مسرحية "من كتاب الفايسبوك": الفايسبوك مجال عمومي للنقاش وتبادل الأفكار رغم الاستخدامات السلبية (صور)
أخذ المخرجان هيكل رحالي ونوفل عزارة جمهور مسرح التياترو بالعاصمة، مساء الخميس، في رحلة فنية بين ثنايا الفايسبوك، في عمل مسرحي سمياه "من كتاب الفايسبوك"، شارك في أدائه 30 ممثلا.
وتألفت العناصر السينوغرافية المكونة للفضاء الركحي من جداريات فايسبوكية تتضمن تعليقات وكتابات اكتملت بمؤثرات موسيقية يستعملها الفايسبوك لتنبيه المستخدم بوصول رسالة أو وجود تعليق أو طلب إضافة صديق أو محدثة صوتية وغيرها.
انطلقت المسرحية التي دامت 60 دقيقة، بتحية إلى روح المدون نضال الغريبي الذي هزت حادثة انتحاره يوم 27 مارس 2018 بولاية القيروان، فضاء الفايسبوك في تونس. وقد تم في مستهل العرض تلاوة آخر ما دونه نضال الغريبي.
اقتبس العمل نصوصه من تدوينات فايسبوكية لكل من عياض الشواشي وكمال الزغباني وعلاء الدين بوفحجة وإشراق مطر وأمين خليف ووليد حصير وهانيبل بركة ووفاء الممي وعائشة بن سعيد ومحمد صالح عوانة ومروان رجب وخلدون باجي عكاز، وهي كتابات عن الحب والحياة والجمال والمرأة والوطن، وعن التسامح أيضا والحوار والانفتاح على الآخر.
وتميزت الخصائص الفنية للمسرحية بالمراوحة بين الأسلوب التراجيدي وأسلوب السخرية السوداء للتهكم على بعض المواقف الاجتماعية والسياسية. كما راوح الممثلون في أدائهم بين الحركات الفردية والحركات الجماعية، وذلك بهدف التدليل على أن استخدام الفايسبوك لئن كان فرديا فإنه يعبر عن قضايا مشتركة.
يرصد المخرجان في "كتاب من الفايسبوك" استخدامات هذا الفضاء الافتراضي بالنسبة إلى التونسيين كل من منظوره: الإجرام والتحيل والبرنوغرافيا والابتذال والتسويق ومراقبة المدونين والصراع السياسي والايديولوجي، لكنهما ينتصران في المقابل إلى فكرة اعتبار الفايسبوك مجالا عموميا يزخر كذلك بالكتابات الفكرية والأدبية والفنية، ويساهم في إنارة العقول، وأبرزا أن الاستخدام السليم يتجلى في تبادل الأفكار حول القضايا الراهنة من أجل معالجتها والدفع نحو تغيير الواقع.
