الاستقبال >أخبار >مقال رأي

مقال رأي2016/02/25 11:16

متى ستقود السعوديّة حملة عسكريّة ضدّ اسرائيل؟

متى ستقود السعوديّة حملة عسكريّة ضدّ اسرائيل؟

بقلم سعد برغل

كيف يمكن أن ينظر المثقّف إلى ما يجري في ليبيا من صراعات قبليّة متدثّرة بعباءة الدين أو الليبراليّة أو الثوريّة الموغلة في النّفاق السياسيّ؟ هل على المثقفين القول إنّ ما يقع في ليبيا شأن داخليّ في الوقت الذي اجتاحت فيه السعوديّة اليمن بدعم من بلدان اسلاميّة وغربيّة، وفي الوقت الذي تهدّد فيه قطر والسعوديّة باجتياح بريّ لسوريا، وفي الوقت الذي يهدّد فيه أردوغان الإخوان الجزائرَ على بعد آلاف الكيلومترات؟.

رصدت مواقف كثيرة هذه الأيام على المواقع الافتراضيّة تكشف الحقد الذي يمكن أن يبلغه الانسان المتجرّد من انسانيته، ففي الوقت الذي تتحسّر آلاف الأقلام على عميد الصحافة العربيّة الأستاذ محمد حسنين هيكل انبرت بعض الأصوات الناعقة المتبجّحة بعمق إسلامها فنهشت لحم الرّجل، ولم تحترم حديثا يقول" اذكروا موتاكم بخير" كما فات هؤلاء المنافقين بالدين قول الرّسول الكريم " لا تسبّوا الأموات، فإنّهم قد أفضوا إلى ما قدّموا"، لكنّ العقل الدينيّ لا يمكن بحال أن ينضبط إلى أحكام الدين، فهو منفلت من عقال الحكمة ولا يرى الأشياء إلا بمنظاره الخاص الذي يعتبر الحقيقة واحدة وأنّه مالكها حتى استنكروا التحسّر على موت أمبرتو إيكو، ولا أتصوّر القطيع قرأ له سطرا واحدا.

حقيقة وحّدت دولا اسلاميّة لتقتيل الشعب اليمني وتبارى فقهاؤهم ومثقّفوهم ومتديّنوهم يزيّنون للناس قتل مسلم لمسلم  فأطلقوا في سماء المشهد الاتصالي توصيفات للشيعة وشيطنوهم  وقال كبيرهم الذي علّمهم السّحروتربّع على رأس منظمة مشبوهة قطريّة التمويل" اتحاد علماء المسلمين" إنّ محاربة الشيعة باليمن فرض أكثر إلحاحا من فرض محاربة الصهاينة بفلسطين"، فلسطين التي يتباكون على ضياعها والحال أنّهم يتمعّشون حكومات وفقهاء ظلام من واقعها، موّلت الناطقة باسم الإسلام قنوات تعيد بشكل يوميّ مستمرّ تهما للشيعة بصفتهم صفويين قتلة وتركّز على اختلافات وخلافات تعود إلى ثلاثة عشر قرنا أو أكثر حول الموقف من الخلفاء ومن عائشة، مواقف كانت سياسيّة حول الأحقيّة في الخلافة ولا علاقة لها بالدين، لكنّ العقل  الدّينيّ المرتشي لا يمكن أن يكون إلاّ في خدمة السّلطان.

يتدافع النّاس للعمرة وللحجّ، ولكنّهم لعماهم العقلي يسيرون في شوارع بلدانهم ويعترضهم المسلم حافي القدمين، ولا يلتفتون إليه، ويعترضهم المريض على أبواب الموت ولا يلتفتون إليه، ويعترضه المحتاج ولا يلتفتون إليه، لكنّهم بفعل غسل الدّماغ الممنهج طيلة قرون يتضاربون لدفع المال لشركات العمرة، ويدّخرون سنوات ليدفعوا ثمن الحجّ إلى المملكة التي تسارع بقصف اليمنيّين بأموال اليمنيّين، وتهدّد باجتياح برّي لسوريا بأموال السّوريين، وتوزّع الأموال من أجل نشر الوهابيّة بالبلدان الإسلاميّة، ثمّ يتدافع المسلمون ويعرّضون بالتدخّل العسكري والماليّ السعوديّ في البلدان العربيّة، تدخّل يغذّيه النفط ويشرّع له الفقيه والدّاعي، وكلّهم مجتمعون قاصرون عن تشخيص واقع حقوق الانسان بالسعودية وقطر وفيهما كلّ الانتهاك لهذه الحقوق، ويخرس كلّ المثقّفين عن نسف حريّة التعبير بالبلدين ويصفّقون لمشروع البلدين القاضي بالاكتساح البرّي لسوريا دفاعا عن حقوق الانسان أمام الهجمة الشيعيّة، ويخرسون أمام التقتيل النّظاميّ لليمنيّين تحت غطاء نصرة الإسلام.

الآن وقد انطلقت الحرب على ليبيا والليبيين، وبدأ القصف، وها نحن أمام قتل لدواعش ينسبون إلى تونس وما هم بتونسيين، كيف سيكون الموقف الرّسميّ والشعبيّ والنخبويّ؟ هل ستدين الخارجيّة قتل مواطنين تونسيّين؟ إذا صمتت هل خذلت وظيفتها؟وإذا نطقت هل انحازت إلى الدواعش؟ كيف سنفسّر وجود أربعين من مواطنيها على بعد مائة كيلومتر من الحدود في منطقة يسيطر عليها مقرّبون من بعض أحزاب الائتلاف الحاكم، يغادر المئات الوطن، في حكومة تتصدّى للإرهاب، ويلتقون ويقع قصفهم ولا تعرف عنهم داخليتنا شيئا ولا خارجيتنا شيئا؟ أين شبكة العلاقات مع " فجر ليبيا" المسيطر على المدينة وعمدتها الذي قال عنه بعض النافذين إنّه منّا وإلينا؟. أين الديبلوماسيّة الحزبيّة التي تتباهى بعلاقاتها بالنافذين في ليبيا باسم الدين وباسم النفط وباسم القبليّة؟.

ما هو موقف العروبيّين من قصف الناتو لليبيا؟ كانوا قد تصايحوا منذ زمان في وجه التدخّل الأمريكي التركيّ بسورية؟ كما ذكّروا العرب العاربة بأنّ أصل القضايا هي القضيّة الفلسطينيّة، نعود لسؤالنا المركز: لماذا لم تجتمع عشرات الدول لقصف اسرائيل عوض تقتيل اليمنيين؟ لماذا لم تهدد تركيا اسرائيل بالاجتياح؟ لماذا لم تهدد السعودية وقطر اسرائيلَ بالقصف واجتاحت جوا دمشق واللاذقية وادلب وقتّلت شعبا مسلما أعزل ودمّرت اليمن تدميرا لا عزاء بعده؟.

Economique Jawhara FM

كل التسجيلات

التسجيلات الصوتية

  نشرة أخبار منتصف النهار ليوم الإثنين 21 فيقري 2022

نشرة الأخبار

نشرة أخبار منتصف النهار ليوم الإثنين 21 فيقري 2022

مالك الزاهي: توجيه الإقتطاع من الأجور لدعم الصناديق الإجتماعية

نشرة أخبار السابعة صباحا ليوم الإثنين 21 فيقري 2022

نشرة الأخبار

نشرة أخبار السابعة صباحا ليوم الإثنين 21 فيقري 2022

أعوان وموظفو البلديات في إضراب بيومين

بزنس نيوز ليوم الخميس 27 جانفي 2022

بزنس نيوز

بزنس نيوز ليوم الخميس 27 جانفي 2022

تراجع عجز الميزانية بنسبة 15% موفى نوفمبر 2021

نشرة أخبار منتصف النهار ليوم الخميس 27 جانفي 2022

نشرة الأخبار

نشرة أخبار منتصف النهار ليوم الخميس 27 جانفي 2022

الغنوشي يدعو الى إلغاء الأمر الرئاسي 117

نشرة أخبار السابعة صباحا ليوم الخميس 27 جانفي 2022

نشرة الأخبار

نشرة أخبار السابعة صباحا ليوم الخميس 27 جانفي 2022

تمديد العمل بهذه الإجراءات لمنع تفشي كورونا

   بزنس نيوز ليوم الإربعاء 26 جانفي 2022

بزنس نيوز

بزنس نيوز ليوم الإربعاء 26 جانفي 2022

أسعار صرف العملات الأجنبية في تونس

horoscope.jpg