهرة القندول" (1986)، و"أحلام معلقة" (1992) التى أخرجتها بالاشتراك مع زوجها المخرج اللبناني الكبير جون شمعون.

وات

الطقس

اليوم 04.05.2025

المزيد
Economique Jawhara FM
horoscope.jpg
babnet.jpg