Français|

الاستقبال >أخبار >ثقافة

ثقافة 2022/02/24 15:45

مشروع البادية الجنوبيّة الشّرقيّة يحقّق اكتشافات أثريّة غير مسبوقة (صور)

مشروع البادية الجنوبيّة الشّرقيّة يحقّق اكتشافات أثريّة غير مسبوقة (صور)

اكتشف فريق علميّ أردنيّ-فرنسيّ مشترك من علماء الآثار في منطقة نائية في البادية الأردنية جنوب شرق، منشأة طقسيّة فريدة مخصصة للصيد الجماعيّ للغزلان، تعود للعصر الحجري الحديث، تستخدمُ المصائد الحجرية العملاقة (مصائد الطائرات الورقيّة الصحراوية)، وتعدّ هذه المصائد أقدم المباني الضخمة في جميع أنحاء العالم.

وحقق مشروع البادية الجنوبية الشرقيّة الأثريّ، وهو مشروع علميّ أردنيّ فرنسيّ مشترك، اكتشافًا كبيرًا خلال موسمه الأخير في البادية الجنوبيّة الشرقيّة للأردن في أكتوبر 2021، ويأتي هذا الاكتشاف تتويج العدد من النتائج المهمة التي تمّ الحصول عليها خلال المواسم الأخيرة من المشروع، الذي نفّذ خلال مدة زمنية طويلة المدى،وقد بلغ ذروته باكتشاف غير مسبوق.

خلفيّة الاكتشاف

اكتشفت مصائد الصيد الجماعي التي تعود إلى العصر الحجري الحديث في مشروع البادية الجنوبيّة الشرقيّة للمرة الأولى عام 2013 في منطقة نائية من البادية الأردنيّة الجنوبيّة الشرقيّة إلى الشرق من قاع الجفر في منطقة جبال الخشابيّة، وتعرف هذه المصائد الحجرية باسم (الطائرات الورقيّة الصحراوية)، وتنتشر هذه المباني على نطاق واسع عبر مناطق الشرق الأوسط وجنوب غرب آسيا الأكثر جفافا (بشكل رئيسي من وسط المملكة العربية السعودية، عبر الأردن وسوريا وأرمينيا وتركيا وحتى كازاخستان.

وهذه المصائد المذهلة تتكون من جدارين طويلين أو أكثر يتقاربان كلما اتجهت نحو السياج أو الغرفة الكبيرة في نهاية المصيدة، ويمكن أن يصل طول هذه الهياكل الضخمة إلى عدة كيلومترات، ويتم تنظيمها أحيانًا في سلاسل من الهياكل المتجاورة دون انقطاع، مما يزيد من فرص صيد الطرائد البريّة. بينما معظم الأبحاث الحديثة حول هذه الهياكل تميل إلى نسبتها إلى الألف الرابع والألف الثالث قبل الميلاد، إلا إن مشروع البادية الجنوبيّة الشرقيّة تمكّن من تأريخ هذه المصائد الى وقت أبكر من ذلك،تحديدا فترة العصر الحجريّ الحديث 7000 قبل الميلاد(العصر الحجري الحديث ما قبل الفخار الفترة ب، باستخدام تقنيات الكربون 14 والتهيج الضوئي OSL)،مما أدى إلى إرجاع أصل هذه الظاهرة إلى وقت أبكر بكثير مما كان عليه في السابق.

والمصائد الحجرية في جبال الخشابيّة هي في الواقع أقدم الهياكل البشريّة الضخمة المعروفة حتى الآن في جميع أنحاء العالم،ولعبت هذه النتائج دوراً كبيراً في فهمنا للتطورات البشريّة في هذه المناطق، لأنّها تشهد على ظهور استراتيجيات صيد جماعيّ معقدة للغاية، غير متوقعة في مثل هذا الإطار الزمنيّ المبكر وتتطلب تنظيماً تعاونياً للمجموعات البشريّة،وتدلّ على استغلال الموارد الحيوانيّة بما يتجاوز أغراض الكفاف، وهذا يعني التبادل مع المجموعات البشريّة في المناطق المجاورة. لكن النتيجة الأكثر أهمية في السنوات الأخيرة من البحث الميدانيّ لمشروع البادية الجنوبيّة الشرقيّة تتمثل في اكتشاف مواقع مخيمات الصيادين، لأول مرة على الإطلاق في الشرق الأوسط، والتي ترتبط ارتباطًا مباشرًا بالصيادين الذين يستخدمون المصائد الحجرية في البادية.

في حين أنّ علاقة المخيمات بالمصائد الحجريةتؤكدها مجموعة من الأدلة (قرب مواقع المخيمات منالمصائد الحجرية، والتأريخ المعاصر لكلا النوعين من المواقع، وبقايا المواد بما في ذلك الكميات الضخمة من عظام الغزلان الناتجة عن أنشطة المعالجة ذات الصلة بالصيد الجماعيّ)، ويقدم لنا التنقيب في هذه المخيمات معلومات مهمة وغيرمسبوقة حول الخلفيّة الاجتماعيّة والاقتصاديّة والتكنولوجيّة والثقافيّة للمجموعات البشرية المشاركة في استراتيجيات الصيد هذه.

وتتألف هذه المخيمات من أكواخ شبه دائريّة كوحدات سكنيّة اكتشف فيها خلال الحفريات مادة حضاريّة غنيّة ومتنوعة تشمل صناعة صوانيّة جديدة ومتميزة، وهذا أدى بالفريق إلى تعريف هذا المخيمات على أنّها كيانٌ ثقافيٌّ محدد سمي "الثقافة الغسانية" (في إشارة إلى أحد الأسماء الجغرافيّة المحليّة)، وفي الوقت ذاته كانت مجتمعات القرويين المستقرة في المناطق المجاورة من"الهلال الخصيب" تعمل في الزراعة والرعي.

ويبدو واضحًا من هذه الاكتشافات، أنّ "الغسانيين" كانوا صيادين متخصصين بالصيد الجماعيّ للغزلان باستخدام المصائد الحجريّة، وكانت المصائد في قلب حياتهم الثقافيّة والاقتصاديّة وحتى الرمزيّة في هذه المناطق النائية.



الطقس

اليوم 07.05.2025

المزيد
Economique Jawhara FM
horoscope.jpg
babnet.jpg