ماذا وراء وثائق بنما ؟

استيقظ العالم الإثنين على أكبر فضيحة مالية عالمية في التاريخ أو مايعرف ب"وثائق بنما" وقد وضعت هذه الفضيحة 72 من قادة دول العالم وبعض من أقاربهم وأتباعهم في قفص الإتهام والتورط في إخفاء أموال غير مشروعة وتهريبها إلى جزيرة "بنما" المعروفة بأنها أكبر الملاذات "الضريبية" في العالم.

11 مليون وثيقة تم تسريبها من سجلات سرية ل"موساك فونسيكا"  أحد أكبر مكاتب المحاماة ومقره "جزيرة بنما" كشفت تورط عملائهم في قضايا غسيل أموال وتهرب ضريبي وكسب غير مشروع شملت قادة دول أوروبية وعربية ومسؤولين حكوميين في افريقيا واسيا.

مراسلات بريدية، حسابات بنكية وسجلات تعود إلى 40 عاما

ضمت الوثائق المسربة مراسلات بريدية وحسابات بنكية وسجلات عملاء يعود تاريخها إلى 40 عاما ومن بين الأسماء التي تم تسريبها وثائق كثيرة تتعلق بأصدقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمقربين منه.

بوتين هو المستهدف

وقد ذهبت جل التحليلات التي عقبت تسريب الوثائق وإضمارها إلى أن المستهدف من فضيحة  "بنما" ليس إلا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بين كل الزعماء والقادة المذكورين في القائمة وأن الهدف من الوثائق إحداث وقيعة بين بوتين والشعب في روسيا وإسقاطه، لأنه يقوم الآن بدور لا يروق لأمريكا ولا الحلفاء الغربيين.

ورغم أن عملية التسريب قادها مجهول إلى صحيفة ألمانية منذ عام وشاركتها الصحيفة مع الإتحاد الدولي للصحافة الاستقصائية وشارك في التحقيق فيها حوالي 400 صحفي من العالم فإن الرد الروسي الفوري على الفضيحة جاء فوريا وحاسما ووجه أصابع الاتهام الى الولايات المتحدة الأمريكية.

الرد الرسمي الروسي على وثائق بنما : هدفها ضرب استقرار موسكو

بعد وورد اسم الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" في شراكات للتهرب الضريبي، عن طريق شركة Mossack Fonseca القانونية العالمية، التي تتخذ من بنما مقرا لها جاء الرد الرسمي فوري حيث نفى المتحدث باسم الكرملين"ديمتري بيسكوف" علاقة بوتين بأي من هذه الوثائق، على عكس ما تردد من قبل.

و وصف "بيسكوف" في بيان نقلته وكالات أنباء روسية اتهام بوتين وبعض المقربين منه بالحملة الإعلامية الهادفة للتأثير على الاستقرار السياسي الداخلي في روسيا وتشويه سمعة الرئيس الروسي بعد ما وصفه بالنجاحات في سوريا مضيفا أن هذه المزاعم تستهدف، بالدرجة الأولى، التأثير على الرأي العام العالمي.

وقال  "بيسكوف" إن بعض الصحفيين استخدموا اسم بوتين في تقاريرهم التي أعدوها حول "وثائق بنما" رغم أن اسمه لم يرد فيها على الإطلاق موضحا أنه لم يتم الإشارة إلى أي أدلة لتورط "بوتين" في مثل هذه المعاملات  وأن معظم التقارير تشير إلى دور أشخاص مرتبطين ببوتين في تعاملات تمت في مناطق "الأوف شور".

كما عزا "بيسكوف" سبب ظهور هذه التقارير في مثل هذا التوقيت، إلى اقترب  موعد الإنتخابات البرلمانية والرئاسية في روسيا مايجعل بوتين هدفا أساسيا خاصة وأنه الخصم اللدود الدائم للولايات المتحدة الأمريكية التي لم تذكر أبدا ضمن ملايين الوثائق التي تم تسريبها ما يطرح أكثر من تساؤل.

الولايات المتحدة الأمريكية فوق الشبهات

رغم ذكر ألاف الأسماء لشخصيات وأصحاب مؤسسات اقتصادية وزعماء وقادة دول ضمن "وثائق بنما" إلا أن الولايات المتحدة الأمريكية كانت الدولة الوحيدة التي بقيت فوق مستوى الشبهات ولم تذكر ضمن أكبر فضيحة مالية دولية في التاريخ مايثير تساؤلات حول الجهة التي عملت على وصول هذه الوثائق إلى الصحافة منذ عام خاصة بعد انحسار الشبهة في روسيا وبيونغ يونغ الأعداء التاريخيين لأمريكا عبر التاريخ.

فضيحة "وثائق بنما تلقي بظلالها على قادة عرب وبعض المقربين منهم

رامي وحافظ مخلوف ابنا خال بشَّار الأسد :  بعد تعرضهما لعقوبات مالية دولية وتضييق الخناق عليهما كشفت الوثائق المسربة أنهما استخدما حسابات خارجية متعددة لتهريب ثروات من سوريا وتجنب تجميد أصولها في أوائل عام 2011 ابان اندلاع الثورة السورية وذلك عبر "موساك فونسيكا".

رئيس الوزراء ووزير الدفاع الأردني السابق : امتلك شركة وهمية في جزر العذراء البريطانية قبل استقالته من منصبه في عام 2003 ثمم شركة أخرى في الجزر ذاتها، وأخرى في دولة سيشل.

رئيس دولة الإمارات وحاكم إمارة أبو ظبي خليفة بن زايد آل نهيان : أظهرت الوثائق علاقته ب30 شركة على الأقل في جزر العذراء البريطانية أسَّستها "موساك فونسيكا» وأدارتها لصالح رئيس دولة الإمارات  وزوجته، وابنه، وابنته.

أمير قطر السابق حمد بن خليفة آل ثاني بشركة "موساك فونيسكا" : حيث كشفت الوثائق علاقته بالشركة عبر إرسال محامي الأمير خطابًا للتفاوض لشراء إحدى الشركات في جزر العذراء البريطانية مقابل فتح حساب في بنك الصين بـ"لوكسمبرج".

ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز ": كشفت هذه الوثائق أنه أخرج عددًا من الرهون العقارية لمنازل فاخرة في لندن تبلغ قيمتها على الأقل 34 مليون دولار عبر سلسلة من الشركات الوهمية.

إياد علاوي الثري ورئيس الوزراء السابق : الذي عاد من المنفى في عام 2004 بعد إطاحة صدام حسين، ساعدته "موساك فونسيكا" بين عامي 1985 و2013، في تشغيل شركته المسجلة في بنما وتأكَدت إدارته لأصوله وعقاراته عبر عدة شركات خارجية مجهولة.

علاء مبارك، نجل الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك : كانت لديه شركة وهمية في جزر العذراء البريطانية تحت اسم Pan World  وسمي بالعميل الأكثر خطورة لدى "موساك فونسيكا".

الرئيس الإيرانى السابق أحمدى نجاد :  يوجد ضمن الأسماء المسربة للزعماء السياسيين فى الوثائق حيث كشفت الوثائق أن الرئيس الإيرانى السابق محمد أحمدى نجاد كان يمتلك شركة على علاقة بمكتب موساك".

السكريتير الخاص للملك المغربي و وزير الصناعة و المناجم الجزائري عبد السلام بوشوارب.