ليبيا : الموالون لقوات "حفتر" يتهمون الأمم المتحدة بدعم "داعش"

أثارت إدانة الأمم المتحدة للعمليات العسكرية الدائرة حاليا في ليبيا ضد فصائل أصولية تكفيرية، موجة من الاستنكار الشديد بالشارع الليبي وبين أوساط مراقبين دوليين للشأن الليبي.

وكانت بعثة الأمم المتّحدة المكلّفة بالملف الليبي أدانت بشدة التصعيد العسكري في بنغازي بحسب بيان صدر يوم أمس اطلعت عليه "الجوهرة أف أم"، معتبرة أن توقيت الضربات الجوية يهدف بشكل واضح إلى تقويض الجهود المستمرة لإنهاء الصراع.
وقد بلغ الأمر إلى حد اعتبار ممثل الأمم المتحدة برناردينو ليون داعما لتنظيم داعش في ليبيا بحسب ما جاء في حملة ضد هذا المسؤول الأممي على موقع تويتر بالاضافة إلى خروج الموالين لحكومة طبرق للشارع ورفع شعارت ضد المسؤول الأممي.
وأعلن اليوم الاثنين محمود شمام الإعلامي والناطق الرسمي السابق لحكومة ما بعد الثورة في ليبيا في تدوينة على صفحته الرسمية على الفيسبوك، أنه سيتم تنظيم مظاهرة اليوم في بنغازي للاحتجاج على المسؤول الأممي، مرجحا أنه "في صورة نجاح هذه التظاهرة فإنها ستكون بمثابة عودة الوعي لأهمية التعبير السلمي المدني". وكان قائد القوات المسلحة الليبية اللواء خليفة حفتر لحكومة طبرق في بنغازي، أطلق منذ يومين عملية "الحتف" قصد السيطرة على مدينة بنغازي والقضاء على التنظيمات التكفيرية، فيما اعتبرت الأمم المتحدة أن هذا التصعيد المفاجئ يهدف إلى تقويض جهود الحل السياسي، ملمحة إلى استهداف مدنيين في القصف العشوائي المتبادل بين أطراف المشه .
كما استنكرت بدورها الحكومة المنبثقة عن المؤتمر العام المنعقد في طرابلس، غير المعترف بها والتي يسيطر عليها التيار الإسلامي الموالي لجماعة الإخوان، استنكرت التصعيد العسكري الذي تقوم به "القوات التابعة لمجلس النواب المنعقد في طبرق، بقيادة خليفة حفتر"، في مدينة بنغازي شرقي ليبيا.
وحسب بيان الأمم المتحدة، لقي الكثير من المدنيين في ليبيا مصرعهم أو أصيبوا ونزح أكثر من 100 ألف شخص من جراء الصراع الذي احتدم في المدينة منذ أكثر من عام كما وتحولت أحياء سكنية إلى ركام.
واعتبر محرر البيان أن الهجمة الجوية الأخيرة ستزيد من معاناة سكان المدينة في الوقت الذي يستعدّ فيه الليبيون للاحتفال بعيد الأضحى.
ودعت البعثة إلى الوقف الفوري للاقتتال في بنغازي وفي جميع أنحاء ليبيا، كما دعت الأطراف المتحاربة للكف عن أي تصعيد أو هجوم مضاد وممارسة أكبر قدر من ضبط النفس لإعطاء الحوار الجاري في الصخيرات بالمغرب فرصة لأن يختتم بنجاح قريبا.
كما دعت البعثة أطراف الصراع للتوقف الفوري عن الهجمات العشوائية، مشيرة إلى أن الهجمات على المدنيين محظورة وفقاً للقانون الإنساني الدولي وقد تشكل جرائم حرب، وملوحة بانه ستتم محاسبة المسؤولين عنها، بحسب نص البيان.
في المقابل اعتبر شمام الذي يشغل أيضا خطّة رئيس مجلس إدارة بوابة الوسط الليبية، أن مكافحة الإرهاب في ليبيا "حق أساسي تمنحه كل المواثيق الدولية".