Français|

الاستقبال >أخبار >مجتمع

مجتمع2022/05/17 11:08

كيف تساهم "الميديا" في بناء مجتمع عنيف ؟

كيف تساهم

ينتشر العنف بجميع أنواعه في مختلف المحتويات الإعلامية من برامج تلفزيونية، مسلسلات، أفلام وألعاب فيديو ومواقع التواصل الإجتماعي، وهو ما يعتبره البعض عاملا رئيسيا في انتشار العنف في المجتمع، بينما قلّل طيفٌ آخر من المراقبين، من تأثير المحتويات الإعلامية وربطها بظواهر العنف في مجتمعنا، وأرجعوا ذلك لأسباب أخرى، استدعت تحليلا أكثر عمقا.

ومنذ بداية القرن العشرين اهتمت العديد من الدراسات بعلاقة الميديا بالمجتمع وخاصة بمدى تأثير المحتويات العنيفة على الأفراد، ولفهم هذا الموضوع، كان لابد من التطرق لأسباب وجود العنف في الميديا، خاصة وأنّه يحتل حيّزا كبيرا من المواد المعروضة على شاشات التلفاز أو حتى في الأعمال السينمائية وباقي المحامل والمنصات الافتراضية المستخدمة على نطاق واسع، ولعّل من أسباب انتشاره الواسع، ربط العنف أحيانا ببعض الأدوار البطولية، وهو ما يجعله "عنصر جذب" لدى فئة من المتلقين، خاصة في أعمار حسّاسة. 
كما جعل هذا الحضور الدائم في الميديا ظاهرة العنف، مادة دسمة استقطبت الباحثين، فاعتبر عدد منهم، أن التعرض لمشاهد العنف يؤثر على الأفراد وبالتالي على المجتمع، مستحضرين شعور الفيلسوف اليوناني أفلاطون بالقلق، حول تأثير المسرحيات على الشباب.

وفي هذا السياق، دعمت العديد من النظريات هذه الفكرة، ومنها نظرية "التعلم الاجتماعي" التي تشير إلى أن الأطفال قد يتعلمون العدوان من مشاهدة الآخرين، حيث أجرى عالم النفس البريطاني "ألبرت باندورا" تجربة لدراسة العلاقة ما بين العنف الإعلامي والعدوانية في مرحلة الطفولة، وتمثلت هذه التجربة التي أجريت سنة 1963، في جمع أطفال لمشاهدة فيديو لشخص بالغ يلكم دمية، ثمّ قام فريق البحث بوضع دمية مشابهة في غرفة مخصصة للعب، وكردّة فعل، لم يقلد الأطفال ما رأوه من ضرب الدمية وركلها فحسب، بل وجدوا طرقا جديدة وأكثر عدوانية للضرب.

تجسيد مشهد عنيف من الدراما إلى الواقع:
واستنادا لتأثير "تجربة دمية باندورا" باستطاعة الأطفال اليوم الولوج إلى وسائل الإعلام عبر الأجهزة التقليدية مثل التلفاز والأجهزة الحديثة مثل الحاسوب والمحمول، ومع زيادة المنافذ يصبح الأطفال أكثر عرضة لمشاهدة المحتوى العنيف مثل الحياة الحقيقية أو أفلام الرسوم المتحرّكة حيث تُستخدم القوّة ويتّم بذلك إحداث الأذى لأيّ فرد.

كما تُظهر هذه الأدلّة، أنّ الأمر قد يصبح مؤذياً للأطفال الصغار، حيث يبدأ الأطفال ما بين سنّ الثالثة والرابعة بتطوير منظورات وتوقّعات للعالم المُحيط بهم وتتأثّر وجهات النظر تلك بتجاربهم اليومية وإذا تعرّض الأطفال غالباً لمشاهد العنف فقد يُطوّرون نظرة تُريهم العالم أكثر خطراً ممّا هو في واقع الحال.
ولا يقتصر تأثير العنف في الميديا على الأطفال فقط، حيث رُصدت في السنوات الأخيرة حادثة، تمثلت في اكتشاف أب من منطقة "الفيوم" في صعيد مصر، أنّ زوج ابنته نَشَر صورتها عارية وقرّر أن يُعاقبه، وكان العقاب بجعل الزوج يرتدي "قميص نوم نسائي"، وينزل به إلى الشارع وتصويره، ثمّ يقوم بالاعتداء عليه ضربًا، ليتم فيما بعد اكتشاف أنّ ما قام به الأب ليس إلاّ إعادة تجسيد على أرض الواقع، لمشهد من مُسلسل "الأسطورة" للممثل محمد رمضان، كان يُعرض وقتها.

اضطرابات نفسية:
وخلُصت أيضا، أطروحات من العلوم الاجتماعية، إلى أنّ مشاهد العنف تؤثر على الإنسان وتُوّلد لديه شعورا بالعدوانية وتعزز إحساسه بالخوف من أن يكون الضحية، كما تؤدي أيضا إلى الإصابة باضطراب الاغتراب عن الواقع أو تَبّدد الشخصية، وهذا الاضطراب يَظهر عندما يبدأ الفرد بتقبّل العنف في الحياة العادية والتطبيع معه، واعتباره أمرا طبيعيا بدل اعتباره سلوكا خاطئا وممنوعا، ومع سهولة الوصول إلى هذه المحتويات، بات من الصعب فرض رقابة عليها، وبالتالي لن تنفع معها الطرق التقليدية، فما الحلّ؟

في محاولة للردّ على هذا السؤال، خلُصت الدراسات إلى أنّ الوقاية "خير من العلاج"، فبالنسبة للأطفال ينصح علماء النفس الآباء بالرقابة، وذلك من خلال مراقبة المحتويات التي يشاهدها الصغار، إلى جانب تقليل مقدار الوقت الذي يشاهد فيه الطفل التلفزيون أو الوسائط الأخرى، وتشجيعهم في المقابل على المطالعة.
وللحدّ من انتشار العنف في الميديا، توّجه القائمون على عديد المنصات التقليدية والرقمية نحو مراجعة وتعديل بعض السياسات والآليات المعتمدة، من خلال التشديد في شروط الاستخدام على ضرورة نبذ العنف بجميع أشكاله، فيما ذهب البعض الآخر إلى تجريمه وتسليط عقوبات على مقترفيه حتى افتراضيا، إيمانا منهم بأهمية التصدّي لظاهرة خطيرة استشرت، من ناحية، وتحّمل مسؤولية أخلاقية تجاه مجتمع مُتغيّر يتربص العنف بأجياله، من ناحية أخرى. 
إيهاب مرق

Economique Jawhara FM

كل التسجيلات

التسجيلات الصوتية

  نشرة أخبار منتصف النهار ليوم الإثنين 21 فيقري 2022

نشرة الأخبار

نشرة أخبار منتصف النهار ليوم الإثنين 21 فيقري 2022

مالك الزاهي: توجيه الإقتطاع من الأجور لدعم الصناديق الإجتماعية

نشرة أخبار السابعة صباحا ليوم الإثنين 21 فيقري 2022

نشرة الأخبار

نشرة أخبار السابعة صباحا ليوم الإثنين 21 فيقري 2022

أعوان وموظفو البلديات في إضراب بيومين

بزنس نيوز ليوم الخميس 27 جانفي 2022

بزنس نيوز

بزنس نيوز ليوم الخميس 27 جانفي 2022

تراجع عجز الميزانية بنسبة 15% موفى نوفمبر 2021

نشرة أخبار منتصف النهار ليوم الخميس 27 جانفي 2022

نشرة الأخبار

نشرة أخبار منتصف النهار ليوم الخميس 27 جانفي 2022

الغنوشي يدعو الى إلغاء الأمر الرئاسي 117

نشرة أخبار السابعة صباحا ليوم الخميس 27 جانفي 2022

نشرة الأخبار

نشرة أخبار السابعة صباحا ليوم الخميس 27 جانفي 2022

تمديد العمل بهذه الإجراءات لمنع تفشي كورونا

   بزنس نيوز ليوم الإربعاء 26 جانفي 2022

بزنس نيوز

بزنس نيوز ليوم الإربعاء 26 جانفي 2022

أسعار صرف العملات الأجنبية في تونس

horoscope.jpg