لجنة تنظيم الإدارة بالبرلمان تبحث مع ممثلي الحكومة أسباب تعطيل إنجاز المشاريع التنموية


عقدت لجنة تنظيم الإدارة وتطويرها والرقمنة والحوكمة ومكافحة الفساد بالبرلمان جلسة، أمس الخميس، خصّصتها للاستماع إلى ممثلي رئاسة الحكومة حول مدى التقدم في مراجعة النصوص القانونية المتعلقة بالتطوير الإداري والوظيفة العمومية والصفقات العمومية.
وبيّن رئيس اللجنة، وفق بلاغ صدر اليوم الجمعة عن البرلمان، أنّ هذا الاجتماع يندرج في إطار التنسيق بين الوظيفتين التشريعية والتنفيذية من أجل حل الإشكاليات التي تحول دون تطوير منظومة الشراء العمومي، والنظر في سبل تسريع مراجعة قانون الوظيفة العمومية وإطلاق برنامج الحراك الوظيفي.
ثمّ تولى المكلف بتسيير الهيئة العليا للطلب العمومي، تقديم جملة من الإجراءات التي تمّ اتخاذها في مجال مراجعة الأمر المتعلق بالصفقات العمومية والمتمثلة خاصة في الترفيع في نسبة التسبقة التي يمكن منحها لأصحاب الصفقة قبل بدء الاشغال لتصبح 20 % من المبلغ الاجمالي للصفقة عوضا عن 10 % ، وتعميم هامش الربح المقدر 20 % من مبلغ الصفقة ليشمل كامل المؤسسات والمنتوجات التونسية وذلك للمحافظة على النسيج المؤسساتي الوطني.
كما جرى خلال هذه الجلسة، استعراض أهم نتائج تقييم منظومة الشراء العمومي على الخطّ وفق المعايير الدولية، التي انطلقت سنة 2012، ووقع الإعلان عن موعد إطلاق النسخة الثالثة من منظومة "تينابس"، الذي سيكون في شهر مارس 2024، في اتجاه إضفاء مزيد من النجاعة على هذه المنظومة.
كما تمت الإشارة إلى الانطلاق في إعداد مشروع قانون يتعلق بتحديد المبادئ العليا للصفقات العمومية وبضبط أهم الإجراءات المتخذة لتشجيع المنتوج الوطني، ستقع إحالته لاحقا إلى مجلس نواب الشعب.
نص قانوني يتعلق بالصفقات العمومية
وثمّن النواب في تدخلاتهم سعي رئاسة الحكومة الى صياغة نص قانوني يتعلق بالصفقات العمومية، وأكدوا ضرورة اعتماد منهج تشاركي في هذا المجال عبر تشريك كل الأطراف المعنية، واستفسروا في ذات السياق عن مدى التقدم في حلّ الإشكال المتعلق بالبنايات المدنية وذلك بالترفيع في قيمة الأشغال لتصل الى 3 ملايين دينار، وأشاروا إلى وجود فجوة بين الجانب النظري وما هو موجود على أرض الواقع، واستعرضوا جملة من المعوقات التي حالت دون تطوير منظومة الشراء العمومي على الخط، على غرار ضعف التغطية وتدني مستوى التأطير واشكاليات المفتاح خاصة في الجهات الداخلية، الامر الذي أدى الى تعطل انجاز جملة من المشاريع التنموية.
أسباب تعطيل إنجاز المشاريع التنموية
وفي إجاباتهم، أوضح ممثلو رئاسة الحكومة أنّ التعطيل في انجاز المشاريع التنموية يعود في أغلب الأحيان الى وجود أخطاء تصرف يمكن تفاديها عبر استشارة الهيئة المختصة في الغرض، وأوضحوا أنّه وقع إحداث لجنة عليا لتسريع انجاز المشاريع بمقتضى المرسوم عدد 68 لسنة 2022، وقدّموا جملة من الأرقام الدالة على نجاعة منظومة "تينابس"، حيث بلغ عدد المشترين العموميين على الخط 16.6 ألف مشتر وعدد الاستشارات على الخط 38 ألفا وتم تقديم 8 الاف عرض، واعتبروا أنّ هذه الأرقام إيجابية بالنظر الى ضعف الإمكانيات. وبخصوص الاشكال المتعلق بالبنايات المدنية، أفادوا بأنه تمت مراجعة القرار من قبل وزارة التجهيز والإسكان وتم عرضه على رئاسة الحكومة.
وجرى التطرق من جهة أخرى إلى سياقات مراجعة القانون المتعلق بالوظيفة العمومية وخاصة منها الدستورية. وأكد ممثلو رئاسة الحكومة أنّ الإصلاح أضحى ضروريا لمواكبة التحولات الاقتصادية والاجتماعية والتكنولوجية خاصة بعد مرور 10 سنوات على اصدار هذا القانون.
كما تم استعراض جوانب الإصلاح سواء على مستوى الشكل المرتبط بالأبواب والفصول او على مستوى المضمون من خلال الاحكام ذات الطابع الاستراتيجي والتنظيمي المكرس للتنقل الوظيفي، واعتماد نظام موضوعي لتقييم مردودية الموظف العمومي. واستعرضوا ايضا عدد من الأحكام ذات الطابع الاجتماعي لتنظيم الحق النقابي وتأطير حق الاضراب وتحيين قائمة الأمراض التي تستوجب عُطلة مرضية طويلة الأمد وإقرار عطلة الأبوة وغيرها من الأحكام الأخرى.
وقدموا لمحة عن منهج ومسار مراجعة هذا القانون الذي انطلق منذ سنة 2015 الى غاية سبتمبر 2023 عبر تشريك كل الأطراف المعنية واستشارة الوزارات حول النسخة الأولية وذلك في شهر أكتوبر 2023 وتنظيم عدد من الأيام الدراسية.
وسيتم عرض النسخة الأخيرة على انظار المجلس الوزاري للمصادقة عليه وإحالته على مجلس نواب الشعب.




مقالات أخرى



دولية30/06/2025
انفجار ناقلة نفط قبالة السواحل الليبية


سياسة 30/06/2025
تأجيل النظر في قضية العياشي زمال

